أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بعض الكبار ... و(حلقوم) (أبو إرحيم)














المزيد.....

بعض الكبار ... و(حلقوم) (أبو إرحيم)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 10:30
المحور: كتابات ساخرة
    


بثقة ٍ يغلبُ عليها التصنع كان يتحدث , يتنقل معه مَنْ قابَلهُ من موضوعٍ الى أخر يُكمل السؤال مرة ويستبقه أخرى قبل أن يُتِمَ سؤاله ليرد على كل تساؤلاته , لم يغادر ساحة إلا وكانت له فيها صوله ولم يمر بميدان إلا وله فيه جوله , وبلغةِ من إَطَلَعتهُ ألأحوال على كل خفاياها وملكته الدنيا مفاتيح مغاليقها يتحدث , وبثقةِ الرجل الذي لايُشَقُ له غِبار كان يُسوقُ نفسه بأعتباره الرجل (الفلته) ألذي أضعناه وضاعت علينا فرص التقدم بخطى متسارعه نحو قمم لم نبلغها لأنه لم يكن الرجل ألأول في دست السلطه , ما بين جُملهِ وسطورهِ تشم رائحة تعزيرنا لاننا لم نمنحه من ألأصوات ما يكفي ليكون في رأس الهرم وكأني به يتمثل قول الشاعر {أضاعوني وأي فتى أضاعوا ...ليوم كريهة وسداد ثغر} , لمَ لا وهو يتجاوز مقاييس عصره بالأحاطه بكل المعارف وكأنه مُلهِمَ من قال {وقد ألبستني كل حال لبوسها ... وأحكمني طول السرى بالتجارب} ففي هذا الزمن الذي إتسعت فيه دوائر المعارف في شتى العلوم لم يعد في بلدان الله الأخرى طبيبا عارف بكل الامراض ولا مهندس متخصص بكل تفاصيل الهندسه ولا معلم يعرف كل ما يلزم لتلميذ , ونحن في العراق قد غادرنا ذلك منذعصر (المله) والكتاتيب وحقبة (الحجامه وشلاعة ضروس) وبدأت معاهد العلم تزخر بطاقات عراقيه شهدت لها جامعات العالم المعروفه ويبدو إن ذلك حال لامُجدي في حالتي بناء الدوله وبناء الانسان , وهذا ما اثبته الرجل الذي تصدى للعديد من المسؤوليات المهمه في إختصاصات متعدده وكان فيها متمكن من كل مهمه عارف بكل زاويه من زواياها , البصره ثغر العراق شهدت ل(مزهر الشاوي) من المنجزات ماتذكره له الاجيال رغم انه مارس مسؤولية تقل كثيرا في صلاحياتها عن أي من مسؤوليات الرجل الذي نتحدث عنه ومدته في تلك المهمه أقل من نصف الزمن الذي أستغرقه (أبو العُريَفْ) متقلبا بين شتى المواقع المتقدمه وإذا ما استعرضنا منجزاته على أرض الواقع فهي (كلشي ماكو) ومع ذلك فعلينا أن نرفع القبعه عرفانا له بجميل ماصنع , بل علينا ان ننحني حتى تلامس جباهنا الارض إقرارا ب(عظمته).... هذا ألذي يُرثى لحالنا لانه ولي بعض مفاصل أمرنا يُذكرني بالمرحوم (أبو إرحيم) , فقد كان رحمه الله لايترك شاردة ولا وارده إلا وله فيها معرفه , وحين يجالس القوم فما عليهم إلا الإذعان لسطوته وإلإصغاء لما يُسَطره من حِكمٍ ومعارف وأليكم واحدة من دلائل معرفته :
الشقيقان رزاق وحسن عاملي بناء رِزقهما اليومي يضمنه لهما ممارسة العمل , وأذا ما صادف إنهما تعطلا عنه لأي سبب فمعنى ذلك أن (العيال) في أسوأ الاحوال , صادف يوم ان توفر لهما عمل عند صاحب معمل حلويات وعند نهاية الوقت المخصص اعطاهما ما يستحقان من أجر وأكرم كل منهما بكميه من (الحلقوم) , عادا فرحين بما كسبا , وكأي عامل مُجهد ناما مبكرا إستعدادا ليوم أخر وفي اليوم التالي نادى الاخ الاكبر على شقيقه فأعتذر عن الذهاب للعمل بسبب ماتعرض له طفله الصغير من حالة إسهال شديد وألم لكونه أتى على كيس الحلوى كله... ومنذ تلك الحادثه أصبحا يرمزان للأسهال بالحلقوم , صادف ذات يوم انهما يجالسان (أبو إرحيم) ومجموعه من أهل الطرف وكلفهما احدهم بالعمل عنده في اليوم التالي , أوعده رزاق خيرا إن لم يكن هناك حلقوم , في إشارة لما يخشيانه من سبب لتأخيرهما , وهنا أمسك (أبو إرحيم) برأس موضوع كعادته قائلا : ذكرتونه بالحلقوم وقبل أن يسترسل حاول رزاق أن يوضح ماترمز له هذه المفرده فاعترضه قائلا :
-عمي ابو إرحيم انت تعرف شنه الحلقوم ؟ تره اله معنى ثاني بيناتنا .
-تعلمني بيه ... انه ماكل منه لمن مال !!!
وسلامتكم



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتونه وبريمر وخراب البيت
- مع وقف التنفيذ
- واصله (للذيل) ياخويه
- الى السيد حيدر العبادي
- ما خفي أعظم
- بِيعْ عِجِلْ جيب (تِتِن)
- بَعضُنا أمرُهُ عَجَبْ
- إِعدلها (يبو الجعل)
- (الملكي والكتلوني)... وخراب بيت (جاسم)
- لماذا الرهان على الفاشلين
- (بشت) مصاول و(خفخاف) بعض المسؤولين
- الصم البكم
- جُمَلٌ غير مُفيده
- دعم الرموز النزيهه
- فيدراليات
- ألنظام السابق ...
- ألإجراء من جنس الفكر
- مًن يًدعم مَن ... الدوله أم العمليه السياسيه ؟
- (إحنه وين؟) ...
- أحلام رجل فقد واقعيته


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بعض الكبار ... و(حلقوم) (أبو إرحيم)