أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - هل يمكن لحملة برتقالية أن تقضي على العنف ضد المرأة














المزيد.....

هل يمكن لحملة برتقالية أن تقضي على العنف ضد المرأة


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 22:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ديوان جديد يضاف لدواوين المنظمات العالمية والتي اشتهرت بها في السنوات الأخيرة.. أنها نغمة معتادة تترنح وتغفوا بشكل عصري محدث.. وتنبع من نفس مكان التصدير.. نفس الجهات ونفس الوجوه والأصوات والإشارات والحلول والبدائل.. وتحت نفس الوتيرة والسياق.. يوم عالمي للقضاء والمكافحة وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. لم اكتب شيئا مع بداية مهرجان المناسبة واكتفيت بان انتصر الستة عشر يوما تنتهي كي أرى الحصاد..
هذه المرة تم إطلاق الحملة بلونها البرتقالي بمضمون الدفاع عن المرأة ومحاربة العنف ضدها ولمدة 16 يوم؟؟؟ معلنة الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة بعد كل هذا الاستشراء لوباء العنف.. والذي بدا مع بداية التناحر السياسي الذي يعج بالمنطقة وبالعالم بأكمله، حيث التوترات والحروب والمصالح السياسية والاقتصادية والدينية عبئت هذه المرة بقضية المرأة والحركة النسوية وتسفيرها لوطن العنف والانتهاك والاعتداء والتمييز.. الذي وصل لأرقام مرعبة من الجريمة ومصادرة حياة مئات الآلاف من النساء أن لم تكن قد بلغت الملايين.. وحسب تقارير الجهات التي ابتكرت حملة اللون البرتقالي للقضاء على العنف والتمييز...
سنوات وسنوات تمر تسحق فيها النساء وتنتهك وعلى مرأى ومسمع كل الجهات العالمية.. ولا تحرك مأساة الانتهاكات المستمرة جفن الجهات التي تبتكر أيامها العالمية.. كيف يمكن لحملة برتقالية مدتها 16 يوما أن تواجه عنف حكومات ومجتمعات وقوانين واديان زرعت بجذور عميقة ومتينة.. تعادي المرأة ووجودها ونوعها وعملها وكل دورها بالمشاركة والبناء والإبداع.. الموضوع بأكمله عبارة عن جدول إعمال.. إن مؤسسي الأيام العالمية غير جادين أبدا ولا يبالون بطرح حلول لمشاكل المرأة وقضيتها أن لم يكونوا هم من يعمقوها.. أن هذه الجهات تفرض عقوبات صارمة على الدول في حالة المساس بمصالحها.. وتعلن تحالفاتها العالمية وتحرك جيوشها وتخوض الحروب من البر والبحر والجو وتنتج ما تنتج من مجازر وماسي بذريعة الخطر القادم من هناك.. وهي نفس جهات ابتكار أيام ومناسبات سنوية للمرأة وللطفل وللأمراض وللمعاقين ووووو.. لكنها لا تجيش ولا تصدر عقوبات بل تعتكف وتغمض العينين أمام الانتهاكات التي تواجه المرأة وقضيتها بل وتجسد المعاناة بأيام عالمية للاحتفال والمرح والابتهاج..
مؤسسات الأعلام كانت وما تزال تلعب الدور الخطير في ساحات قضية المرأة والحركة النسوية بأكملها.. الإعلام له الدور الأول في ترويج العنف ودعم بقاءه واستمراره وتعميقه أكثر وأكثر نحو القهر.. وهو من يقوم بتغيير القناعات لتحويل خط مسار النضال الفكري وإفراغه من محتواه الأصلي وحرفه عن مطلب المجمتع التحرري المساواتي.. مهمة المؤسسات الإعلامية هي حرف وجر النضال النسوي الى القبول بطرح مبتكري الأيام العالمية.. والحقن بجرعات كبيرة من مصل مورفين القبول بالسياسة الطبقية والتميزية التي تشق الطريق إلى اثنين وتصنف الإنسان إلى جنسين.. قضية العنف ضد المرأة لا يمكن حلها بستة عشر يوما من كل سنة أو حتى بشهر من كل سنة أو حتى بستة أشهر من كل سنة.. بعنوان الترويج والحملات والمهرجانات والندوات باحتضان العنف والتصفيق له وليس محاربته..
إن هذه المناسبات اهانة موجهة لقضية المرأة.. أهانة لكل التحرريين.. أن إنشاء تلك المناسبات وحسابها بالأيام من كل سنة هي أهانة لكل تاريخ النضال النسوي نحو التحرر والمساواة.. أن مبتكريها ومروجيها يقولون لنا أن سياستنا انتصرت وها أنتم معنا تصفقون وتحتفلون لانتصارنا..
ينبغي إن نواجه وهذه مهمتنا.. والحقيقة الساطعة هي ان النساء تحرر نفسها بنفسها.. الحقيقة التي لا نغفلها أبدا أن النساء حين تتحرر ستتحرر معها المجتمعات بأكملها.. إن تلوين الأيام العالمية سواء بالبرتقالي أو الأخضر أو الأصفر.. أو.. أو.. هي أيام بوعود كاذبة ومنافقة.. لامتصاص المناعة التي أفرزتها قضية المرأة ضد نظام الطبقية والتمييز.. إنها أيام لتهدئة الغضب العارم.. نحن نعي وندرك الأهداف الحقيقية لهذه المناسبات والأيام من كل سنة.. سنوجه الصفعات لوجوه وسنخرس أصوات تحاول بسط العار بالمفاصل الفكرية لحركتنا التحررية.. إنها جريمة منظمة ومعد لها سلفا في دهاليز نظام القهر والتمييز وبستار أممي وبنود ركيكة.. والغاية منها تفكيك النضال النسوي وإزاحته.. والهجوم على الإطار الطليعي المتين للحركة النسوية..
اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام بلونه البرتقالي عقوبة جديدة يفرضها حقد النظام الرأسمالي على المرأة وقضيتها وعلى تقدمها.. ستحرر المرأة نفسها بنفسها من اجل إنسانيتها الكاملة.. وسيفرض القانون التحرري نفسه رغم انف أيامهم السنوية وما يعدون.. وهذا هو الحل الوحيد لإنهاء كل أنواع العنف والتمييز ضد الإنسانية بأسرها.. إن الجهات مبتكرة الأيام العالمية بكل ألوانها هي أول من يعادي المرأة وقضيتها ندرك ذلك تمام الإدراك..



#منى_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل النساء الى اين والى متى
- مرسوم المساواة هو الرد على قوانين الأسلام السياسي وبرامجه
- تمكين المرأة ام حرف نصال نضالها!
- سبي النساء بيد داعش الشرقي والقواد الغربي
- صوت طالبات جامعة بغداد صوت التغيير والمستقبل
- فيان دخيل والنساء في كوباني
- ميلادينوف مبعوث الامم المتحدة .... واضحوكة جديدة
- يجب محاكمة تاريخ كامل من السبي والاغتصاب
- هل نستطيع انهاء ازلية العنف ضد المرأة؟
- لا أخلاق في الحروب البرجوازية!.. حول اتفاقية حماية المرأة وا ...
- طواحين القضاء على المرأة وقضيتها
- بين جهاد الأغتصاب الداعشي وقانون أغتصاب الطفلات الجعفري
- العنف والاغتصاب خطر حقيقي يهدد الانسانية باسرها
- دنيا جرح جديد ينزف من كردستان
- القضاء على الاتجار بالبشر واسواق بيع النساء مرهون بتصعيد نضا ...
- يوم القابلة العالمي.. يوم لأعادة أنتاج التخلف والفقر
- النساء المهاجرات بين فكي العمل والعوز
- نجاح الثورة العمالية مرهون بمشاركة المراة
- أغتصاب مع سبق الأصرار والترصد
- نشر الجهل والتخلف لن يوقف حركة تحرر المرأة ومساواتها


المزيد.....




- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- لبنان يعلن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في غارة إسرائيلية على بي ...
- معجزة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة حامل بعد 60 ساعة من زلزال مي ...
- عمل المرأة بين تحقيق الطموح وحقوق الأمومة
- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...
- أجساد منهكة في تونس .. الهجرة غير النظامية تترك ندوبا عميقة ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - هل يمكن لحملة برتقالية أن تقضي على العنف ضد المرأة