|
القمة (الخليجية 35 ) .. هي القمة العربية الأولى في الاتجاه الصح باستعادة مصر ......!!!
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مصر والسعودية هما الكيانان العربيان اللذان لا غني للعالم العربي عنهما، شعوبا ودولا وأحزابا، إن كنا يمينيين أو يساريين ، علمانيين أم إسلاميين ...!!!
هذا لا يعني عدم نقد سياساتهما ، يمينية كانت أم يسارية علمانية كانت أم إسلامية ، أم ما بينهما كما هو واقع الحال بالنسبة للبلدين العربيين الأكبر، فلا نستطيع تصنيف النظامين العربيين منذ أكثر من نصف قرن سوى أنهما نظامان محافظان ، إن كان ناصريا قوميا (يساريا ) كنموذج الدولة الناصرية والساداتية والمباركية والسيسية فهي ليس علمانية، وإن كان سعوديا شديد المحافظة القبلية والعقائدية السنية بما فيها (الوهابية) الاسلامية، فهو ليس نظاما دينيا على الطريقة ( الثيوقراطية الإيرانية ) ...
إذن النظامان فيهما منسوب متوسط للبنية الثقافية السياسية العربية بين (المحافظة والحداثة )،مع الاختلاف في درجة تطور البنية الاجتماعية المدنية والحضرية والصحراوية بالنسبة للمجتمعين المصري والسعودي ...ولذلك ليس مصادفة أن يكون النظام الداعم للتيار (الأخواني بل والعروبي ) متنقل بين العاصمتين : القاهرة والرياض ...
وليس مصادفة أن يكون المصنوع البريطاني- الإسرائيلي التنين المؤسس للأسدية في سوريا، هو اللاعب الأول على العروبة باسم (كامب ديفيد السادات)، ليؤسس للبعثية الطائفية -الإيرانية ، باسم محور الممانعة والمقاومة الذي يعلن عداءه لإسرائيل باسم اتهام مصر بالتبعية والصلح مع إسرائيل حتى هذه اللحظة التي تضرب فيها دمشق دون حتى الاحتجاج اللفظي الفولكلوري المألوف عادة ،عن ( تحديد ساعة الانتقام القادمة في الزمان والمكان ) ..
وذلك بالتوافق والتزامن مع الصمت المطبق لقائد المحور الممانع والمقاوم (الايراني ) ، بعد تحطيم إسرائيل للبنان باسم ألاعيب المقاومة الحزب اللاتية التي تحولت غلى سياج حراسة لإسرائيل... بل وتدمير غزة عدة مرات باسم الدعم الاسلامي الايراني لحماس ...وسط اتهام العرب اسديا وإيرانيا وحزب لاتيا (مصر والسعودية )، بالتخاذل والتخلي عن القضايا القومية العربية ) وتصدر إيران للدفاع عن العروبة والقومية العربية والعرب وفق الخطاب البعثي القوموي الطائفي العروبوي (الإيراني المقاوم ) الذي انتقل من الالتفاف حول بغداد صدام إلى الالتفاف حول ولاية فقيه إيران من قبل أيتام صدام والبعث الأسدي الطائفي ..
ولذا أعلنا صراحة وعلنا أننا مع مصر والسعودية ( المحافظتان ) ضد إيران (الخلاعة الثورية الأسدية والمالكية والنصر اللاتية ) ، وكشفنا من حينها عام 2006 كذبة حرب حزب الله ضد إسرائيل، وقلنا أنها حرب في خدمة المشروع التوسعي الإيراني الأخطر من التوسعية الإسرائيلية على الهوية العربية والإسلامية ...وذلك لأن التوسعية الإسرائيلية غير قادرة على الاختراق الديني الطائفي للمجتمع العربي الاسلامي باسم اسلام آخر طائفي شيعي يرعاه الفرس قوميا وانتقاميا منذ لحظة الاسلام الأولى .. وذلك بدءا من اغتيال (الفاروق عمر) قاهر المجوس وهازمهم، حيث كان اغتياله غدرا ونذالة قومية فارسية دنيئة، على يد الغلام المجوسي (أبولؤلؤة ) الذي يتمتع بمكانة قدوسية اليوم لدى الإسلام الولايتي (المقاوم مع حزب اللات الإيراني والمالكي الطائفي الصغير !!) ، حيث تسمى المساجد الكبرى (المجوسية الإيرانية الطائفية الشيعية ) باسم أبي لؤلؤة رغم أن شيخ الاسلامي الأخونجي (القرضاوي ) عاتبهم على على ذلك في احد المؤتمرات الاسلامية التي يرأسها ،وذلك على حد تعبيره على قناة الجزيرة ... حيث لم يدافع عن عروبة إسلام مصر في وجه الإيرانيين وفي الزمن الأخواني (مرسي) سوى الأزهر الشريف، قلعة الهوية الاسلامية العروبية لمصر وللعالم العربي والإسلامي، المتهم بالتخاذل (والتطبيع والكامب ديفيدي)، من قبل العروبية الأسدية والإسلام الإيراني ... إذن نحن المستقلون المدنيون الدستوريون الديموقراطيون العرب، مع مصر الدولة والسعودية الدولة على طريق التحول الوطني الديموقراطي الدستوري المدني للدولتين الركنين في العالم العربي، بغض النظر عن أحزابهما وأنظمة حكمهما المحافظة (قوميا أو إسلاميا )... إذ نحن أقرب وأكثر انحيازا لخط الاسلام الوطني الدستوري الديموقراطي الحداثي الذي أسسه الإمام محمد عبده من خلال تأسيس منظومة الأزهر الشريف الممثلة لروح الاسلام المدني المعتدل، والحامي لروح الأمة في مواجهة كل ظروف المتغيرات العالمية عبر العصور، من خلال المصالحة مع العالم والتكيف مع روح العصر في كل زمان ومكان ...
وهكذا نفهم قاعدة (صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان)، أي في قدرته على (انتاج هوية الاسلام "كصيرورة" متجددة بتجدد الأزمان، وليس الاسلام "كهوية ثبات" وجمود وعزوف وانكفاء وتوغل في الغربة والتغرب عن العصر وسيرورة الأحوال، التي تتجدد وتدور الأحكام بتغير أزمانها ودوران أحوالها ...حيث من المحال ثبات الأحوال ....
هذه النظرة تضعنا في الخط المدني الدستوري الديموقراطي للإمام محمد عبده كما شرحنا ذلك مطولا في كتابنا الموسع عن ( محمد عبده إمام الحداثة والدستور ...الذي أصدره مركز الأبحاث العراقي منذ عشر سنوات تقريبا .... وذلك بالتعارض مع تلميذه الانقلابي الشمولي ( حسن البنا ) المؤسس الأخواني ...
إن أهم منجز للقمة الخليجية، هو التوجه لمصالحة مصر واستعادتها الضرورية للمنظومة العربية، وهذا ما نتمناه على الرئيس أردوغان الذي يعول عليه وعلى حزبه ودولته التركية في قيادة نموذج الدولة الاسلامية المدنية العلمانية الديموقراطية الدستورية، بغض النظر عن الخط السياسي لأي نظام سياسي مصري أو سعودي ..حيث يمكن لحزب أردوغان (العدالة والتنمية) أن يتعاطف ويؤيد شقيقه الأخواني المصري او اي اخواني آخر.. لكن من خلال الحفاظ على المسافة الضرورية، بين تركيا الدولة ومصر الدولة والسعودية الدولة، بغض النظر عن هوية السلطة أخوانية كانت ام عسكرية ....
وذلك وفق ما وصلت إليه القمة الخليجية، التي ستكون أقوى ضد المشروع الإيراني الطائفي التوسعي المدعوم أمريكيا حتى ولومؤقتا لأسباب أمريكية قد يطول شرحها في هذا السياق .. وذلك فيما لو وقفت إلى جانب توجهات هذه القمة الخليجية تركيا ، والرمز الأردوغاني الذي يستحق أن يرتقي بدوره إلى مستوى قائد لمشروع إسلامي مدني ديموقراطي في العالم الإسلامي من خلال اللقاء مع مصر الدولة والسعودية الدولة ، وليس مع حزب أخواني تقليدي سلطوي تقليدي عتيق تخطته حتى المنظومة السعودية ( المحافظة )، مهما كبر وعظم شأن -الأخوانية- مرحليا في زمن استعصاء الربيع العربي والشرق أوسطي الديموقراطي ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع المدني العراقي: يرد على الارهاب بصوت مفتي العراق ...
...
-
هل يمكن الحوار والتسوية الدولية مع داعش !!!
-
كيف نحكم (وطنيا –عربيا )، على مؤيدي حزب الله (الشيعي العربي
...
-
ذهب الذين أحبهم ...وبقيت مثل السيف فردا !! ذهبت رضوى عاشور ل
...
-
الأورينت : ونشرها لمقالات عنصرية معادية للعرب والإسلام ورموز
...
-
ويسألونك - كيف يمكن للدكتور (عيد) اليساري العلماني أن يكون ر
...
-
ما الفرق السياسي والأخلاقي بين الشيوخ الأسديين ...بدءا من كف
...
-
التقرير الاعلامي للمخابرات الأسدية (المشيخية السلطانية البعث
...
-
نعم (الإسلام قد جب ما قبله) ----لكن ذلك لا يعني قبول صيغة :
...
-
نعم (الإسلام قد جب ما قبله) ----لكن ذلك لا يعني قبول صيغة :
...
-
تمزقات العقل الوطني السوري .. وعجزه عن التوحد الفكري والثقاف
...
-
الدعوة إلى ( هدر دم كل معارض مفاوض، يعترف بشرعية عصابات المي
...
-
هل العلوية مذهب طائفي أم مذهب فلسفي!!! ؟؟؟ ليس في تاريخ الطا
...
-
أكراد سوريون وطنيون ...وأكراد أجانب غير سوريين ....يتصارعون
...
-
تاريخ لأكراد من منظور بعثي فولكلوري (معارض!!!)... ما بعد الث
...
-
ملائكية الخلافة الإسلامية لدولة قطر العظمى !!!!
-
هل يمكن التمييز بين الأخوان المسلمين و ( داعش )، بعد هذه الح
...
-
الموقف التركي في إنشاء (منطقة عازلة – آمنة ) في شمال سوريا ي
...
-
هل فشلت الثورة والنظام ؟؟؟؟ نعم فشل النظام ............لكن ا
...
-
تحية للجيش الحر لاستجابته لنداء الضمير السوري لعين العرب (كو
...
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|