عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 03:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إن الكاتب الإسلامبولي يشير إلى حقيقة مهمة قد لاحظها المرحوم النيلي وأكد في الكثير من ما كتب فييها وهي الفرق بين اللسان العربي المبين وبين ما يلحدون به والإشارة هنا إلى المخاطب المقصود في النص وهم العرب,فوصف الله لسانهم الذين يلحدون به أعجمي بمعنى يصل بالفهم كمقصود وليس النظام البنائي المركب من مفردات وجمل,أما ما في القرآن الكريم فهو لسان عربي مبين والبيان الموصوف به بيان للأدراك والفهم والتعقل به ومنه{ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}النحل103,فالألحاد بمعنى الميل الأنتسابي لما هو غير الحق يعني لنا في هذه الجزئية التحريف عن طريق الأعتباطية في الفهم,فلو كان الفهم والعلم والتعقل بما في روح النص من مقاصد وبالطريقة التي ضُبط بها النص أصلا لكنا أمام حالة موضوعية لا أعتباطية ولم ينشأ الألحاد ومنه ظهر التحريف والتزيف والتبديل بموجب قواعد المنطق البشري القائم على الذاتية الإنسانية الذوقية المتناسبة مع محدودية الأفق والنفس العربية.
حقيقة ما أود الإشارة إليه هنا هو هذه المفارقة العجيبة الحاصلة في مفهوم التحريف فاليقين المطلق بعدم قدرة أحد على تحريف كتاب الله المجيد سواء بالنسخ أو الإنساء أو التغيير بالتشكيل أو التنقيط هو حق متفق عليه,وكلنا نؤمن أنه لم ولن يكون هناك تحريف لما بين الدفتين حتى يرث الله الأرض ومن عليها,ولكن من جهة أخرى أليس عجيبا أن يتم تحريف المعنى سواء بالتأويل أو صرف معاني الآيات عن حقيقتها أو الاستشهاد بآيات لتدعيم بحث أو أثبات أو نفي قضية ما وصرف النظر عن آيات اخرى تنقض البحث أو القضية من أساسها أو الاقتطاع من النص حسب المشيئة والرغبة,ويؤسفنا أن تُرك(بضم التاء)بعض المتحدثين أو المتقولين من الدارسين والباحثين والمنظرين باسم أهل القرآن يحرفون المعاني بما يخدم بحوثهم وأهوائهم ومقدماتهم الفكرية والمذهبية دون رقيب او حسيب( اللهم الا من عصمه الله أو قال صوابا).
أذن الأعتباطية في الفهم ينشأ عنها نظام أعتباطي نسب للسان العربي وتكونت معه حالة من التعاطي الأعتباطي بكل ما يتصل بهذا اللسان من قواعد ومنطق تسير عليه نمطية اللسان العربي الغير مبين,وهو أمر له علاقة مباشرة بالمعرفة البشرية وأصول تحصليها وكيفية أسناد عملية الحصول تلك من الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم,واللسان هي أحد تلك القضايا المعرفية بلا شك,يقول الدكتور راجح الكردي في بحثه الموسوم أصل المعرفة بالقرآن الكريم((لابد من الإشارة الى قضية هامة أثارها القرآن,وهو بصدد الحديث عن أصل المعرفة,وهي أن أصل المعارف كلها يعود الى الله سبحانه,فهو الذي خلق وعلم.وأن هذا الإنسان بما أعطيه من المعارف والاستعدادات اللازمة لتحصيلها,لا يتصرف في هذا الكون, شخصية مستقلة بذاتها,يعبد الحس ويقدسه,أو يعبد العقل ويقدسه,كما في الاتجاهات الفلسفية الشاردة عن هدى الله.وإنما يتصرف من منطلق أنه مخلوق ومدين في أصل خلقه لله سبحانه,وعارف مدين في أصل معرفته لله تعالى,وهنا يثور سؤال:هل الإنسان مدين في معرفته لله بأن علمه الله تعالى علما أو لقنه قضايا,أو بديهيات عقلية أم أن تعليمه إياه يعنى خلق العلم الضروري فيه,أم أنه منحه ما يؤهله للمعرفة والوصول اليها عن طريق الحواس والعقل؟))(موقع الموسوعة الإسلامية الإليكتروني).
وبغض النظر عن نتائج السؤال فالمهم أن الإنسان تحصل على المعرفة من خلال روافد أصلية من الله بكل أشكالها ومؤدياته,تفاعل بها مع البيئة ومع الأستعداد النفسي والسلوكي الذاتي,فأنتج معرفة مختلطة وهجينة تتلائم معه ومع حاجاته ومتطلباته بما تبسطه وتفرضه قوى النفس الحسية والناطقة في تكوينه,قد تقترب وتبتعد مع أصل المعرفة الربانية وجوهرها,ولذلك يشير المرحوم النيلي إلى العامل النفسي في التعاطي مع الموضوعية بموجب ما قدموا الموضوعيون من أصول المعرفة الحقة على الأعتباط الذي أصاب أخرون في فهمهم وتعاطيمهم مع الحقائق الإلهية((وُجدَِ قومٌ لم يتعلموا من أحدٍ فأذعنت لهم الموجودات وعناصر الطبيعة لأنهم بلغوا من الموضوعية حداً ألغوا فيه حكمهم الذاتي إلغاءً تاماً فجاءهم العلم بالأشياء والسيطرة عليها من أيسر السبل وأقربها جرّاء قيامهم بالأمر العسير)).
إن تغيب العامل الذاتي هو في الحقيقة تهميش للأثر النفسي الحسي من التحكم بالعلم العام والخاص وتجرد هؤلاء من هذا الأثر لصالح التسليم والتصديق والإيمان بما هو من عند الله, والذي هو أثر حقيقي للنفس الناطقة القدسية مدعوما بأثر النفس الكلية الإلهية ولذلك قال الله فيهم{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}آل عمران7,فالأعتباط أو الموضوعية شأن نفسي داخلي تحركه القوى النفسية المتصارعة والتي بغلبة قواها تنكشف موضوعية الإنسان من أعتباطيته.
إن علاقة الفكر باللسان المعبر عنه علاقة جدلية غير منفكة ولا تنفصل بين الأثنين لأن كل منهما تعير للأخر مؤدى كاشف ومنشيء في نفس الوقت فاللسان كمعرفة هو الكاشف للخارج الفكري,والفكر هو أسير للسان بما له من وظيفة تجسده وتكشف كونيته كما تكشف شكليته ومظهره الفاعل,وفي هذا يقول الدكتور الكردي في بحثه المذكور سابقا مؤكد على هذه الحيثية فيقول((وفائدة هذا المبحث فيما علمه الله للإنسان في أول مرة يحصل فيها تعليم له,أن القرآن يضعنا أمام مشكلة اللغة أو الرموز اللغوية,والتي أصبح من اللازم علينا أن نميز بين المعرفة التي نتلقاها أو نتعلمها أو نحصلها اليوم,وبين المعرفة في منبعها الوحيد أو أصلها الأول,والتي تلقاها آدم عليه السلام,أول مرة.وأنه وإن كان للعقل دوره وطريقته في المعرفة,وإذا كان الحس له دوره كذلك,فإن كلا من العقل والحس لا يستطيعان أن يتجاوزا مسألة اللغة كرمز للمعنى الحاصل في العقل والحس.وإن الإنسان لا يستغني عن الرموز اللغوية في كلتا الحاليتين,ولا بد أن يأخذ في الحسبان هذه المسألة قبل أن يفكر ويبحث في طرق المعرفة بعد ذلك من عقل وحس.إذ يجمع علماء اللغات اليوم,على أن ميزة الإنسان على غيره من المخلوقات هي قدرته على استعمال الرموز اللغوية,من أجل توصيل المعاني وتكوين المفاهيم,"أي أن المفاهيم تتكون عن طريق اللغة,ولا توجد مستقلة عنها,بحيث يتعذر على الانسان أن يفكر بدون الكلمات والحروف.ولهذا قال بعض العلماء في اللغة والفكر:إنهما كقطعة النقود,وجهان لحقيقة واحدة.وهذا ما فطن له علماء الكلام المسلمون واللغويون العرب,عندما نصوا على أن العلاقة بين الشيء واللفظ الدال عليه تثبت دائما بواسطة,وهي الصورة الذهنية التي يحدثها الإدراك للشيء.والتي تثير في ذهن المتكلم اللفظ المرتبط بها ارتباطا اعتباطيا,وأنه على العكس من ذلك لا يمكن اللفظ أن يثير في ذهن السامع إلا الصورة التي يرتبط بها عادة في لغة هذا السامع".))(مصدر سابق).
فالكيفية التي يرتبط بها الفكر مع اللغة نتاجها تلك الصورة الذهنية المحسوسة خارجيا لدى السامع,فهي أما أن تكون موضوعية أو تكون أعتباطية تبعا للفكر وقدرة اللسان من ترجمة هذا الفكر لتلك الصورة الذهنية بالطريقة التي يتلقاها عن طريق المؤديات الحسية التي هي في مجموعها قوى النفس الحسية,فأن بقت في مداركها كانت ذاتية أعتباطية وإن تجردت من حسيتها لصالح قوى النفس الناطقة والكلية اصبحت موضوعية حقيقية منضبطة بقوانين ومرتكزات النفس الناطقة والكلية أو ما يسميها الإمام علي عليه السلام بالبواعث والخصيصات.
إن هذا المعنى ليس حكرا على ما جاء به المرحوم النيلي من نظريته التي صاغها أستنادا على التفريق بين الموضوعي والأعتباطي في فهم اللغة(اللسان العربي),فقد أشار الدراسات الألسنية بمختلف تنوعاتها إلى هذه الحقيقة((الاتجاه السائد الآن هو توسيع مجال اللسانيات,وهذا التحول الخارجي،وذلك "التوجه الجابذ" هذه المصطلحات لبرنار بوتييه) تمثلها السيميائية الألسنية التي طرحها باتريك شارودو في كتابه اللغة والخطاب) وهو يقدم لنا أفضل مثال على انفتاح اللسانيات الفعال على معارف أخرى لا سيما على علم الاجتماع وعلم النفس,كما نرى أيضاً توسيعاً أو على الأقل،تغيراً جذرياً في المنظور في نظرية فرانسيس جاك الحوارية DIALOGISME,والاتجاه الحواري يعني دراسة الملفوظية باعتبارها انخراطاً في المجتمع ودلالة ونشاطاً ذاتياً متبادلاً,لقد كان تأثير المخاطب على المضمون البراغماتي للملفوظات وعلى قيمته معترف به ومشار إليه سابقاً في الأعمال الأولى المعاصرة حول الملفوظية،لكن أحداً لم يذهب إلى حد أن يجعل منه معطى أساسياً يوضع على نفس صعيد قصدية المتحدث أو يجعل منه بشكل عام وظيفة للفاعل -الناطق وقد كان للتفضيل الممنوح لهذا الفاعل الناطق أثر في تشويه العلاقة الخطابية المتبادلة INTERLOCUTIVE,وما يقترحه فرانسيس جاك هو تركيز دراسة الملفوظية على العلاقة،واعتبار العلاقة التي تقيمها الملفوظية علاقة أساسية لا يمكن اختزالها))(الملفوظية,جان سيرفوني,ترجمةالدكتور قاسم المقداد دراســــــــة,من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1998).
لقد فرقت الدراسات الألسنية بين المعطيات على صعيد قصدية المتحدث,فلم يذهب أحد من اللسانيين أن يجعل من الوظيفة التوفيقية البرغماتية معطى أساسي بديلا عن قصد المتحدث أو صاحب النص,أو يجعل منها وظيفة له بل يركزون على العلاقة الأساسية التي تقيمها الملفوظية والتي لا يمكن أختزالها ذاتيا من قبل المتلقي,فتبقى العلاقة مشدودة بين اللفظ والمتحدث هي التي تبين القصد الموضوعي,أما العلاقة بين النص اللفظي وبين المتلقي تقوم أولا على مبدأ اعتباطي طالما تستند إلى علاقة المتلقي بذاته لا بالعلاقة التي تربط النص بالمتحدث,وهو ما يمكن أن ننسبه إلى نظرية النظام الكوني للسان القرآني العربي المبين أو ما يسميها المرحوم النيلي نظرية الحل القصدي.
إن نظرية المرحوم النيلي تقوم على تأكيد هذه العلاقة بين النص(الملفوظية) وبين المتحدث من خلال وحدة الموضوع الذي هو جوهر الملفوظ وأعتبار هذه العلاقة هي الحاكمة على القصد وكاشفة عنه من غير تدخل من المتلقي الذي عليه أن يسلم بهذه العلاقة الحاكمة ولا يتدخل في سيرورتها أو أسها التكويني لأنه وبالحالة هذه يخرح القصد من القضية الموضوع فتنتج له مقاصد مغايرة عما يريد المتحدث.
وسنضرب مثال بسيط لبيان هذه العلاقة,فلو ذهب شخص ما إلى طبيب يريد أن يعالج عينه المصابة بمرض ما فيلتقي بأحد الأشخاص فيقول له أن العين عنده فيها مشكلة وأنه يقصد طبيبا للمعالجة,فالعلاقة التي تنشأ بين المريض وبين موضوع الحالة المرضية تتصل بعين المريض والطبيب المعالج,فليس للسامع أن يغير من هذه العلاقة أو يفهمها على أن العين المشكو منها وأستنادا لفهم أعتباطي للملفوظية بأنها عين الماء التي في مزرعة المتحدث مثلا لأنه أهمل العلاقة التي أنشأها المتحدث بينه وبين العين وبين الطبيب وهي في مجموعها قضية واحدة أختلفت في كونيتها عن ما أعتبطه السامع من فهم مستندا إلى ما في ذاتيه من معرفة أو معلومة عن العين.
إن تحديد معنى اللفظ أو النص اللساني لا بد أن يكون محكوما بجملة من الأعتبارات التي تنتظم تحت عنوان القصدية الحقيقية ومنها الأتي:.
• الترابط النصي بين المكونات الهيكلية للنص ومؤدياتها الجزئية التي تكشف عن كلية المفهوم القصدي للنص,فأي قطع يخرج وحدة القضية وبالتالي تغير في المقاصد المستهدفة من النص{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}البقرة184,فالنص فيه قطع بين الرخصة في الشطر الأول وبين القضية العامة الكلية في أخر النص المتعلقة بخيرية الصيام كمبدأ عام,فهناك تخصيص من عام وأستثناء في القضية الأولى وهناك تقرير مطلق عام لا يرتبط بالأستثناء الوارد في القضية الأولى.
• الانسجام بين المؤديات بعضها ببعض والتي تأتي من خلال الإنسجام بين المكونات الهيكلية ذاتها,فأي تنافر أو عدم تطابق أو توافق بينها يؤدي إلى أختلاف في القصديات وبالتالي أختلاف في الموضوع كما في النص القرآني التالي{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33,فالنص فيه قضيتين غير منسجمتين لا بالهياكل اللفظية وصياغتها ولا بالمؤديات فنكون أما قضيتين مختلفتين تماما الأولى متعلقة بالمخاطب جمع أناث والثانية بالمخاطب جمع المختلط.
• أنماط الأفعال والأفعال المشتقة المولدة,فالأفعال مرتبطة بظرف زمني يكشف عن صيغة تتصل بالقصد دون أن تتجاهل الهيكل اللفظي ففعل يريد يختلف في مؤداه القصدي عن فعل أراد تبعا لمدلول قيمة الزمن على الفعل{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}النساء26,فهذه النمطية بالصياغة تفيد التأبيد بالأرادة,أما لو جاء الفعل بنمط زماني أخر أختلفت معه القصديات والمؤديات تبعا له{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً}الإسراء19,فالفعل هنا بنمطيته يشير إلى موضوع الأختيار بالأرادة مع ملاحظة تعلق النصين بقضية كلية هي نتائج الإيمان بالله ,وهكذا فالأشتقاقات والتوليدات من الأفعال تسير وفق نفس النمطية الفعلية المرتبطة بالزمن المستحكم على صورة الفعل كهيكل بنائي له خصوصية متصلة ولاحقة بالقصد منه.
• شكلية الصياغات الأسمية أو الوصفية ودورها في تحديد المقاصد,فقد تكون الصياغات متوالية أو متتالية أو أستنادية ولكنها بجمعها وتفريقها تعطي مفهوم خاص للقصدية حقيقي ومتكامل دون أن يكون للشكل التي وردت به من أثر وخاصة في النصوص التي تسند بعضها البعض أو تفسر بعضها البعض وهي من الصفات الحقيقية التي توفرت بصورة ملحوظة في الصياغة القرآنية في كتاب الله الكريم,فمثلا النص التالي الذي يشير للمؤمنين{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }الصافات81,ولكن النص لم يعرف المؤمنين ولكن سماهم فقط,ففي نصوص أخرى من نفس الكتاب الكريم نرى الله يسهب في وصف المؤمنين الذين سمتهم الآية السابقة,ولمعرفة القصد اللفظ والأستدلال عليهم من خلال وصفهم نتبين من هم المقصود بأسم المؤمنين{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2,هذا وصف واحد يبين من المقصود بلفظ المؤمنين وهكذا مع بقية الألفاظ التي ترد في النصوص المرتبطة بوحدة التكوين والمصدر والهدف.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟