|
كيف تدفع داعش المسلمين بعيدا عن الإسلام؟: بقلم توماس فريدمان
ترجمة منتدى الشرق الاوسط للحريات
الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقال رأي افتتاحية – نيويورك تايمز كيف تدفع داعش المسلمين بعيدا عن الإسلام؟
بقلم: توماس فريدمان
لقد اجتذبت الدولة الإسلامية (التي تعرف باسم ISIS و ISIL أو الاختصار العربي "داعش") بشكل واضح الشباب المسلم من جميع أنحاء العالم لحركتها العنيفة التي تسعى لبناء الخلافة في العراق وسوريا. ولكن هناك أمر أقل وضوحا وهو رد الفعل العنيف ضد الدولة الإسلامية على الانترنت من قِبَل الشباب المسلم الذين يعلنون معارضتهم لحكم الشريعة الإسلامية، أو الذي يعلنون انهم ملحدين بفخر. وتقول نادية عويدات، وهي زميل بارز في The New America Foundation (مؤسسة أمريكا الجديدة) وتقوم بقياس كيفية استخدام الشباب العربي للإنترنت، إن "هذه الظاهرة تتكاثر بسرعة – إن وحشية الدولة الإسلامية تزيد من تفاقم هذا الأمر حتى انها تدفع بعض الشباب المسلمين بعيدا عن الإسلام."
في 24 نوفمبر نشرت BBC.com مقال عن الأشياء المتداولة بكثرة (Trending) على تويتر وكانت بدايته: "إن هناك حديث متزايد على وسائل الاعلام الاجتماعية بالعربية يدعو إلى التخلي عن تطبيق الشريعة. ان مناقشة القانون الديني هو موضوع حساس في العديد من الدول الإسلامية. ولكن على تويتر، هناك وسم (Hashtag) بالعربية وترجمته لماذا نرفض تطبيق الشريعة قد تم استخدامه 5000 مرة خلال 24 ساعة. والحديث يجرى بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية ومصر. يدور الجدل حول ما إذا كان القانون الديني مناسبا لاحتياجات الدول العربية والنظم القانونية الحديثة. الدكتورة علياء جاد هي أول من بدأ هذا الوسم، وهي طبيبة مصرية تعيش في سويسرا. وقد قالت لـBBC Trending: "ليس لدي أي شيء ضد الدين"، ولكنها ضد استخدامه كنظام سياسي. "
وأضافت بي بي سي: "لقد انضم العديد من الآخرين إلى المحادثة، وذلك باستخدام الوسم، وقاموا بسرد الأسباب التي ينبغي أن تدفع العرب والمسلمين للتخلي عن الشريعة، فكتب أحدهم على تويتر ما يلي: لأنه ليس هناك مثال إيجابي واحد يدل على تحقيق العدالة والمساواة،" وعلقت امرأة سعودية قائلة: "من خلال الالتزام بالشريعة نحن نتمسك بقوانين غير إنسانية. إن المملكة العربية السعودية مشبعة بدماء الذين أعدموا بسبب الشريعة ".
بدأ إسماعيل محمد، وهو مصري يسعى لإرساء حرية الضمير هناك، برنامج يسمى "البط الأسود" يهدف لتوفير مساحة تتيح للعرب الملحدين واللا أدريين التحدث بحرية عن حقهم في اختيار ما يعتقدون ومقاومة القهر وكراهية النساء من جانب السلطات الدينية. واسماعيل هو جزء من شبكة الملحدين العرب المتنامية. للحصول على اخبار باللغة العربية مكتوبة بواسطة عرب يقفون في وجه المستبدين والمتطرفين الدينيين، اطلع على موقع freearabs.com.
الأخ رشيد هو صوت آخر اثار الانتباه، وهو مغربي أنشأ قناة خاصة على يوتيوب لتقديم رسالته في التسامح وفضح أمثلة التعصب في المجتمعات التي تدين بالإسلام وهو المجتمع الديني الذي كان ينتمي له في السابق. (وقد قال لي انه قد اعتنق المسيحية، مفضلا "إله الحب" الذي تعلنه المسيحية).
في هذا المقطع الذي أضيف حديثا على موقع يوتيوب، والذي تم مشاهدته 500000 مرة، خاطب الأخ رشيد الرئيس أوباما قائلا: "عزيزي السيد الرئيس، لا يسعني الا أن اقول انك على خطأ فيما يتعلق بداعش بـISIL. لقد قلت ان ISIL لا تتحدث بإسم أي ديانة. أنا مسلم سابق ووالدي إمام. لقد قضيت أكثر من 20 عاما في دراسة الإسلام. ... أستطيع أن أقول لك بكل ثقة أن ISIL داعش تتحدث بإسم الإسلام. ... ان جميع أعضاء داعش ISIL الذين يبلغ عددهم 10000 يدينون بالإسلام. ... هم يأتون من بلدان مختلفة ولديهم صفة مشتركة: الإسلام. أنهم يتبعون نبي الإسلام محمد في كل التفاصيل. ... وقد دعوا لإقامة الخلافة، وهي عقيدة مركزية في الإسلام السني ".
وتابع: "أطلب منك، سيدي الرئيس، أن تكف عما هو صحيح سياسيا – وأن تسمي الأشياء بأسمائها. ISIL، والقاعدة، وبوكو حرام، والشباب في الصومال، وحركة طالبان، والأسماء التجارية الشقيقة الخاصة بها، هي جميعا من صنع الإسلام. ما لم يتعامل العالم الإسلامي مع الإسلام ويفصل الدين عن الدولة، فإننا لن نتمكن أبدا من وضع نهاية لهذه الدورة. ... إذا لم يكن الإسلام هو المشكلة، فكيف نفسر عدم قيام أي من مسيحيي الشرق الأوسط الذي يعدون بالملايين بتفجير نفسه ليصبح شهيدا، على الرغم من أنهم يعيشون في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية نفسها بل وأسوأ منها؟ ... السيد الرئيس، إذا كنت تريد حقا مكافحة الإرهاب، فقم بمحاربته في الجذور. كم عدد شيوخ السعودية الذي ينشرون الكراهية في الخطب التي يلقونها وكم عدد القنوات الإسلامية التي تقوم بتلقين الناس وتعليمهم العنف المستقى من القرآن والحديث.... كم عدد المدارس الإسلامية التي تنتج أجيال من المعلمين والطلاب الذين يؤمنون بالجهاد والاستشهاد وقتال الكفار؟ "
ان ادعاءداعش ISIS انها تتحدث باسم جميع المسلمين – ودعوتها إلى اعتناق إسلام متزمت يأخذ بعملية التلقين التي تقوم بها المدارس الإسلامية الممولة من قبل السعودية في الوقت الحاضر ويصل بها إلى نتيجتها السياسية المنطقية – قد أطاح بالغطاء الذي كان يكبح مشاعر الاحباط التي تجيش في صدر العالم العربي الإسلامي منذ فترة طويلة.
كأجنبي، فإنني لا أستطيع أن أقدر مدى انتشار هذا الأمر. لكن من الواضح أن هناك مجموعة كبيرة من المسلمين الذين يشعرون بأن الدعاة وأصحاب الرتب الدينية المختلفة الذين تدعمهم الحكومة يقدمون لهم نوع من الإسلام الذي لا يخاطبهم. كما ان هذه السلطات نفسها قد منعت عنهم أيضا أدوات التفكير النقدي والمساحة الدينية التي تسمح بتصور تفسيرات جديدة. ولذلك فإن القليلين، مثل الأخ رشيد، يتركون الإسلام ويتجهون للديانات المختلفة ويدعون الآخرين لمشاركتهم نفس المسار. بينما يبدو أن البعض قد اختاروا الانفصال بهدوء عن الدين تماما – وقد ضاقوا ذرعا ببعض الغربيين من أهل الكلام الصحيح سياسيا (الموائمات السياسية فى الكلام)الذين يخبرونهم باستعلاء وبثقة عما هو غير صحيح عن الإسلام، كما ضاقوا ذرعا بتعرضهم للقهر من قبل السلطويين الاسلاميين الذي نصبوا أنفسهم ليخبروهم عما هو صحيح عن الإسلام. والآن بعد أن أتاحت شبكة الإنترنت مساحات ومنصات بديلة ومجانية وآمنة لمناقشة هذه القضايا، خارج المساجد ووسائل الإعلام المملوكة للحكومة، فإن حرب الأفكار قد بدأت. نيويورك تايمز
#ترجمة_منتدى_الشرق_الاوسط_للحريات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
-
ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|