قراءة سريعة لديوان -أنا لست خالدا - للشاعر: خالد شاهين

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 10:25
المحور: الادب والفن
    

أبدأ ببيت شعر لامرئ القيس يقول:
تُخيرني الجنُّ أشعارها فما شئتُ من شعرِِِهن انتقيتُ
" أنا لست خالدا " بل هو خالد الشاعر الذي يشتبك مع اللغة ومع القصيدة فيستدرجها لتنام معه في سرير لا يتسع لزوجين، ويملأ فيها من روحه مجاز الكلام.. خالد تكتبه القصيدة في حالة من الجنون، أو كما يقول سقراط: " أعظم نعمنا تأتي من خلال الجنون.. والشعر جنون توحي به ربّات الفنون.."، وجنون خالد يكمن في تحويل اللغة إلى نوع من الأنطولوجيا الغامضة.. وخالد ينتمي إلى مدرسة " الترنسندتتالية " (الفلسفة الجمالية لدى كانط)، أو الإنعاطفة الباطنية، أو الأصلانية التي تركز على لحظات " العمى " النقدي الذي يسقط فيها الفكر ضحية لوهم الظواهر.. فالصور التي يستخدمها خالد هي صور مركبة و (فوق حسّية) تحتاج إلى قدرات عقلية أو تخيلية عالية؛ والاستعارة والرمز تتجاوزا القوة الأنطولوجية التي تفصل بيت الكلمات والحدوس الحسية.
النص عن خالد سيمفونية فيها أكثر من صوت وأكثر من اتجاه وأكثر من هوى.. وهذه الأشياء تتعارض وتتداخل وتتآلف؛ فتنقلنا إلى النقطة العليا التي تشتبك فيها جميع الحواس للوصول إلى المعنى الخفي، فيأخذنا إلى حالة من الشطح الصوفي، حيث يتعطل فيها الوعي، وهي الحالة التي يفكر فيها الصوفي ويكتب، إنها حالة تتقدم فيها كل رقابة يمارسها الوعي، أو كما يقول الناقد، صلاح فضل: " الشعراء الصوفيون مارسوا إعادة الترميز أوالتشفير اللغوي في الشعر بنزع الدلالات الحسّية والدنيوية المتصلة بالجنس والخمر وربطها رمزيا بدلالات جديدة ترتبط بعالمهم ومواجدهم.."
خالد في رحلته الشعرية، رغم أنها باكورة أعماله يبدأ قويا في الاتجاه الصوفي، لكنه مازال ملتبسا لم يقرر وجهته الروحية، أو كما هي عادة الصوفيين في البداية يعيشون في عالم المتخيّل، لا عالم الواقع.. ويبحرون في أعماق الذات والتوحد لسبر أغوارها، فمن العنوان يقرر خالد أنه " ليس بخالد " كجسد يحتل حيزا بيننا، وعلينا أن نعرف ما يصبو إليه خالد الإنسان الحالم الهائم المتأمل الباحث عن الحقيقة وعن أنطولوجيا كينونته وهويته.. استمر يا خالد في غيبوبتك فستصير يوما ما تريد...

#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات