|
الحمد لله على نعمة الاسلام ... فضيحة الأله نينساه
حسنين السراج
الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 17:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حين نذكر الأله نينساه (niensah) أله القدرة المطلقة لدى أحد الشعوب القديمة ويتكون اسمه من مقطعين حسب لغة ذلك الشعب وهي (نين) وتعني أله و(ساه) وتعني المطلق ... حين نذكر هذا الأله لا بد ان نذكر الملك أيسور (esor) لأن لهذا الملك قصة مثيرة للأهتمام مع هذا الاله الذي كان يؤمن به وبقدرته المطلقة
تقول القصة ان الملك أيسور أبلغ عائلته وحاشيته ومساعديه أن الاله نينساه طلب منه أن يغرق أبنته في النهر ولا يملك ألا طاعة الاله والغريب أن ابنته وافقت على ذلك دون تردد حين علمت انه طلبا من الاله نينساه ... توجه الملك الى النهر وتجمع عامة الناس لمشاهدته وهو يغرق أبنته أمتثالا لأوامر الاله نينساه ... فنظر الملك الى ابنته وهي واقفة قربه تنتظر أن ينفذ فيها حكم الأله نينساه ... نزلت الدموع من عيناهما ووقف الملك كثيرا ينظر لابنته ويحتضنها وفي النهاية لم يكن منه الا ان نفذ ما يظن انه رغبة الأله ودفع أبنته الى النهر فجرفها النهر بتياره الجارف الى ان تلاشت عن الانظار وعاد ومعه حاشيته وسط ذهول العامة لا يلوي على شيء ... في الصباح التالي كانت المفاجأة عادت ابنته بصحبه مجموعة من الصيادين قاموا بأنقاذها من الغرق بأعجوبة بعد ان وجدوها ممددة على الجرف تلفظ أنفاسها الاخيرة ... فرح الملك جدا وشعر ان عودة أبنته اشارة الى ان الاله نينساه كان يختبر مدى طاعته فكافأه بان أعاد أليه ابنته وولية عهده ( أنتهت القصة)
حين أطلعت على هذه القصة شعرت بنعمة الاسلام ... فلا أدري اي عقل هذا الذي يؤمن ان اله طلب منه ان يقتل أبنته ... يقول القران الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن يقتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) ... صدق الله العظيم ... ألم يفكر هذا الملك ولو للحظة ان قتله لابنته بدون ذنب أمر يخالق الفطرة ... يقول القران الكريم ... بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة )... صدق الله العظيم ... ألم تفكر أبنته ولو للحظة ان ما ينوي أبيها فعله عمل عبثي وان قبولها بالتضحية بنفسها أمر مخالف للفطرة ؟؟؟
أين كانت عقول الناس وهي تسير خلف خيالات وهلاوس ما أنزل الله بها من سلطان ؟؟؟ الحمد لله على نعمة الاسلام
لنتوقف عن الدجل والكذب فكل ما سبق هو قصة ملفقة ومن وحي خيال كاتب السطور لا واقع لها ابدا وأسم الاله نينساه هو اسمي باللغة الأنكليزية مقلوبا والملك أيسور هو اسم قطتي باللغة الأنكليزية مقلوبا القصة السابقة هي اسقاط لقصة النبي ابراهيم وابنه أسماعيل الذبيح على شخصيات وهمية ...من السهل على الانسان ان يكون عقلاني ومنطقي حين يتعلق الموضوع بمقدسات لا تعنيه بل تعني غيره لكن من الصعب جدا ان يكون منطقي وعقلاني مع مقدساته فاركان القصة سالفة الذكر هي أركان قصة النبي أبراهيم وابنه اسماعيل الذبيح مع تغيير الاسماء فقط .
لو حدثت احد الاسلاميين المتحمسين عن هذه القصة بالاسماء المستعارة سيعمل عقله بمنطقية وبعقلانية منقطعة النظير لكن حين تذكره بشبه القصة بل مطابقتها لقصة النبي ابراهيم سيفارق العقلانية وسيعود الى برمجة التفسيرات المبهمة والغامضة التي تحمل خلفها حكمة الله وسيتحول القاء الملك بابنته الى التهلكة الى طاعة النبي ابراهيم وتفانيه في سبيل الله وهكذا دواليك .
الدين بالنسبة لي مرادف للضمير حقيقة وليس مجازا بمعنى أذا كان هناك من شيء يستحق التقديس والوقوف أمامه بأجلال فهو الضمير ... كيف ساختبر نفسي اني صادق فيما اقول ؟؟؟ هنا تسكب العبرات فالامر بحاجة الى تجريد كامل من العواطف والمقدسات المكتسبة
كانسان أجد نفسي أنسان ظني بمعنى الكلمة ( لا أجزم بصحة شيء نظري ولا اجزم بعدم صحته) واقصد بالنظري تحديدا الاديان والعلم النظري الغير مثبت على ارض الواقع فكلاهما عندي في مكان واحد هو الظن في صحتهما أو عدم صحتهما مع مراعاة ان لكلا منهما مكانه المختلف عن الاخرفي ارض الواقع ... كل شيء وارد وكل الاحتمالات مفتوحة والثابت الوحيد هو نسبية كل شيء .
حين نقف أمام قصة النبي أبراهيم وأقدامه على ذبح أبنه لأنه حلم أنه يذبحه ويعتقد أن حلمه أمر من الله فسنقف امام العديد من الاحتمالات منها :
- ان الله فعلا أوحى لابراهيم عن طريق الرؤيا ان يذبح أبنه - ان ابراهيم حلم انه يذبح ابنه واشتبه ان هذا الحلم امر من الله
لو كان الله فعلا امر ابراهيم ان يذبح ابنه لماذا لم يناقش ابراهيم الله ويقول له يا ألهي لماذا اذبح ابني والقتل حرام حسب شريعتك ولماذا تضعني في هذا الموقف الصعب وكيف لي ان اقدم على ذبح ابني وهو قطعة مني ؟؟؟ وسؤال اخر يطرح نفسه كيف وافق أسماعيل ان يذبح بكل بساطة دون ان يعرف السبب والمغزى ؟؟؟ السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل هو أختبار للطاعة العمياء ؟؟؟ أذا كان كذلك فقد حصل ابراهيم على درجة كاملة في الاختبار دون منازع
ماذا لو كان الاختبار للضمير وليس للطاعة ؟؟؟
ماذا لو كان الله يختبر مدى التزام أبراهيم بوجدانه وضميره ؟؟؟ ماذا لو كان الله يريد من ابراهيم ان يعترض ولا يذبح أبنه لانه يختبر ضميره وليس طاعته ؟؟؟ هل يريد الله جيشا من اصحاب الضمير الأعمى الذين يطيعون اي أمر عسكري ألهي دون نقاش أم يريد ضمائر حية تعترض حتى عليه لو تضاربت أوامره مع الضمير ؟؟؟
ماذا لو كان الله يختبر الخضر وليس موسى في قتله للطفل ؟؟؟ ماذا لو كان هناك تواطؤ بين الله وموسى على الخضر لأختبار طاعته العمياء وضميره ؟؟؟ لا اعتقد ان كلمة أختبار تعني ان ابلغك أنك في هذه اللحظة في اختبار ... يحتاج الأمر أحيانا الى بعض التظليل لتتضح حقيقة أختيارك الحر ... الخضر قتل طفل بلا ذنب ولك ان تتخيل منظر رجل ذو لحية ويبدو عليه الحكمة يمسك طفل صغير ويقتله بسكين او خنقا ويتحجج بحجة ان هذا الطفل سيصبح مجرم ... ماذا لو كان على الخضر ان يعترض على هذه الفكرة ويقول لا يجوز القصاص قبل الجناية ؟؟؟ ماذا لو كان موسى يعلم ان الخضر يمر باختبار والامر ليس كما يبدو ؟؟؟
كل شيء وارد فقد يكون ابراهيم والخضر فعلوا ما يريده الله فعلا ليثبت وجهة نظره وهذا أمر محبط جدا فكم هو امر محبط ان تكتشف ان الله يختبر طاعة الناس وليس ضمائرهم ... يا للاحباط ... وقد يكون الله يختبرهم أختبار عكسي اي انهم اطاعوا من حيث عصوا وكان عليهم أن يعصوا الأمر الالهي ليكونوا جديرين بالاحترام الألهي ... قد يقول قائل لو كان هذا صحيح لبينت النصوص الدينية ذلك ... أقول ليس بالضرورة فقد يكون الاختبار ساري المفعول ... حين يتقاطع الضمير مع النص السماوي فسأختار الضمير دون تردد ودون تفكير وقد يكون هذا ما يريده الله (الأستنكار والرفض لكل فعل خالي من الضمير حتى لو كان محاط بهالة من القدسية)
لا ادري ما هي الحكمة حين يطلب الله المطلق من نبيه ان يذبح ابنه وما هي العقلية التي تستجيب لهكذا طلب دون تفكير ودون تردد ولو للحظة ؟؟؟
ما يحزنني في كل هذه القصة هو الكبش المسكين الذي ذهب ضحية أختبار لا ناقة له فيه ولا جمل وبسبب ذلك الاختبار وهذه السنة يذهب ملايين الخراف ضحية سنويا في موسم الحج السؤال الذي يطرح نفسه لماذا خلق الله طعام الأنسان له مشاعر وعواطف ويساق الى الموت على يد الراعي الذي وثق فيه طوال عمره مع ان الله كامل القدرة يستطيع ان يخلق لحم على شكل ثمار مثلا بما انه قادر على كل شيء على كل حال شخصيا ارتحت من هذه المشكلة وتحولت الى نباتي فلا طاقة لي على تحمل دماء تهدر لأشبع ... فكرة مؤلمة ومرهقة ان تأكل طعام كان قبل ساعات يشعر بالحياة ... لا يحتاج الموضوع الى عبقري ليجيب فالقوي ياكل الضعيف وكفى . ديني هو الضمير وهو فوق كل شيء ويستحق التقديس والوقوف امامه بخضوع ويستحق كل لحظات التأمل ويستحق حتى التسبيح
ليس المهم ان تكون مؤمن او تكون ملحد او تكون لا ديني او تكون لاادري لتكون صاحب ضمير
قد يثبت لأحد المتدينين الذين يعبدون الله تملقا وتجارة ... وبحثا عن الجنة وخوفا من النار عدم وجود الله فلا تستبعد ان يسرق ويقتل لانه كان يمتنع عن ظلم الاخرين خوفا وطمعا لا اكثر ... وهذه حقيقة حدثت امامي مرة حين كنت جالسا في مكتبة احد الاصدقاء في شارع المتنبي فطرحنا السؤال التالي ... ماذا لو كانت السرقة حلال ؟؟؟ فاجاب شخص متدين كان يحمل في يده مسبحة ( والله العظيم جان قفصت على ثلاث أرباع الناس) لو ألحد هذا سيشكل خطر على المجتمع . الضمير خير ما يستحق ان يفني الانسان عمره لاجله مهما كانت الحقيقة بعد الموت ... العدم ... الحياة الاخرى على اختلاف اشكالها ... ليس مهم فالعيش بضمير والتفكير وفق معيار الضمير سيجلب لك أرتياح دنيوي وقد يجلب لك بقاء أبدي نوراني من يعلم ؟؟؟ كل الاحتمالات مفتوحة .
#حسنين_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذات الثوب الاسود
-
ليس المهم أن أنجح المهم أن يفشل الاخرون
-
ليس المهم أن أنجح المهم ان يفشل الاخرون
-
صدق أو لا تصدق ... السبب الرئيسي للأنهيار الامني
-
كتاب / جرائم أرتكبتها ... حين كنت حارسا لدين الله
-
الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 3
-
الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 2...العهود التوراتية
-
الدماء المهدورة بين اليهود وخصومهم 1
-
التعذيب وانواعه وطبيعة الجلادين
-
الحقيقة من صنع الانسان ... فلاسفة الاغريق 2
-
أبن عم الريس من يحن أليه؟؟؟
-
التجرد والتجديد...فضل الله وحسن المالكي نموذجين
-
جيفارا يرتجز في الطف
-
روحاني أحاول الفهم ولا أبحث عن الثواب
-
من تاريخ التعذيب بأسم المقدس ... القسم الاخير
-
سنبقى نجلدكم بثقافة قبول الاخر
-
التعذيب بأسم المقدس في العراق
-
من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 4
-
الجنس الثالث أطهر من حراس الفضيلة
-
كيف تمكن السلفيين من ابتلاع السنة ؟
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|