كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 22:37
المحور:
الادب والفن
وحشةُ الدفاتر.. محطاتٌ بلا لافتة
كانتْ تتمدّدُ على أريجِ كلماتها تفترشُ الأحلامَ ينزلُ منْ عينيها بريقٌ يُوميءُ للسهوبِ بالأشتعال وأناملها ترسمُ بسمةً أخرى في وحشةِ الدفاتر
يتهدّلُ هلالها في إزرقاقِ الأوردةِ الناضجة لا يحتملُ الأبحارَ في قلقٍ أرهقهُ رسمَ الشفقَ يتّئدُ في ضحى الشفتينِ فأستفاق
نَهْبَاً تخطفهُ وصيفاتها مأسوراً يهوي مكتفياً بالتسكّعِ حتى القرارَ في صورةٍ توقظُ الحلم
منْ خلفِ جدارٍ ترسلُ قدميها حافيتين تدوسُ بأناملها رمالَ جذورهِ برعشةٍ ساخنة فيتسلّقُ اللبلاب على شرفاتها ينحني
أيّتها القريبةُ التي تُسخّنُ لهفةَ بعيدةً باردة تتحصّنُ خلفَ مفاصلِ الدهشةِ بكوزٍ تتعتّقُ فيهِ للآنَ ينقشكِ على قميصهِ ويلوّحُ بهِ على ضفافكِ
هذا الوجعُ المتطاول على شواطىءٍ مذعورةٍ موعدهُ معَ شمسكِ نبضٌ يعصرُ أثداءَ الأنتظار يرسمُ على أوراقِ خريفهِ خضرةَ ربيعِ قادم
كيفَ لهُ السفر ونجومكِ تخفقُ باحبارهِ تتكوّمُ في إزميلٍ تحتَ يومياتهِ الباردة وسماؤه الشاتية تنتظرُ دفءَ أمطاركِ ... ؟ !
كيفَ لهُ أنْ يكتبَ وأوراقهُ حبيسة في خزانتكِ تتسابقُ تتعفّرُ بعطرِ مبخرتكِ هناكَ وقفازاتكِ المخميّلة تمتصُّ صوتهُ المبحوحَ في ناياتكِ ... ؟!
ألا تعلمينَ كيفَ تغوصُ مواقدهُ مهتاجةً في ثلوجكِ تختضُّ كلّما تومىءُ عينيكِ بموعدٍ آخر يمضي مخموراً فتتكشّفُ ألوانهُ حينَ يفركُ كفيهِ ويتساقطُ السراب هشّاً .. ؟ !
لا بدَ سيخرجُ الى الشارعِ يحملُ غيابكِ المتكررَ يُجاهرُ في آخرِ قصائدهِ بتمرّدِ الجسد ويحلّقُ بكِ متبرّجةً بالخمسينَ منْ ألغازهِ
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟