صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 12:00
المحور:
الادب والفن
كي نفصلَ عنكَ شوائبَ الحياة
19
بكاءُ الرُّوحِ
احتراقٌ دائمُ الاشتعال!
قحطٌ إنسانيّ
متغلغلُ في عظامِكُم
في رؤاكُم
شراهةٌ مريضة
شائخة
مُتفشّية في دمائِكُم!
إنّي لَمْ أرَ ولَمْ أسْمَعْ في حياتي
حيواناً مفترساً
يقتلُ حيواناً آخر
من نفسِ الفصيلِ!
لَمْ أرَ ذئباً يَقتِلُ ذئباً ..
ولا أفعى لدَغَتْ أفعى!
لا يرى ذاتَهُ من الدَّاخل ..
حالَمَا يراها يهربُ منها بعيداً ..
يعيشُ كالبهائمِ
يُحرِّكُ أعماقَهُ شيطان ..
لا يتوانى دقيقةً واحدة
عن تفريغِ سُمُومِهِ
في قُلُوبِ الآخرين ..
نسى أو تناسى
أنَّ الآخرينَ من لحمٍ ودمّ!
إنّي خسرتُ الرِّهانَ ..
خَسَرْتُ الرِّهان!
أتموتُ أغصانُ الرُّوحِ
قبلَ أن يَحُلَّ الوئام؟!
أيُّها الإنسان
أنتَ بحاجة إلى محرقة! ..
محرقة تُطهِّرُكَ من الدَّاخلِ
مِنَ السُّمومِ العالقة
في جنباتِ روحِكَ ..
تحتاجُ إلى محرقة
ولا كلَّ المحارق!
تُضاهي شراراتُـهَا المشتعلة
شُرُوْرَكَ المستفحلة
منذ أن تشكّلَتْ كينونَتُكَ
على وجهِ الكونِ!
تحتاجُ إلى اِشتعالٍ دائم
إلى اِحتراقٍ مُتواصل
إلى درجةِ الذَّوبان
كي نفصلَ عنكَ شوائبَ الحياة
كي نصفّي معاصيكَ ..
نرمي الشُّرورَ العالقة
المتوالدة حولَ خاصِرَتِكَ
عبرَ محطَّاتِ الحياة!
... .... .... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟