أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - غاز العرب وزيتون ابو هدى














المزيد.....

غاز العرب وزيتون ابو هدى


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 21:53
المحور: كتابات ساخرة
    


كان ابو هدى رجلاً طاعنا في السن ، طيباً بكل معنى الكلمه ، من ابناء الطائفة المسيحيه الذين سكنوا قريتي على مدى مئات السنين ، اتخذ غرفة من منزله المبني من الحجر والطين ليفتحها دكاناً صغيراً ، يبيع فيه ما يحتاجه ابناء الحي خاصة والقرية عامة ، وكان دكانه واحدا من الدكاكين القلائل آنذاك ، اذكره في سبعينيات القرن الماضي ، كان يشتري ثمار الزيتون من ابناء الحي ، حيث كان الصبية يجوبون الحقول لالتقاط ثمار الزيتون الذي يتركونه اصحاب المزارع خلفهم ، ثم يذهبون لبيعه لـ(ابو هدى) مقابل بعض الحلوى (المطعم ) او شيئاً من التسالي (بزر وقضامه ) .
كان ابو هدى يشتري الزيتون ويقوم بنشره فوق سطح دكانه المتواضع حتى يجف تمهيدا للذهاب به الى المعصرة الحجريه القديمة التي كانت في البلده .
كان بعض ابناء الحي الذين لا يرغبون بتجشم عناء الذهاب الى الحقول لجمع الزيتون ، يتسللون ليلاً الى سطح دكان ابو هدى ، يأخذون منها كميات مناسبة بحيث لا توحي بأن احداً قد سرق من الزيتون ، وفي الصباح يقومون ببيعه لـ(ابو هدى ) ، فكان ابو هدى يشتري زيتونه منهم دون أن يدري ظناً منه انه قد يجمع كميات كبيره من الزيتون ، وفي كل عام كانت تتكرر العمليه دون أن يعلم ابو هدى ان زيتونه كان يسرق تحت جنح الظلام ، ثم يؤتى به ليشتريه في وضح النهار ، ومرت السنين ، ورحل ابو هدى عن الدنيا ورحل معه سر زيتونه المغتصب منه والمباع له .
قصة مشابهه لما حدث مع ابو هدى مع بعض الاختلاف ، هي قصة غاز العرب الذي جاء الكيان الصهيوني لاغتصابة ونهبه مع الكثير من ثروات العرب المسروقه على مرأى ومسمع العالم أجمع ، ثم يقوم الكيان المغتصب المحتل ببيعه للعرب ، ربما ليس حبا بالتجارة او الربح ، ولكن نكاية بالعرب وامعانا باذلالهم ، لم يرد الكيان الصهيوني ان يتجشم عناء عرض بضاعتنا التي سرقها في الاسواق بل توجهنا نحن له بكل ذل وخضوع لنشتري منه ثرواتنا المنهوبه ، فأم الدنيا (مصر) ام الغاز ، توجهت لشراء غازنا من الكيان الصهيوني ، فتبعناها نحن الاردنيين لشراء نفس الغاز ، بالضبط كما فعلنا عندما وقعنا اذلالية وادي عربه بعد كامب ديفيد وان كان الفرق بينهما طويل .
قصتين فيهما من الفوارق ، ان ابو هدى لم يكن يعلم ان ما يشتريه من الزيتون هو اصلا زيتونه المسروق ، اما نحن العرب فنعلم علم اليقين ان الغاز الذي نتهافت لشرائه من الكيان الصهيوني هو بالاصل غازنا الذي نهب منا على مرأى من اعيننا
ابو هدى كان يشتري زيتونه بحبات من ( المطعم ) او (كمشة قضامه) او (قطعة هريسه) ،وانا على يقين لو ان ابو هدى كان يعلم انهم يبيعونه زيتونه المسروق لأوجعهم ضربا بباكوره الذي اتخذه متوكئاً ، بينما نحن وبدلاً من ان نقاطع المحتل وبدلاً من ان نطالبه باعادة ما اغتصبه من غازنا وثرواتنا ، وبدلاً من ان نشهر بواكيرنا في وجهه نذهب لنضخ مليارات الدنانير من قوت ابناءنا وحليب اطفالنا في موازنته التي يعدها للاعتداء علينا وقتل كرامتنا ووأد امانينا واحلامنا .
كان ابو هدى بسيطا طيباً يسرقون زيتونه ويبيعونه له دون ان يدري ، وكان الصبية المغتصبون ايضا بسطاء طيبون ، يفعلون فعلتهم طمعاً في القليل من الحلوى والتسالي ، التي ربما حرموا منها في ظل ما كانت تعانيه اسرهم من ضنك العيش .اما حكوماتنا العربيه فبلغت من العهر بحيث انها تعلم علما خالصاً ان الصهاينة يبيعونها غازنا المسروق ويغرقون اسواقنا بفواكه ارضنا المغتصبه ، لكنهم يصرون على شرائها بأغلى الاثمان من عدو لا ينشد التجارة والربح بقدر ما ينشد لنا الاذلال والقهر .



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن الاردني في غرفة الانعاش
- هل يصبح الاردني خليجي
- اصلاح .... حوار
- بين منير وخالد شاهين
- مدسوسين .. بلطجيه
- مطلوب زبالين
- التعايش الديني (بالعاميه)
- اتفاقية وادي عربه والقرد
- بدي سايق محترم
- خيمة ابو معن
- اصلاح شامل
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - غاز العرب وزيتون ابو هدى