|
بعيداً عن السياسة قريباً من السخرية والكُبة الحلبية ...
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 12:00
المحور:
كتابات ساخرة
بعيداً عن السياسة قريباً من السخرية والكُبة الحلبية ... لماذا نكتب عن السياسة ( اْي على الاساس سياسي محنك انتَ ) واين هُم الذين يقرأون ( القديم صاير قالب جمد رأسه والشباب ضائع ) ولهذا العودة الى السخرية هو الحل الأفضل . خو حْجة ! اهلاً بكم في بانوراما الليلية ( نوكيا في بيتي ) وهذا الإتصال سيكون له ضيف هو السيد بوك مارك زوكربيرج مؤسس الفيسبوك ( الله يَخرب بيتك وبيت اللي نوّرك على الفكرة ) والذي تسمى صفحة التواصل الاجتماعي ... سيد بوك لقد ضاعوا الاطفال وها هي المدام ايضاً تضيع مني في صفحتك المشؤومة فما العمل !! شكراً لهذه الإلتفاتة ( اي على الاساس انت محتاج التفاتات ) ! .. بصراحة انا ايضاً لم اكن اقصد هذا ولم اكن استبق الاحداث لهذا الإنتشار الكبير ، فكل ما خطر ببالنا هو ايجاد طريقة تواصلية جديدة ( يعني صورة وصوت ) ولكن سرعان ما استهوت الفكرة للشباب والشركات المستفيدة ( ماكو داعي نعيد ونكرر ) فلم اجد نفسي غير محاط بالمليارات ومثلها من المعجبات في ليلة وضحايا ( مثل الليالي الرمضانية الجميلة ) . لقد التقط الكاهل الفكرة قبل العجوزة واصبح لا ينام قبل ان يسلم على جميع الاحباب ( حقه يمكن بعد ماراح يشوفهم ) ولم يُقَصّر الشباب ( الضائع اصلاً ) في تلك الصفحة اما مسألة شنو الطبخ اليوم ونشر آلاف الصوراليومية للكُبة الحلبية والمهلبية المغربية والدولمة العراقية والزلطة اللبنانية وصورة لكل شخصين قاعدين يشربون بيك عرق هذه مو مشكلتي !!. اما موضوع النوكيا والسامسونك والآيفون الخلوي فهذه ليست من اختصاصي ولا علاقة لي بها .. شكراً للضيافة .. خرج ضيفي وهو غير مرتاح للمقابلة ( يعني شراح يضيف على ثروته في تضيع الوقت معي ) ! . خرج ولم استطع ان اصل الى نقطة الصفر التي ابغي اليها . الموضوع والمشكلة اكبر مما نتصورها يا مارك ، فلا الاولاد اصبحوا لنا ولا يعلمون حتى اين نكون او لا نكون ولا يسمعون عن العمل الذي نقوم به من اجلهم ولا يدركون المعانات التي نتقبلها يومياً من رأسمالي ( قد يكون حقير ) من اجل تلبية رغباتهم وحتى اصبحوا يقاطعون جلساتنا ولا يرغبون في سماع حواديثنا ( عبالك غرباء عنهم ) لا والطامة الاكبر هي حتى المدام ضاعت واختفت في هذه الورطة ( كل خمسة دقائق شفت الصورة اللي نزلتها بنت عمي في هونولولو ) ! واركض كالمهبول حتى ارى الصورة واشاهد الحدث المهم ألا وهي صورة لماعون باجة عراقي ( ليش منو شك قلبنا وجاب الضغط غير شحم الباجة العراقية ) لعنة الله عليك وعلى بنت عمكِ والمصارين الباجوية ... البيت اصبح عبارة عن روبوتات جامدة ملقية على القنفات لا حس ولا حركة ولا حديث ولا نقاش وفجأتاً تأتي صرخة قوية من احدهم يدوّي الجدران واصقط من الكورسي من شدة الصدمة وترتجف ركوبي بعد الصيحة ( لمدة اربعين دقيقة ) إلا وهي صيحة الفشل في تحطيم الرقم القياسي والذي سجله ( قبل اربعة دقائق مضت ) في اللعبة التي هو شغال عليها . ابن الكلب شبيك شنو هالصيحة ! لقد وقعت في آخر لحظة ولم يكُن امامي غير 22 ألف نقطة واُحطّم آخر رقم سجلته ( قبل اربعة دقائق ) . وهكذا الجميع ملتهي بالخلوي ولعبة جديدة من العاب الشيطان ( الشيطان شْله علاقة بالموضوع ) ! ومرض جديد لا شغل ولا عمل ولا كتاب ولا قراءة ولا دراسة ولا قصة او رواية او فلسفة او حديث او معرفة او استفسار او نقاش كل ما هُم مهمومين ومهتمين به الرقم الجديد ؟ اطفال في سن الرشد في السادسة والسابعة وفي طريقهم للمدرسة لا نرى وجوههم ولا ندرك كيف يقطعون الشارع بسبب تبليق عيونهم على الرادار الذي بيدهم ( يريد ان يحطم الرقم القياسي قبل ان يصل الى المدرسة ) ! حتى يتحدث مع الإستاذ عن الإختراع الجديد وعن طريقة التسقيط ( والله حقهم إذا كل واحد بْيدة جهاز عبارة عن شاشة كرة قدم ) لا والمصيبة الجديدة ترى شابات في عمر الزهور وهن محجبات ويتحدثن مع انفسهم وعندما يستعجبك المشهد وترغب المعرفة مع مَن يتكلمّن فلا تجد شخص امامهم او خلفهم او حتى قريب منهم فمع مَن يتحدثنَ يا نوكيا الجبار ! وبعد ان تقوم بلفة دورانية استطلاعية للتأكد من عيونك الجلقاء ترى قد خمسوا الجهاز الآيفوني تحت حافة النقاب ( مثل الجنطة السفري ) وهن يتحدثنّ بدون اللمس ( خوش شغلة وخوش مكان ) لعنة الله على الآيوفون والسامسونك والنوكيا والصين والإشتراكية التي تصنع كل ربع ساعة 37 مليون جهاز خلوي وبسعر ! لا ببلاش ( ورق صيني ) فقط ان تشترك والباقي صرخات في البيت وجوة حافة النقاب . كل يوم حركة جديدة وخلوي متطور وجديد ويجب استبدال الاخير لأنه عمرة صار 6 اشهر وهو لا يجاري الالعاب النازلة الجديدة ولا يفي للفترة القادمة ( ليش يعرفون ماذا يجري في القوش وتللسقف وكرملش وجبل سنجار والحدباء والهيت وعشيرة بو نْمر ( لعد لو مو اسمه نْمر ) ! وطريق يغداد – الاردن والحرب الالكترونية في الفلوجة والرمادي والحسكة وحلب وكوباني ( لا هذولا اكراد مالنا علاقة بهم ) وغيرها من المناطق المؤمنة . لقد ضاع الشباب وضاعت قبلهم الام ( صارت اكثر مدمنة ) ولا يشعرون بما نعاني منه حتى نضمن لهم الصمونة ( حتى هاي هَم راحت ) وكل همهم ان يتبعزقوا عرقنا بالنوكيا والسامسونايت الصيني . وعندما اشتكي وابكي وانادي بأننا اضيّعنا كل القيم الإنسانية التي زرعها فينا مكسيم غوركي ودستوفسكي ورجاء النقاش وجبران خليل وجورج بوليتزر وفراس السواح وغيرهم من العظماء الذين ضحوا من اجل ان يغرسوا نسمة انسانية فينا يكون الرد جاهز ومُجهّز : انت اشكد قديم ! هسة وقت مكسيم بطيخ !! . جيل فارغ لا قيمة ولا منفعة ، جيل عبارة عن جهاز روبيرتي مسيّر حسب رغبة نوكيا والسامسونك والآيفون ( قبل 3 اشهر كان آيفون رقم واحد وهسة وصل الى آيفون تسعة الله يخرب بيتكم وبيت اللي خلفوكم ) شنو الشغلة سحب ونهب لا غير !!. كنا نشاهد في الحافلة او عند عيادة الطبيب او اي حديقة او اي مكان عام اكثر الجالسين معهم كتاب او صحيفة يتصفحون فيها وكنا نُبَلق عيوننا حتى نقرأ العنوان او الموضوع الذي يقرأ عنه اما الآن فلا قيمة للكتاب ولا صحيفة وكل ما نراه الكل غارس رأسه في صيني صغير بين اصابعه والمصيبة الاكبر حتى الكوسوفاني او السوداني او الصومالي لا تخلوا ايادهم من الصيني ذو الشاشة الكبيرة ( حرام لو رايح واحد منهم اسبوع للمدرسة لو يعرف يقرأ ويكتب بس حفظوا اللعبات على الغيب مثل الببغاوات ) .. انها مصيبة كبيرة ابلانا بها اصحاب تلك الشركات العملاقة ذو الربح الغير المحدد او الغير قابل للتوقف او الإستراحة . جعلو الشباب فارغ وغير مبال غير تلك اللعبة السريعة ومَن لم يستطع مواكبة تلك اللعبة والسرعة الفائقة اندرج في الخانة الاخرى واصطف في صفوف الملغمين والجاهزين للإنتحار وقتل كل اصحاب تلك الخلويات ( لا والمصيبة يستعملون نفس الخلوي للتفجير ) صبحانك يارب ولشؤونك العظيمة ( فكرة ليش لاء ) ! . ولهذا انني اطالب ومن هذا المنبر ، منبر الحوار المتمدن ( يمكن يُسَون حملة من الحملات التي يقومون بها من اجل يوم العمال العالمي ) للمطالبة في محاسبة او تغريم اصحاب كل تلك الشركات بدفع التعويضات ومصاريف لكل ام رسب ابنها او ابنتها اربعة سنوات في نفس الصف وان تتوقف تلك الدينصورات عن تعبة تلك الخلويات بكل هذه اللعبات الخطيرة ( خلي تكون اجهزة منفصلة حتى لا يصبح المحمول بلوة العصر وعالة على رأس الذي خلفونا ) وان لا يجددوا النوع كل ثلاثة اسابيع لأنه لم يبقى حتى شقوق في جيوبنا لكي نلعب بها .. ليش مو حقّة النمري يشتكي الرأسمالية ويلعنا اكثر من مرة في العصرية الواحدة ! . واخيراً نتعرج على حادثة خطف او احتجاز الرهائن في مقهى استرالي فهل هو عمل له علاقة بالشرق الاوسط أم لا وهل هو ذات طابع واسلوب ارهابي !! لا اعتقد !! هو طابع انساني !! لم يبقى إلا : لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون المرور بالمقهى الاسترالي !! نيسان سمو الهوزي 15/12/2014
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا هذا الصراع بين الفاتيكان والكلدان والبطريرك !!
-
لماذا انهار العرب وانقسم إلههم !!!
-
خَوزقتونا !!!
-
الشغلة صارت مزعطة ! لا فهلوة !!
-
الصنم !!
-
ثقافة قتل النفس !! ماهو هذا السر الرهيب !!
-
أردوغان سوف تدفع الثمن غالي !!
-
هل هناك سخافة اكثر من هذه !!
-
مَن قتل سونيا ( Sonja ) الجميلة !!!
-
السيد المسيح لم يقل اسمع اقوالهم ولا تنظر الى افعالهم !!!
-
كان يحمل كلاشنكوف شيوعي على كتفه !!
-
برافو يا يمني شْوتْ ! سَجّلْ ! كَوّل ! كووووووول !!
-
اختصاراً لسلسة الاستاذ سامي لبيب الكلاسيكية !
-
مرة اخرى نحن البهائم سندفع الثمن !!
-
خوفي من ان تكون دموعك دموع التماسيح يا صديقي !
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
اسكندر ذو القَرنَين ونساء الموصِليات !!!
-
الينبوع يجب ان يتغيّر !!!
-
انني اُحَمّل السيد كنا وسولاقا وافرام المسؤولية !!
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|