|
أولاد حارتنا
سميرة الغامدي
الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 16:21
المحور:
الادب والفن
أولاد حارتنا رائعة نجيب محفوظ الحائزجائزة نوبل للآداب عام 1988م، نوه بها عند منحه جائزة نوبل. رواية أثارت جدلاً واسعاً منذ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام وصدرت لأول مرة في كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962م ولم تنشر في مصر حتى أواخر عام 2006م عن دار الشروق.
أولاد حارتنا أول رواية كتبها نجيب محفوظ بعد انقلاب يوليو 1952م الأول إذ انتهى من كتابة الثلاثية عام 1952م وبعد انقلاب يوليو 1952م الأول رأى ان التغيير الذي كان يسعى اليه من خلال كتاباته قد تحقق فقرر ان يتوقف عن الكتابة الادبية وعمل كاتب سيناريو فكتب عدة نصوص للسينما. لكن بعد انقطاع دام 5 سنوات قرر العودة للكتابة الروائية بعد أن رأى ان انقلاب يوليو الأول انحرف عن مساره فكتب أولاد حارتنا التي انتهج فيها أسلوباً رمزياً يختلف عن أسلوبه الواقعي وقد قال عن ذلك في حوار:".. فهي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة كما اعتدت في اعمالى قبلها.. بل هي اقرب إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة." لكن لا تخلو هذه الرواية من خلفية اجتماعية فرغم أنها تستوحي من قصص الانبياء إلا أن هدفها ليس سرد حياة الانبياء في قالب روائي بل الاستفادة من قصصهم لتصوير توق المجتمع الإنساني للقيم التي سعى الانبياء لتحقيقها كالعدل والحق والسعادة وتلك هي فالرواية نقد مبطن لبعض ممارسات الثورة وتذكيرا لقادتها بغاية الثورة الأساسية وقد عبر محفوظ عن ذلك بقوله: "فقصة الأنبياء هي الإطار الفني لكن القصد نقد (الثورة!) والنظام الإجتماعى الذي كان قائما".
سببت رواية أولاد حارتنا أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام حيث هاجمها شيوخ الجامع الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فنشرت الرواية كاملة على صفحات الأهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر، فرغم عدم اصدار قرار رسمي بمنع نشرها إلا انه وبسبب الضجة التي احدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي- الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر. فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الآداب عام 1962م ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.
كُفر نجيب محفوظ بسبب هذه الرواية، واتهم بالإلحاد والزندقة، وأُخرج عن الملة، وقُرىء كما فسر النقاد والشيوخ رموزها وفق قواميسهم ومفرداتهم. الشيخ عمر عبدالرحمن قال:
- بعد نشر رواية سلمان رشدي "آيات شيطانية"- "أما من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب آيات شيطانية ومثله نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي" ويعتقد البعض ان لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال محفوظ إذ حاول شاب اغتياله بسكين في تشرين الأول عام 1994م وقال "انهم" قالوا له ان هذا الرجل (محفوظ) مرتد عن الإسلام.
تمت عدة محاولات لنشر الرواية فبعد فوزه بجائزة نوبل أعلنت صحيفة المساء الحكومية القاهرية إعادة نشر الرواية مسلسلة وبعد نشرت الحلقة الأولى اعترض محفوظ عليه فتم ايقاف النشر. كما كانت محاولة أخرى بعد محاولة اغتياله عام 1994 نظرا للمناخ المتعاطف معه تحدياً للتيار الأصولي.. فتنافست عدة صحف على نشر "أولاد حارتنا" ما بين صحف حكومية "أخبار اليوم" و"المساء" وأخرى يسارية"الأهالي" لكن نجيب محفوظ عارض النشر وأعلن انه لن يوافق على نشرها الا بعد حصوله على موافقة الازهر. وقد صدرت أولاد حارتنا كاملة بعد أيام من الحادث في عدد خاص من "الاهالي" يوم الأحد 30 تشرين الأول 1994م وأعلن أنه نفد بالكامل. وعقب نشر الرواية في الاهالي أصدر كتاب وفنانون بيانا طالبوا فيه بعدم نشر الرواية في مصر بدعوى حماية حقوق المؤلف الذي نجا قبل أيام من الذبح. في حين وصف كتاب آخرون ذلك البيان بأنه "محزن".
تجدد الجدل حول "أولاد حارتنا" نهاية 2005م، حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية في سلسلة "روايات الهلال" الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي قالت دار الهلال انها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الإبداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه إلا أن قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الشروق حالت دون ذلك. وأعلنت دار الشروق مطلع 2006 أنها ستنشر الرواية مقدمة للكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد أطلق عليها اسم "شهادة" كانت نُشِرت في السابق في صحيفة الأهرام بتاريخ 29 كانون الأول 1994م ونشرت العديد من الصحف نص هذه الشهادة وتم نشر الرواية في مصر آخر 2006م.
رمزا واضحا لله و للأنبياء فنجيب محفوظ لم يحاول ادنى محاولة ان يخفي ذلك بل كان متعمداً ان يفهم القارئ قصد الله والانبياء
شخصيات
الجبلاوي (لفظ الجلالة الله)
اصغرهم ادهم (آدم) زنجي
واكبرهم ادريس (ابليس)
جبل (موسى) ورفاعة (عيسى) وقاسم (محمد)
الأب الأكبر لكل الحارة والمسماة باسمه حارة الجبلاوي والتي تدور فيها كل احداث القصة في خمس ازمنة متعاقبة . فالجبلاوي صاحب الوقف الوحيد الموجود في الحارة والذي يعتبر مثل الجنة في صحراء المقطم وما حولها، وللجبلاوي أبناء أصغرهم أدهم (آدم) زنجي
وأكبرهم ادريس (ابليس) الابن المتوقع لإدارة الوقف بعد الجبلاوي هكذا تقول الحياة الطبيعية
الجبلاوي كان له رأي آخر حيث جمع ابناءه واخبرهم بانه اختار ادهم لإدارة الوقف متجاوزا جميع ابناءه.
فقال ادريس أكبر الأبناء الذي سخط على قرار أبيه أنا وأخواتى أبناء من خيرة النساء أما أدهم فابن جارية سوداء
الجبلاوي طرده الى الصحراء
لكن لم يعترض أيا من الابناء خوفا من الاب ضخم البنيان وله الوقف وحده وما حوله صحراء فهو مرهوب الجانب. بعد ذلك احتال ادريس على أدهم بحيلة أخرى تسببت في طرد ادهم من الوقف الى الصحراء حيث عاش الاثنان كل مع زوجته في الخلاء معا حتى كبر ابناء ادهم (همام وقدري) ، وتصارعا مرة حتى قتل قدري السيئ همام الطيب وكانت نهاية الفصل الاول
الكاتب تكلم عن ثورة الانبياء ضد الظلم و الفتونة من جانب انساني بحت (فهو هنا يشير الي اعتقاده ان الانبياء ما هم الا مصلحين اجتماعيين خدعوا الناس بفكرة وجود الله ليكتسبوا شرعية وقدسية ويصدقهم الناس وينصاعوا لأوامرهم بتنفيذ برامجهم الاصلاحية
فالكاتب تكلم عن ثورة جبل (موسى) ورفاعة (عيسى) وقاسم (محمد) كأبناء لحارة الجبلاوي جبل (موسي ) يدعي ان الجبلاوي كلمه دون كل ابناء الحارة وكذلك يدعي قاسم ان قنديل (جبريل) خادم الجبلاوي أتاه وأمرة ليقضي علي الظلم الواقع علي ابناء الحارة وهكذا تمضي احداث القصة لتشرح ظروف ثورة كل من جبل ورفاعة وقاسم آل حمدان ويرمز لهم الى بنى اسرائيل آل حمدان مظلومين ومقهورين والفتوات والناظر يزيد ظلمه يوما بعد يوم ويظهر جبل الذى تربى في بيت الافندي (فرعون) فجبل كان شخص مرهوب الجانب ففرض العدل بالقوة فكان فتوة الفتوات فبقوته وعدله هزم الفتوات وخلص الحارة من الشر وقد كلم الجبلاوي جبل من وراء ستار سور الحديقة في البيت الكبير الذى اعتزل فيه الجبلاوي الناس وقرر الوحدة وهزم جبل السحرة والثعابين بأمر الجبلاوي
رفاعة ويرمز به الى عيسى عليه السلام، اما رفاعة فاستطاع تجميع الفقراء حوله بشفائهم من الجن الرجل المسالم الروحاني الذى يعالج الناس من الأمراض المستعصية وقتل على يد اعدائه ثم قام الجبلاوي بنقل الجثة من الحارة الى داخل البيت الكبير وبعد قتله تجمع الناس غضبا من قتله وقاموا بالهجوم على الفتوات ودمروهم واقاموا العدل بالرحمة .
قاسم ويرمز به الى ابا القاسم رسول الله محمد وقومة (الجرابيع) جاء في حي كان يدعى حي الجرابيع فأعلى شأن قومه، و كان له أصحاب، و تزوج نساء كثيرات ونشأ يتيما ثم كيف تعرف على السيدة قمر التي تزوجته رغم انها اغنى منه وساندته وعلاقته بصادق (الصديق ابى بكر) وحسن ابن عمه (على ابن ابى طالب) وهجرته الى حارة اخرى ثم عودته ومسامحته لأهل حارته الذين اهانوه
قاسم جمع بين منهج جبل ورفاعة اي انه فرض العدل بالقوة ولكن بعد ان جمع اهالي الحارة بالرحمة وتجمع خلفه المستضعفون في الحارة املا في تقسيم الوقف عليهم ثم مات القاسم وأتباعه
وتم تسمية كل حي من احياء الجارة باسم الابرز من ابنائها اشارة الي اتباع الديانات الثلاثة وقامت الصراعات بينهم (صراع اصبح دينياً)
الابن الاخير عرفة نسبة الى المعرفة والعلم فليس جبلياً، أو رفاعياً، أو قاسمياً (ليس يهودياً، مسيحياً، أو مسلماً)
ولم ينسبه كل فريق إليهم وعدم معرفة نسب عرفة: لان العلم لا جنسية له ولا دين.
فقد دخل (عرفة) بيت الجد الجبلاوي يريد أن يطّلع على السر (الكتاب) وقتل أحد الخدم وسرق الكتاب (معرفة اسرار الكون) وبسبب ذلك مات الجبلاوي بالسكتة القلبية ، ويقصد نجيب محفوظ جهلنا وعجزنا ام أشياء كثيرة في الكون يجعلنا نعتقد ان الله موجود لكن عندما نصل الي اسرار الكون بالعلم ستموت فكرة وجود الله بالسكتة القلبية وان الصراع بدلاً من ان يصبح صراعاً دينياً سيصبح صراع علي العلم
ولا شك اتتا تسير في هذا الاتجاة وهذا افضل لا الصراع الديني ليس له نهاية ويهدف الي افناء الآخر ليسيطر دين علي الآخر طمعا في النصر او الشهادة اما الصراع علي العلم له نهاية وله عقل فعندما كانت هناك حرب الباردة بين روسيا واميركا لم يستخدم ايا منهم القنابل الذرية والهيدروجينية لافناء العالم
اما اذا كان الصراع دينيا فهو صراع بلا عقل الكل سيسعي لافناء الاخر وسيستخدمون هذة الاسلحلة بغباء لو امتلكوها ظنا منهم انهم يتقربون الي الله ويحمون دينة مع ان الديانات الثلاثة من عند الله فكيف يجعلنا الله نحارب بعضنا البعض ويسلط بعضنا علي الآخر ويقرب مرة هذا الشعب ويجعله شعب الله المختار ثم يتركة ويختار شعباً آخر ويسلطة علي الشعب الاول وهكذا دواليك؛ اسرائيلستان الكبرى!.
سميرة الغامدي العراقي- شاطىء القنال الإنجليزي في 11 ك1.
#سميرة_الغامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصمة عاصمة العراق الاقتصادية بصرة الخير
-
قرن على حجب إقليم البصرة (1914-2014م)
-
إقليم البصرة
-
في بَدْء إطلالة «الحوار المُتمَدِّنِ»
-
الخلفية الدينية لزملاء الحوار المتمدن
-
الحَنِيفية
-
ألمانيان من واديي الرافدين والنيل والموصل
-
.. وَاشْتَعَلَ رأْسُ سَعدي يُوسُف شَيْباً
-
العراق يحرم العنصرية- الطائفية
-
كل مُؤهلات الشيخ محرك البحث Google
-
لماذا يجهل العلماني إنسانية جيفارا الإسلام؟
-
حملة قانون حُرِّيّة التعبير في العراق «تكميم الأفواه»
-
خبر وتعليق
-
ذكرى اغتيال (كريم بلقاسم)
-
شاهد بعثي سوري عراقي
-
عين العرب «الإسلام»
-
عشق «المُحدَّث»
-
مُحدَّث Speaker
-
بطش وحش داعش غش يغشانا
-
العِراق وحدهُ أنصف كُرْدَه!
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|