أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمار القداح - صناعة الموت ( المرتزقة )














المزيد.....

صناعة الموت ( المرتزقة )


عمار القداح
باحث ومستشار قانوني


الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 09:19
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    



مرتزقة افغان في سوريا : ايران تدفع لنا للقتال مع الاسد ... (CNN )
مرتزقة روس يقاتلون الى جانب الاسد مقابل 5000 دولار ... ( العربية نت )
مقاتلون بريطانيون في سوريا : " لسنا مرتزقة .... (BBC )

في البحث عن كلمة " مرتزقة " على محرك البحث جوجل ظهرت عناوين كثيرة في ذات السياق وهذه بعضها على سبيل المثال لا الحصر .


فعلى اي اساس قانوني يتم تصنيف المقاتلين على أنهم مرتزقة , وهل يوفر القانون الدولي الحماية لهذه الفئة من المحاربين , ولماذا يزداد الطلب على المرتزقة في كل النقاط الساخنة في العالم ؟
للإجابة على هذه التساؤلات لا بد لنا بداية من التمهيد لدراسة القانون الناظم لوضع المرتزقة وهو القانون الدولي الانساني أو قانون الحرب او قانون النزاعات المسلحة كما يحلو للبعض التسمية .
ويعرّف القانون الدولي الإنساني على أنه :
مجموعة القواعد التي تهدف الى جعل الحرب أكثر إنسانية سواء في العلاقة بين الأطراف المتحاربة أو بالنسبة إلى الأشخاص غير المنخرطين في النزاع المسلح أو بخصوص الأعيان والأهداف غير العسكرية .

بالتالي يعمل هذا القانون على اقامة التوازن بين المقتضيات الحربية ومبدأ المعاملة الانسانية أو بتعبير أخر تحقيق التوازن بين جانبي ( المرحمة والملحمة ) في النزاعات المسلحة .

ومن هنا ينحصر مجال انطباق هذا القانون في حالة النزاع المسلح ( الداخلي , الدولي )
وهذا ما يميزه عن قانون حقوق الانسان الذي ينطبق في حالات السلم عموماً .

وانطلاقاً من التعريف السابق نجد أن القانون الدولي الإنساني يهدف إلى حماية فئات معينة دون غيرها أثناء النزاع المسلح ونذكر منها مثالاً :
( الجرحى والمرضى في الميدان والغرقى والمنكوبون في البحار , أسرى الحرب , المدنيون , النساء من غير المقاتلين , الأطفال , المناضلون من أجل التحرر من الإحتلال أو الإستعمار أو ممارسة حق تقرير المصير , رجال الدين ) .

أما عن الفئات التي لا يحميها القانون الدولي الإنساني رغم انخراطها في النزاع المسلح إذ لا تعتبر من فئة أسرى الحرب ( الجواسيس والمرتزقة ) .

فالمرتزقة هو نظام قديم قدم التاريخ ويعتبر إهانة في جبين الإنسانية جمعاء مهما كان الهدف منه ويخالف العديد من المبادئ المستقرة في القانون الدولي العام
مثل مبدأ استقلال الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبدأ العيش في أمن وسلام , لذا يعد اللجوء الى المرتزقة عملاً ممقوتاً من الناحيتين القانونية والأخلاقية
لاسيما في عصرنا الحالي بعد محاولة الأنظمة الإستعمارية والمستبدة إضفاء نوع من الشرعية على عمل المرتزقة أومحاولة تجميل صورنشاطهم القبيح إما بضمهم أثناء النزاعات للقوات المسلحة النظامية بطريقة أو بأخرى
أو تحت مظلة المقاومة وحركات التحرر الوطني أو بعباءة الدين والتقية وواجب الجهاد .



وقد تطرق البروتوكول رقم "1" لعام 1977 الملحق باتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949
لموضوع المرتزقة في المادة ( 47 ) :
1_ لا يحق للمرتزق التمتع بوضع المقاتل او الاسير .
2_ المرتزق هو أي شخص :
أ . يجري تجنيده في الخارج ليقاتل في نزاع مسلح .
ب. يشارك فعلاً ومباشرة في الأعمال العدائية .
ج.المغنم الشخصي هو ما يحفزه الى الاشتراك في الاعمال العدائية .
د. وليس من رعايا طرف في النزاع ولا متوطناً بإقليم يسيطر عليه أحد أطراف النزاع .
ه. ليس عضواً في القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع .
و. ليس موفداً في مهمة رسمية من قبل دولة ليست طرفاً في النزاع بوصفه عضواً في قواتها المسلحة .

وقد تبنت الجمعية العامة في قرارها رقم 34/44 لعام 1989 اتفاقية دولية ضد استقدام أو استخدام أو تمويل وتدريب المرتزقة .

وهنا لا بد من الإشارة أنه إذا كان المرتزقة لا يحميهم القانون الدولي الانساني فلا يجوز قطعاً إدانتهم أو توقيع العقاب عليهم _ كأفراد _ إلا وفقاً لاجراءات المحاكمة العادلة وتوافر ضمانات قضائية باعتباره حق أصيل لصيق بالحياة الإنسانية لا يجوز التنازل عنه .

ويعتبر اللجوء الى المرتزقة بمثابة حرب غير معلنة وأداة للتدخل المقنع لارهاب الدول أو لتحقيق مصالح سياسية او اقتصادية محددة
أو لمنع ممارسة شعب ما لحقه في تقرير مصيره أو للتحايل والالتفاف على القوانين الدولية وإبعاد أصابع الاتهام عن انتهاكات حقوق الانسان الموجهة للانظمة الحاكمة و للقوات المسلحة النظامية او حركات التحرر ومجموعات الثوار والمحاربين المعترف بهم دوليا .

بالتالي يقتضي على المجتمع الدولي اتخاذ العديد من الاجراءات الاكثر صرامة لكفالة احترام قواعد القانون الدولي الانساني , بتوقيع جزاءات رادعة على من ينتهك تلك القواعد وتضمن عدم إفلات المجرم من العقاب .




الباحث القانوني والحقوقي

عمار القداح



#عمار_القداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل اللاجئ بين الالام والامال


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمار القداح - صناعة الموت ( المرتزقة )