عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 21:35
المحور:
كتابات ساخرة
ماذا سيحدثُ للحبيبات،عندما ينخفِضُ سعرُ النفطِ ، وتشِّحُ المُوازنة ؟
تسألني حبيبتي الغالية الجميلة : لماذا تقولُ لي دائماً إنّك سعيدٌ بي ، وستحبّني أكثر بكثير من الآن ، عندما ينخفِضُ سعرُ النفطِ ، وتشِّحُ المُوازنة ؟ كيف يمكن أن تحبّ الآخرين كلّ هذا الحب ، وهم يهدّدونكَ يومياً بخفض راتبك إلى النصف ، وأنت لا تملك غيره .. بينما هناك احتمال كبير ، بأنّني ، أنا بالذات ، قد أكرهك حتماً ، إذا حدث ذلك !!! .. فأجيبها :
ياربّةَ العالم الضيّق ، والبيت المُستأجَرِ أبداً ، كوطنِ أسلافنا الغَجَرِ العِظام .
يا أمرأة الغرفة اليابسةِ ، والسريرِ المُفرَد .
إنّ سعادتي لاتوصَفْ ، عندما ينخفِضُ سعرُ النفطِ ، وتشِّحُ المُوازنة .
سأحتفي بكِ ، وتحتفين َ بي .. وتغمرنا الكثير من السعادات الصغيرة .
سنجلسُ معاً لنتدفّأّ بدنانيرنا القليلة الطيّبة . نشتري بها خُبزَنا كفافَ يومنا ، وننامُ بسلامٍ آمنين .
وعندما سيطردنا المؤجِّرُ من الدار .. سنستأجِرُ داراً أصغر يشبهُ عش العصافير ، وينفتحُ على جهات الريح الأربع .
وأثناء نومنا ، سنحلمً بأقتصادٍ " مُتنَوِّع " ، و" حُكْمٍ صالح " Good Governance ، وبلدٍ خالٍ من السَبَخِ والوَسَخ .
غيرنا .. ستطاردهُ أكوامٌ من الدولارات الشبيهةِ بجثث " الأيبولا " . ولعنةُ الثروات الشائنة. وصفاقة الأقاويل التي لا تنتهي . وقصص الكوابيس الطويلة جداً. والحِرْصُ المُتأَخِّرُ للدولةِ المُفلِسَة ، على المال العام .
النفطُ يُشعِلُ الحرائقَ ، فتَفِّرُ الحبيباتُ من القلب .. ويعتري الروحَ بردٌ شديد .
أنا وأنتِ فقط .. سنشعرُ أنّ الحُبّ الذي بيننا ، يكبرُ ويتكائرُ ، مثل فرَحٍ " وحيد الخليّة " ، كلّما انخفض سعر " خام برنت " سنتاً واحداً .
أنا وأنتِ .. الزاهدانِ الصغيرانِ جدّاً ، اللذانِ لم يسمع بنا أحد ، ولم يرنا أحد ، ولا يعرفنا أحد ، ولا يلتفّتْ إلينا أحد .. سنعيشُ حياةً يغمرها العرفانُ والرضا .. بعيداً عن لغو الوجوه المُسَخّمَةِ للزعامات البليدةِ ، وعن حصص " الريع " المسروقةِ من فم الجياع .
أنا وأنتِ .. حتّى عندما نموت .. سنذهبُ إلى الجَنّة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟