أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - قراءة في المشهد المصري














المزيد.....


قراءة في المشهد المصري


سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)


الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة الاحتجاجات الى الشارع المصري بعد الحكم ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك من تهم قتل المتظاهرين في ثورة يناير هو علامة سلبية قد تقوض جهود السلطة الحالية برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي في تحقيق الاستقرار على اعقاب الانتخابات البرلمانية التي ستجري في بداية السنة القادمة . ولكن حجم التهديد الفعلي الذي يواجه النظام الحاكم سيبقى محدودا بالنظر الى حالة الاستقطاب المستمر على الساحة السياسية والمجتمعية المصرية بين الاسلاميين و غيرهم . التوتر الايديولوجي القائم و التجاذبات داخل الصف الاسلاموي نفسه هو نقطة القوة التي تستفيد منها الحكومة المصرية للسير نحو الامام و قطع الطريق امام اي معارضة ناشئة جادة يمكنها الوقوف في وجه سياساتها . ومع ذلك ما يؤرق مضاجع السلطة هو الانقسامات الممكنة التي قد تحدث في الجبهة المدنية المعارضة للاسلاميين وهي الجهة المانحة للشرعية السياسية ولو شكليا على اثر الاحتجاجات التي ادت الى عزل الرئيس السابق محمد مرسي والغاء تبعات المرحلة الانتقالية الثانية بعد ثورة يناير .. اذا اعادت الاحزاب و القوى المدنية المصرية تموضعها سياسيا بالنسبة للوضع الحالي وشكلت تكتلا مدافعا عن الديموقراطية فمن المحتمل ان اختراقا سيحدث على صعيد الاصطفافات الايديولوجية بما يؤدي الى تخفيف حدة الاستقطاب و هو الخبر السيء الذي لا تريد سماعه الجهات الحكومية
لقد ظلت الحركية الاحتجاجية على مدى الاشهر الماضية مقتصرة تقريبا على نشاطات جماعة الاخوان المسلمين و بعض القوى الصغيرة المقربة منها للمطالبة بالغاء ما ترتب عن عزل مرسي الى جانب نشاطات طلابية وفئوية معارضة في الجامعات وأماكن العمل مع غياب شبه كلي للتنسيق مع الاطراف الاخرى التي شاركت في ثورة يناير ، و حتى عندما تحركت الاصوات الغاضبة ضد قرار تبرئة مبارك لم تتواصل القوى المصرية مع بعضها وبقيت مستأنسة لمواقعها الاستقطابية الثابتة التي تميز العلاقة بين الاسلاميين والقوى المدنية الموصوفة بالعلمانية و بين الاسلاميين ذاتهم
اذ ينقسم الاسلاميون بين جماعة الاخوان و الاحزاب الدائرة في فلكها وبين السلفيين الذين بدورهم يتراوحون بين فئة تقترب من نهج الاخوان المعارض للسلطة الحالية مثل الجماعة الاسلامية و الجبهة السلفية واخرين التحقوا بركب المتعاملين مع الوضع الجديد بعد عزل مرسي وعلى رأسهم حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية كحزب يسعى الى ان يكون رقما مهما في المشهد السياسي من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد ان شارك في التحالف الداعم لرئاسة السيسي وفي اقصى ركن تبرز السلفية الجهادية المتطرفة عبر تنظيم انصار بيت المقدس الموالي ل" الدولة الاسلامية " و معه اجناد مصر ومجموعات صغيرة اخرى . وقد ولدت هذه الاختلافات في المنهج بين الحركات الاسلامية حالة من التجاذب والصراع الضمني المفيد للسلطة . فالاخوان الذين يرفضون الى اليوم ممارسة العنف في كفاحهم ضد المنظومة الحاكمة يواجهون تحديات جمة للحفاظ على التماسك بصفوفهم اي منع المنتمين للجماعة من الانزلاق للتطرف او الانخراط في فرقة القبول .. وكلما ازدادت قوة المجموعات المتشددة باستغلال الثغرات الاجتماعية و السياسية فسينعكس ذلك سلبا مباشرة على الرصيد الإخواني من جهة المنافسة حول النموذج الاسلامي ، و ضمن وعاء الاستقطاب الاكبر في الشارع المصري كذلك لان الجماعة توصف بالارهابية و تنسب اليها البروباجندا الحكومية كل عمليات العنف التي تحدث ولذلك يتوقع في الفترة المقبلة ان تبقى جهود الاخوان مركزة ذاتيا في الدفاع عن وجودهم اكثر من محاولة الاقتراب من خصومهم
اما العلاقة بين القوى السياسية المحسوبة على التيار المدني فتحكم بمنطقين . منطق التكتل ضد الاسلاميين ومنطق الاختلافات بين المؤيدين للسلطة و المؤسسة العسكرية و المعارضين لها المنادين بتجسيد الديموقراطية .. ومتى بقي المنطق الاول سائدا فذلك لصالح السلطة وكلما رجحت الكفة نحو المنطق الثاني فستعزز احتمالات كسر الاستقطاب و تشكيل رأي عام معارض يؤدي الى حركية ديموقراطية تقود الشارع للانتفاض مجددا ضد الحاكمين في القاهرة وخاصة اذا نفذ الصبر الشعبي من المعالجات الحكومية التي لم تحسن الاوضاع الاقتصادية للمصريين . ومن المؤكد ان مواضيع مثل تبرئة مبارك و توغل البيروقراطية المرتبطة بالدولة العميقة ستهيج الانقسامات في الصف المدني المصري و ستدفع ببطء نحو التحولات التي تكلمنا عنها وحينها سيجد التحالف السياسي و العسكري الذي يقوده السيسي نفسه مجبرا على الموازنة بين متطلبات ابقاء الاستقطاب و اشباغ رغبات الحرس القديم في عدم التنازل عن ثوابت السلطوية في مصر ..



#سليم_عبد_الله_الحاج (هاشتاغ)       Rimas_Pride#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام وهم
- قراءة في رسالة زروال للجزائريين
- العهدة الرابعة .. تحت المجهر
- محكمة الحريري .. طريق نحو العدالة
- بوتفليقة .. دكتاتور مخير ام مسير ؟
- حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي
- لماذا يحرز الاسرائيلي جائزة نوبل ؟
- الاسد ليس هيروهيتو و بوتفليقة ليس ديغول
- نحيي انتفاضة الشعب السوداني
- المشروع الايراني لا يواجه بالخطاب العرقي او الديني
- فكرة المقاومة بين التسطيح والطوباوية وامل التحرر
- لا والف لا لتمديد عهد الفساد و الهدر
- معضلة الديموقراطية في الجزائر
- مصداقية أميركا في اعقاب الاتفاق حول الكيماوي السوري
- لماذا يجب ان نتحرر ؟


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - قراءة في المشهد المصري