أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - في معنى السياديني ح1














المزيد.....

في معنى السياديني ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 18:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



السياسة والدين من أدوات التحكم داخل المجتمع البشري منذ القدم وبينهما وشائج الترابط أكثر من خلافات المبدأ ,نشأت السياسة من روح المجتمع المنتظم على قاعدة المصلحة المدنية ,كما نشأ الدين أيضا من ضمن مجموعة هذا النمط من التصرف الجمعي وأرتبطت الكثير من القيم بمجموعة محددات منها الأخلاق ومفاهيم الخير والشر والحق والباطل والحياة المستمرة بالدين والسياسة أو أستغلت هذه المفاهيم مرة للتسويق ومرة للتبرير وفي أحين كثيرة لبسط وجودها الأصلي .
حتى على الكثير من المتخصصين تصعبت اليوم القدرة على الفرز بين الدين والسياسة برغم التجربة المرة التي عانى منها الإنسان حين جعل الأثنين في سلة واحدة أو حين خلط بينهما دون أن يكون مخترا في أحيان كثيرة ومريدا لهذا الأختيار في أحيان أخرى ,هذا الخلط سبب له أن يثبر مجموعة من الإشكالات الفكرية والمصاعب بالتوفيق بين أخلاقيات الدين وبرغماتية السياسة ,هنا لم تعد للحدود بين البرير والتقرير مجال, ولم يعد من الممكن فصل الدين عن السياسة كون السياسي مستعد للمتاجرة بأي شيء لتحقيق هدف سياسي كلي أو جزئي .
في السياديني يتمدد المفهوم ويتحدد وفقا للمصلحة دون أن تحتفظ السياسة لبعض المفاهيم بحدود واضحة عكس الدين في مفهومه الأجتماعي الذي يعني القواعد الأخلاقية الملزمة بالرضا أو بالقهر , هذا التناقض لم يمنع السياسي من استغلال القواعد الدينية طالما يجد من بين المؤسسة الدينية من يسخر له الطبيعة الفكرية للدين كون قواعده تتداخل فيها أحيانا قواعد الإلزام بقواعد النصح والإرشاد فيستبدل هذه بتلك وتلك بغيرها حتى أصبح الدين السياسي اليوم مجموعة من الأفكار السياسية بثوب قس أو إمام أو كاهن.
لم تكن فكرة السياديني ملتصقة بالأديان الوضعية كما يتوهم الكثيرون بل هي تجربة إنسانية رافقت البشر مذ عرف الدين وعرف السياسة وحينما كانت الآلهة تتزاوج وتلد ملوك وساسة وقادة في كل الديانات القديمة , بل كانت بعض هذه الآلهة ساسة وبعض الساسة تحولوا ألهه ويكفينا أن نقرأ الأساطير القديمة من بابل وسومر مرورا بمصر إلى روما وأثنا وغيرها من عوالم الوجود القديم لنرى هذا التشارك بينهما متلاحم .
وحتى في المجتمعات الطوطمية والبدائية دوما الزعيم المتسلط هو جزء من مفهوم الرب جزء من حكاية الدين ,بل أن الدين يجري في عالم السياسة الأجتماعية مجرى الفلك نحو المركز ,هذا لا يعدو أن يكون أمرا طبيعيا في مجتمع مبني على الخشية من سطوة رب الدين وليس من سطوة السلطة فهو قادر على التمرد عليها بغياب الحس الديني , لذا نجح من وعى هذه الحقيقة في جعل الدين الدرع الأساسي الذي يحمي السياسة ويقود به رباط المجتمع من غير تكاليف باهظة طالما أن الرب هو من يتحمل الخطايا أخيرا .
بقيت المجتمعات تعاني من فساد الدين وفساد السياسة حتى أصبحت كل دعوة دينية لا تركن للترابط العضوي الذي صنعته حركة السياسة في فكر الدين وفي وعي الناس مجرد فترة لا تعد من التأريخ لضآلة ما تعيشه من عمر زمني لتتحول بفعل عوامل قوة وحدة حركة الأنا في ذات الإنسان المتسلط لتجر الدين إلى وحل الأنانية وإخراجه مهزوما أمام قوة الثابت التاريخي المختصر في عبارة ( لا سياسة قوية بدون دين ضعيف في مواجهتها ) .
هذه الخلاصة لا بد لنا أن نربطها بمحصلة أخرى أنتجها عصر التنوير في أوربا بتراكمات إنسانية شارك فيه الديني والفلسفي وتوصلت لنتيجة مهمة هي أن الدين (عامل عام ) واحد من أهم أسباب فشل الإنسان في التحرر من زيف السلطة وتحايلها على حق الإنسان بالحرية والمشاركة والمساواة وأن الحل يكمن بإبعاد الدين عن السياسة لتعرية الأخيرة من ثوب القداسة وبالتالي سلخ المبرر الذي تستتر به بمواجهة المجتمع .
كان شعار صيانة حرية المجتمع بتجريد السياسة الممثلة بمؤسسة السلطة من المبرر الديني الذي يمنحها التمجيد والمنعة بمواجهة أستحقاق الإنسان لحقة الطبيعي بالحرية هو الطريق الوحيد الذي يمر من خلال عزل الدين في عنوان ضيق ومنزو ومحاط بالشبهات والشك وعنوان لمرحلة تأريخية أمتدت لهذا اليوم تتصارع فيها فكرة الدين لله وفكرة الدين من الله دون أن تنجح أيا من الفكرتين في إعلان أنتصارها الحقيقي على أرض الواقع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب
- محاولات لكبح الجنون
- العقل والنتاج المعرفي
- نحن والربيع الأوربي , نسخ تجربة أم تقليد لظاهرة
- البصمة الأولى
- التحولات الكبرى في الصراع بين الأعراب والإسلام من محمد ص إلى ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - في معنى السياديني ح1