علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 22:45
المحور:
الادب والفن
إليكِ في البعد الآخر
عندما حاولت أن أكتبكِ .. كتبتُكِ قصيدةً بلا عنوان ، حيثُ لا مكان ولا زمان في بعدٍ آخر على شاطئ الأحلام
فثمة شيء بيننا لا يكتب !!.. تظلُ الكلماتُ حائرةً بين أبيات الحب الصامت والبوح المكتوم ... تُحدّثيني عن كسوفٍ يحرقُ الفؤاد واحتضار ٍ في وجيبِ الخفقاتْ !؟ ألم تعلم شمسكِ أنّ نبضاتي تحيى بنورها ودفء شعاعها ، أن احتجبت ... شاخت بي شجرةُ الحياة وتسـاقطت وريقـاتهـا على قارعة الأحلام ، بين يديكِ دقّاتُها ، عزف أوتارها ولم تشـعري ؟ ألم تنصـتُ روحكِ لأنين خافت يعتريها ؟ يأتها مع النسماتِ كلّ صباحٍ ومساءْ .. آه .. من ذلك الشروق الذي يحتضنه كسوفٌ في ربيعِ الأمنياتْ !!
في الفجر تتفتحُ وردتكِ الجوريّة فتتورد أكمامها خجلاً كلما عانقها الندى ، في الفجر يصدح عندليبكِ فوق أغصان الرّوح المشرقة ، فيتوهجُ سديمُ الأرض دفئًا بنور انبعاثكِ في مرآة نفسي من جديد .. يعبقُ الياسمين بمطر كانون ويثملُ في حدائقي الفلّ والحسون .. شوقي صهيلٌ يتهادى فوق أشرعتكِ ومآذن عشقي ترتلكِ صلاة انعتاق وتسابيح إشراقٍ في معابد النور .. أيُّتها الساكنةُ في محراب العبور ، يغيبُ الأنا ويبقى الواحدُ رمزًا للخلود فكوني كما كنتِ منذُ الأزل وجهي المشرق في شفق الظهور .. مراكبُ الصعود أبحرت في سماء بلورٍ وماجت بها بواسقُ السّحاب وسحائبُ البخور .. غدًا لشمسكِ في معراجها يمتثلُ النورُ فشهد الوجد أشعلَ جنّتكِ وأعلن أن الحبَّ جهادٌ والعشقَ شهادةٌ والابتهالَ عزفٌ أثيريٌّ على أوتارِ الوجودْ.
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟