أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - عودة الرقيق الأبيض على يد داعش














المزيد.....

عودة الرقيق الأبيض على يد داعش


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 10:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقول لوي أراجون، الشاعر الفرنسي: "لو وقف جميعُ رجال الكرة الأرضية لمدة خمسين سنة متصلة يعتذرون للنساء عما فعله بحقِّهن الذكورُ على مدى التاريخ البشري؛ لما كان ذلك كافيًا!”
-;-‬-;-
حسنًا فعل أراجون أن طار مبكرًا إلى السماء عام 1982، قبل أن يسمع عن عصابة من الأشرار اسمها "داعش"؛ تعبثُ أصابعهم الدنسة في أجساد النساء والصبايا والطفلات، فيستحيلُ بياضُها الناصعُ بلون البراءة، إلى بقعٍ داكنة بلون الخطيئة، ويزرعون الأوساخَ في أرحامهن وأرواحهن فيتحولن من حُرّاتٍ شريفاتٍ مرفوعاتِ الرأس، إلى سبايا زانياتٍ وجوارٍ يتقيأن مع كل نهارٍ بثورًا تركها "الذكور" الأسافلُ فوق جلودهن، وأدرانًا تُعشّشُ تحت جلودهن، ويلفظن مع كل ليلةٍ بقايا قيمٍ ومكارم وطهارةٍ كانت أمهاتُهن قد زرعنها في قلوبهن وجدّلن بها جدائلهن وهن بعدُ طفلاتٌ صغيرات يركضن في الحقول يطاردن الفراشات ويجمعن الزهورَ في سلالِهن، ويطيّرن الطيارات الورقية الملونة في سماء الله، بعدما يلعبن بالدُّمى الصغيرة الجميلة، دون أن يعرفن أنهن أنفسهن سوف يتحولن في يومٍ أغبرَ أعبسَ إلى دُمًى رخيصةٍ في الأيادي القذرة.
هذا تنظيم "داعش" الموبوء، الذي تبجّح على تاريخ بلادي العريق واتخذ لنفسه اختصارًا لاسمه Islamic State in Iraq and Sham ليتقاطع مع اسم جدتي الجميلة إيزيس ISIS ربّة الفضيلة والعِفّة والجمال في ثقافتنا المصرية القديمة، قد صدّق نفسَه أنه دولةٌ حقيقية ذاتُ سيادة، فأصدر كتيبًا تافهًا، كما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، يحمل أفكارًا ملوثة حول كيفية العبث بأجساد النساء ونخر براءتهن. وليس هذا غريبًا على أولئك الذكور الأشرار. فمن استحّل لنفسه أن يطيّر الرؤوسَ بالسيوف من على أعناقها، ويقطف أدمغة الأطفال من فوق مقاعد المدرسة ليركلوا جماجمهم الصغيرةَ كما يركل اللاعبون كرةَ القدم، لن يستكثروا أن يستحلّوا أجساد المحصنات ليعيثوا في لحومهن فسادًا وبذاءة. لكن الغريبَ حتى المُنتهى هو أنهم يزعمون للعالم أن ذلك العبث بالأجساد النقية يتمًّ بناءً على أوامر الله الرحمن الرحيم الرؤوف القدوس السلام العزيز العادل النور الهادي البديع ذي الجلال والإكرام!!!!
كتيبٌ ركيك وزّعه تنظيمُ داعش المقيت الذي استفحل في غفلة من العالمين، على عدد من المساجد بمدينة الموصل شمال العراق حول أساليب نخر النساء اللواتي سمّوهن: "سبايا". الكُتيب البشع جاء على هيئة أسئلة وإجابات من قبيل: هل يمكن "وطء" النساء والفتيات من غير المسلمات، حتى وإن كُنَّ مازلن في مرحلة الطفولة؟ وتقول الإجابة: "نعم"! ثم هل يمكن بيعهن أو منحهن كهدايا للغير؟ وتقول الإجابة: نعم!! وتترى "النعمُ" الداعشية الركيكةُ عن أسئلة حول جواز اختطاف النساء والطفلات، باعتبارهن "سبايا"، وممارسة الجنس معهن، باعتبارهن "ملك أيمانهم"، كما يجوز بيعهن أو تقديمهن هبةً للغير!! كما يجوز سبي الكافرات كفرًا أصليًّا، كالكتابيات والوثنيات، إلا أن الكتيب لفت إلى اختلاف العلماء في "سبي المرتدة"، أي التي ارتدت عن الإسلام.
ولم يغفل الدواعشُ الزُّناة أن يبيّنوا للملهوفين الشهوانيين شروطَ "وطء السبية"، أو "الأمة"، من قِبل مالكها، فإن كانت بكرًا فللذكر أن يطأها مباشرةً، أما إذا كانت ثيّبًا فلابد من "استبراء رحمها"، أي الانتظار عليها حتى تحيض مرة واحدة على الأقل، وذلك للتأكد من أنها غير حامل. حقًّا أنهم شرفاء!!! وفي سؤال مبتذل آخر: "هل يجوز وطء الأَمَة التي لم تبلغ الحُلم؟"ويجيب قيؤهم: "يجوز وطء التي لم تبلغ الحُلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء، فيُكتفي "بالاستمتاع بها دون الوطء". لكنهم لم يحددوا معايير تبين كيف يمكن أن تكون الطفلة صالحة أو غير صالحة لمواقعتها جنسيًّا!! كما يجوز الجمع بين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء!! فمن وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك!! ألم نقل إنهم شرفاء!
ثم يتضمن المنشورُ أسئلة وإجابات أخرى حول "شرعية" ضرب "الأمة"، وقواعد خروجها على "الرجال الأجانب" دون حجاب.
أعتذرُ للقارئ الكريم عن هذا المقال الحاشد بالبذاءات والروث، ولكنهم الدواعشُ الذين يتنفسون روثًا ودمًا. هم الدواعشُ الذين رفض الأزهرُ الشريف تكفيرهم، بينما كفّر شرفاءَ مفكرين علماءَ أفذاذًا مثل نصر حامد أبو زيد، وسيد القمني، وفرج فودة!! وصدق أجدادي المصريون القدامى حين قالوا: “العلمُ هو غايةُ الإيمان بالله، والجهل هو غاية الكفر به.”
ولكيلا أُنهي مقالي بالبذاءة، أختمه كما بدأته بأبيات من قصيدة لوي أراجون الفاتنة: “عيون إلزا" لنتأمل الفرقَ الهائل بين نظرته للمرأة ونظرتهم.
“عيناكِ من فرط عمقِهما/ أنحني لأشربَ منهما/ فأرى انعكاسَ الشموس المكتملة/ ويُلقي كلُّ اليائسةُ أرواحُهم بأنفسهم من الحافّة نحو الموت فيهما/ عيناكِ/ من شدّة عمقِهما/ أفقدُ فيهما ذاكرتي.”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة السلف
- أنا الجبرانية الجميلة
- الإخوان ظاهرة صوتية
- كأننا نتعلّم (4) رفاهية الرسوب
- فايزة أبو النجا
- الأوركسترا المصري
- -ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة
- صباح الخير يا صبوحة
- الذي رفض أن يكون إنسانًا
- الركضُ تحت المطر
- كأننا نتعلّم! (2) احتراق التلاميذ!
- -مؤشر السعادة- المصري
- كلمة الشاعر اللبناني شربل بعيني لتقديم الشاعرة فاطمة ناعوت ق ...
- يومٌ لجبران وفيروز
- كأننا نتعلّم! (3) الحاج -عبدة-
- لا تخاطر باسم الله
- احذروا حزب النور
- حربنا مع صهيون
- البُوق وال(بُقّ)
- قناة (مكملين) ايه بالظبط؟!


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - عودة الرقيق الأبيض على يد داعش