يعقوب ابراهامي والرقم 1


حسقيل قوجمان
2014 / 12 / 16 - 12:05     

يعقوب ابراهامي والرقم 1
يختص يعقوي باب ابراهاملرياضيات فقد حصل على البكالوريوس في الرياضيات في الجامعة العبرية ثم انتقل الى الكومبيوتر فكان مصدر رزقه. وعلى هذا الاساس فان حسقيل قوجمان ابعد من ان يستطيع مناقشته في الرياضيات لان علاقته بالرياضيات انتهت منذ انهائه الدراسة الثانوية سنة 1939 اي قبل 75 سنة.
ولكن يعقوب ابراهامي يستعمل اختصاصه الرياضي للتعليق على مقالات حسقيل قوجمان فيضطر حسقيل قوجمان ان يجيب على تعليقاته باللغة القوجمانية التي لان يعقوب لا يفهمها يتصور بتواضعه المالوف ان ليس في البشرية من يفهمها.
استخدم يعقوب ابراهامي علمه في الرياضيات مرتين في التعليق على حسقيل قوجمان. مرة حين دحض احد قوانين الديالكتيك، قانون تحول الكم الى كيف. وفي المرة الثانية استخدم علمه في الرياضيات باستخدام خاصيته وخاصية شلته في النقد اللاسع تعليقا على مقال حسقيل قوجمان حول مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما.
بخلاف طريقته في البرهان على ان قانون الجاذبية قانون حقيقي اذا كان بالامكان تفنيده وفق نظرية بوبر ففند قانون الجاذبية حين لم تسقط التفاحة من الغصن الذي انزله الى الارض. يعتقد الان ان اي قانون لا يمكن اعتباره قانونا حقيقيا اذا امكن دحضه اي تفنيده لا ادري وفق نظرية من فقام بدحض قانون تحول الكم الى كيف لاثبات انه ليس قانونا.
حين دحض يعقوب قانون تحول التغيرات الكمية الى تغير كيفي او نوعي عند نقاشاتنا حول القوانين الديالكتيكية كتب معادلة 1+1= 2 وراى في هذه المعادلة حدوث تغير كمي ولم يحدث تغير نوعي. وبهذا دحض قانون التحول من الكم الى الكيف واعتبر انه ليس قانونا اصلا.
ففي علم رياضيات يعقوب يحتوي الرقم 1 المجرد على كمية ونوعية. لا اعلم ما هي الكمية التي يحتويها الرقم 1 المجرد او ماهي نوعية الرقم 1 المجرد. الى حد علمي البسيط في الرياضيات فان الرقم 1 المجرد هو مجرد صورة لا طعم ولا رائحة ولا لون له، و لا كيفية له. ولا يحتوي الرقم 1 المجرد على كمية فهو لا كيان له ولا وزن له. فالرقم 1 او 2 او3 او اي رقم اخر لا معنى له اذا كان مجردا. وحتى اذا جاريناه في معادلة 1+1=2 فيمكن بنفس العقلية اعتبار صورة الرقم 2 تختلف نوعيا عن صورة الرقم 1 فهو تغير نوعي !!!
ان الارقام لا معنى لها الا اذا اقترنت بجسم مادي. وكمية اي رقم تتوقف على الجسم الذي يمثله. فالكون = 1، والكرة الارضية =1، والالكترون = 1، والاميبا=1، ويعقوب = 1. فلا كمية للرقم الا اذا ارتبتط بشيء يحدد كميته ونوعيته. ولذلك لا معنى رياضي لمعادلة 1+1=2 لانها لا تمثل كما ولا تمثل كيفا. فمحاولة يعقوب دحض قانون تحول الكم الى كيف لا تشهد على اختصاصه الرياضي.
ولكن معادلة يعقوب هذه لا تدل على فهم او معرفة يعقوب لقانون تغير الكم الى كيف بل تدل على جهله المطبق للقانون. فمعادلة يعقوب 1+1=2 لدحض قانون تحول الكم الى كيف تعني ان يعقوب اضافة الى اعتباره وجود كم وكيف فيها، يعتقد ان كل تغير كمي يجب ان ينتج عنه تغير كيفي. وهذا منتهى السخف في فهم قانون تحول الكم الى كيف الديالكتيكي. فقانون تحول التغيرات الكمية الى تحول كيفي يعني ان تغيرات كمية لا حدود لها يختلف عددها وتختلف مدتها الزمنية باختلاف الظاهرة الطبيعية المادية التي يجري بحثها لكي يتحقق التغير الكيفي.
فمثلا تحول الكرة الارضية من كرة ملتهبة الى كرة باردة كان عملية من التغيرات الكمية دامت ملايين او مليارات السنين الى ان تحولت تغيراتها الكمية الى تغير كيفي، من كرة ملتهبة الى كرة باردة.
واذا تحدثنا عن نظرية داروين نجد انها عبارة عن تطورات الحياة خلال ملايين السنين والتحولات الكمية التي ادت بعد تغيرات كمية كثيرة الى تحولات نوعية الى ان بلغ تطورها الى ظهور الانسان.
واذا اخذنا مثلا بسيطا يسهل فهمه كتحول الماء من حالة كيفية الى حالة كيفية اخرى كتحول الماء المنجمد مثلا الى الماء السائل فلا يجري التحول بعد كل تغير كمي في درجة الحرارة . فاذا كان الماء المنجمد في درجة عشرين تحت الصفر مثلا ورفعت درجته الى عشر درجات تحت الصفر فلا يحدث التحول الكيفي لان الماء يبقى منجمدا. ولا يحدث التغير الكيفي الا حين تصبح درجة حرارة الماء المنجمد صفرا. وانذاك فقط تجري الطفرة او الثورة اذا شاء يعقوب من الماء المنجمد الى الماء السائل. ولكن هذا التحول يتطلب طاقة حرارية كبيرة محددة ومعروفة من اجل تحقيق الطفرة من الماء المنجمد في درجة صفر الى الماء السائل بدرجة صفر. اي ان التحول من الماء المنجمد بدرجة صفر لا ترتفع درجته عند اكتساب هذه الطاقة الحرارية بل تبقى حرارة الماء المنجمد بدرجة صفر والماء السائل بدرجة صفر. وبنفس الطريقة لا يجري التحول من الماء السائل الى الماء الغازي عند كل رفع لدرجة حرارة الماء السائل بل يجري التحول فقط عند بلوغ درجة حرارة الماء السائل الى مائة درجة، على اعتبار الضغط الجوي ضغطا واحدا. ومعروف مقدار الطاقة الحرارية التي يجب ان تضخ في الماء السائل بدرجة حرارة مائة الى بخار بدرجة مائة من اجل تحقيق التحول الى الماء الغازي بدرجة مائة.
والعلم تعلم عن طريق التجربة درجة انصهار كل فلز والطاقة اللازمة لتحقيق الطفرة من الصلب الى السائل وكذلك تعلم درجة تبخر كل فلز ومقدار الطاقة اللازمة لتحقيق الطفرة من السائل الى الغاز. ولابد ان يعقوب لانه قرأ كل كتب الفيزياء على علم بكل هذا. ومع ذلك يريد ان يجد في معادلة 1+1=2 المجردة تغيرا كميا ولا يجد تغيرا نوعيا، فيدحض او يفند قانون التحول من الكم الى الكيف على هذا الاساس.
واليوم قام بتوجيه نقدة لاسعة الى مقال حسقيل قوجمان حول مفهوم الاشتراكية ومفهوم الاشتراكية العلمية والفرق بينهما وفيما يلي نص تعليقه:
"عدد: 587778 - كيف التقيتُ بالرقم الموهوم في الشارع
2014 / 12 / 3 - 19:43
التحكم: الحوار المتمدن يعقوب ابراهامي
يقول حسقيل قوجمان: فالافكار هي نتائج ما يصوره الدماغ والجهاز العصبي من الحركات الطبيعية في الدماغ وليست افكارا يكونها الانسان في دماغه بارادته وبترتيبه وتصميمه
هذا صحيح. خذوا على سبيل المثال الرق 1I نحن نلتقي به كل يوم في الشارع وفي السوق، وهكذا ينعكس في دماغنا، وهو ليس من صنع تفكير الإنسان البحت." انتهى التعليق.
السخرية العلمية اللاسعة هنا هي ان الانسان لا يبحث عن الرقم 1 في السوق او في الشارع بل هو من صنع تفكير الانسان البحت يصنعه في دماغه بارادته وبترتيبه وتصميمه. والسخرة من قول حسقيل قوجمان حول تكوين الافكار كانعكاس صور الطبيعة في دماغ الانسان.
ترى متى صنع يعقوب بتفكيره البحت الرقم 1 في دماغه؟ هل صنعه يوم ولادته؟ فتجربة الحياة العائلية تعرف ان الوالدين يبذلان مجهودا كبيرا لتعليم الارقام 1 الخ حين يكون الطفل في الشهر السادس او السابع من عمره. واذا حقق يعقوب ابراهامي صنع الرقم 1 بتفكيره البحت يجب ان يكون قد صنعه بمحض ارادته قبل ان يجهد والديه في تعليمه الارقام. فالطفل، كل طفل في البشرية، يبدأ بتعلم الارقام في هذا السن المبكر. ولا ادري ان كان يعقوب قد شذ عن ذلك فلم يعرف الرقم 1 حتى اصبح ناضج الدماغ لكي يصنعه بتفكيره البحت.
والطفل العادي لا يتعلم الارقام بشكل 1، 2، 3 وانما يتعلمها عن طريق الصور. فيعلمه ابواه الارقام مثلاعن طريق عرض صور يعرضونهاعليه لكي يميز بين الصورة التي تحتوي على شيء منفرد والصورة التي تحتوي على عدة اشياء. كتعليمه مثلا ان اصبعا واحدة هي 1 وان صورة اصبعين هي 2 وهكذا. او بعرض صورة طفل مثله مرة وصورة طفلين مرة اخرى او بعرض صورة تفاحة واحدة ثم صورة تفاحتين وهكذا لا بان يقرأ الرقم 1 او اثنين بل بان يقول كلمة واحد اثنين. وهذه العملية تجري في ايامنا عن طريق البرامج التلفيزيونية او الصور المتحركة او كتب الاطفال التعليمية. وكلنا بما فينا يعقوب خضنا هذه التجربة مع اطفالنا. فالرقم 1 لم يتعلمه الانسان بصنعه في تفكيره البحت بل تعلمه عن طريق انعكاس الصور المتعددة في دماغه. اي ان يجدها يعقوب في السوق او في الشارع او في بيته مع والديه. ثم ان الامر لا يقتصر على تعلم الارقام عن طريق الصور التي تنعكس في دماغ الطفل يل يتعلم الطفل من الصور ايضا ان تحول الواحد اثنين ينبغي ان يكون عن طريق صورة تتضمن جسمين متماثلين.فصورة كلب 1 وصورة قط 1 لا = 2 بل يجب ان تكون الصور صورة كلبين او صورة قطين لكي يكون مجموعهما اثنين. اي ان معادلة 1+1=2 ليست صحيحة في كل الاحوال لان كلبا وقطا لا يصبحان اثنين بل يبقيان كلبا واحدا وقطا واحدا. ارجو المعذرة من القراء لانني ابحث معهم هذا الموضوع بهذه اللغة البدائية التي يعرفها لكل طفل.
وماذا بعد تعلم الارقام في طفولة الطفل. فانه يذهب الى المدرسة فيعلمه المدرسون كيف يكتب الرقم 1 و2 كمقدمة لتعليمه الجمع والطرح والضرب والقسمة وحل سائر المسائل الحسابية البسيطة. ولا اعتقد ان يعقوب نفسه شذ عن ذلك وتعلم العمليات الحسابية وحل المسائل الرياضية بصنعها في دماغه البحت وليس عن طريق تعليمه اياها من خارج دماغه. فتعلمها لا يتحقق الا عن طريق عكس صورتها في دماغه بمساعدة مدرسيه.
وكيف نجح يعقوب في الحصول على الدرجة من الجامعة العبرية؟ هل كانت الرياضيات من صنع دماغه البحت وقدمها للامتحان ونجح في الحصول على الدرجة ام كان عليه ان يبذل مجهودا شاقا لثلاث سنوات في قراءة الكتب المعدة للموضوع والاصغاء لمعلميه لكي يتعلم الرياضيات التي خولته الحصول على الدرجة؟ لا اعتقد ان يعقوب صنع الرياضيات في تفكيره البحت بل ببذل اقصى الجهود في تعلم الرياضيات التي كانت معدة له في الكتب وفي محاضرات معلميه ولوكان قد اعتمد على تفكيره البحت لما توصل الى نيل الدرجة مدى حياته. فهو وجدها في الشارع وفي السوق وفي الجامعة.
الخلاصة هي ان كل فكرة تتحقق في دماغ الانسان عن اي موضوع لا يصنعها الدماغ بتفكيره البحت بل يحققها الدماغ عن طريق تصويرها تصويرا صحيحا في دماغه. واذا لم يستطع الدماغ التقاط الصور من الطبيعة في دماغه فلن تنشأ في دماغه اية فكرة عنها. فقد عاش الانسان ملايين السنين واكتشف الحديد واستخدمه في صناعاته ولم تتولد لديه فكرة ان الحديد يتكون من جزيئات او ذرات الى ان استطاع دماغ العلماء ان يصوروها في دماغهم فاصبحت جزءا من علم الفيزياء الذي يعتبره يعقوب على راس كل العلوم.