فيسبوكيات الصحابي جابان الكوردي

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 15:24
المحور: كتابات ساخرة
    

الإسلاميون، وفي مقدمتهم الكورد، يبحثون عن حبل سري للعلاقة بين الكورد والإسلام من خلال الصحابي جابان الكوردي (أبو ميمون) دون الدخول في تفاصيل حياة هذه الشخصية وما رواه من حديث نبوي، ومن بعده أبنه التابعي ميمون (ميمون الكردي).
الهالة المُختَّلقة أو المُضَّخمة لجابان وميمونه الكوردي هي محاولة للإيحاء بحوار حضاري بين حاملي الرسالة وشعب يُراد له الهداية بالجدل عند حافات الجبل، على خلاف الوقائع المُسجلة بالدم الكوردي المُراق بسيوف الاعراب في صفحات مصادرهم الاسلامية والتي لم تترك شاردة أو واردة لأحاديث وسير صحابة من أصول غير عربية (سلمان الفارسي وبلال الحبشي) مع إشارة أو تكررها عن "جابان الكوردي" وابنه "ميمون" اللذان يثيران بظلال من الشك عن حقيقة وجودهما وفي أفضل الاحوال صحبة الكوردي جابان للعربي محمد.
كل ما يعرف عنه انه (أبو ميمون، يقال: اسمه جابان. سمع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، روى حديثه أبو خالد، عن ميمون بن جابان، عن أبيه. أخرجه ابن منده ) (1)
يروى ميمون الكردي عن أبيه ( أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما رجل تزوج امرأة يوم تزوجها، وهو لا يريد أن يعطيها مهرها، لقي الله يوم القيامة وهو زان. وأيما رجل استدان ديناً، وهو لا يريد أداءه، فمات ولم يؤده، لقي الله يوم القيامة سارقاً") (2). ثنائية رواية ميمون هي (قال ميمون الكردي: كنا عند ابن عباس فقال رجل: ليته حدثنا عن علي فسمعه ابن عباس فقال: أما لأحدثنّك حقاً، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بالأبواب الشارعة في المسجد فسدت، وترك باب علي، فقال: إنهم وجدوا من ذلك، فأرسل إليهم "أن بلغني أنكم وجدتم من سدي أبوابكم وتركي باب علي، وإني والله ما سددت من قبل نفسي، ولا تركت من قبل نفسي، إن أنا إلا عبد مأمور أمرت بشيء فقلت: "إن أتّبع إلا ما يوحى إلي".)(3). ثلاثية روايته هي (قال أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا يزيد، حدّثنا دَيْلم، حدّثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان؛ سمع عمرَ يخطب، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " إن أخوفَ ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان).
جابان الكوردي وباعتراف المصادر الاسلامية شخصية لا يعرف عنه أي شيء، ومفتاح حل لغزه هو ابنه ميمون الذي قال عنه يحيى بن معين (سألت يحيى بن معين عن ميمون الكردي ما حاله قال: ليس به بأس) (4) وذكره الحافظ الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) بان كنيته هي (أبو بَصِير)، وقال عنه اليماني صاحب (الأنوار الكاشفة): " لم يُعزَ ولم أعثر عليه، ووالد ميمـون الكردي لا يكاد يُعرف. وقد ذُكر في أسد الغابة والإصابة باسم (جابان)، ولم يذكروا له شيئاً.
روايات "ميمون" عن ابيه رغم قلتها فإنها تتناقض مع ما قاله نقلا عن مالك بن دينار (سأل مالكُ بن دينار ميمونَ الكردي أن حدّثْ عن أبيه الذي أدرك النبي وسمع منه، فقال: كان أبي لا يحدّثنا عن النبي مخافة أن يزيد أم ينقص). (5)
بغض النظر عن حقيقة وجود جابان وميمونه، فان الحديث عن دورهما بالتلاقح والحوار الحضاري بين رسالة الصحراء مع بدو الجبال أو أعرابه كما يحلو للبعض تسمية الشعب الكوردي لا يستقيم مع المنطق، الا إذا كانا يملكان حساب في الفيس بوك ويقومان بترجمة الكتاب والحديث جوار النبي الى اللغة الكوردية ومن ثم ارسالها الى الكروبات الكوردية في أعالي الجبال.
المصادر
1- أسد الغابة - ابن الأثير المؤرخ – ص 1254
2- أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.(أسد الغابة -ابن الأثير المؤرخ – ص 1269) ( الإصابة في معرفة الصحابة - ابن حجر العسقلاني -ص 141)
3- مختصر تاريخ دمشق- ابن منظور- ص2387
4- الجرح والتعديل- أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي التميمي – ص 1084
5- عبد الرحمن بن يحيى اليَماني: الأنوار الكاشفة، ص59

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات