|
حورس صقر مصر ينتصر علي اليهود مرة أخري ( 1 )
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 02:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بقلم/ عمرو عبدالرحمن الحرب العالمية التي تدور رحاها ضد مصر الآن، الموجهة ضد بلادنا عبر عدة جبهات في نفس الوقت، وينفذها أعداء الحياه من الماسون والصهاينة وأذرعهم الإرهابية واللوبيات العميلة من ليبراليين واشتراكيين ثوريين وغيرهم، لا ينبغي أن تصرف أنظارنا عن رأس العدو، وهو القابع في "تل أبيب".
إنها "إسرائيل" الدولة التي صُنعت بأيدي الماسون القذرة، وعلي رأسهم أسرة "روتشيلد"، لكي تكون كالحربة في قلب فلسطين وفي خاصرة قائدة العرب : مصر.
حيث وبحسب مصادر تاريخية موثقة، كانت عائلة روتشيلد هي أول من تبني فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين لسببين : أولاً: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى أوروبا، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاههم، فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيدا عن مناطق المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد. ثانياً: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907 م، والمعروف باسم تقرير بانرمان –وهو رئيس وزراء بريطانيا حينئذ- الذي يقرر أن منطقة شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة –حضارة الرجل الأبيض- ولكن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، ومن ثم يجب العمل على عدم نقل التكنولوجيا الحديثة إليها وإثارة العداوة بين طوائفها، ومن ثمَّ تقسيمها...
تماما كما حدث لاحقا من خلال اتفاقية "سايكس بيكو" الأولي، أوائل القرن العشرين، ثم بمؤامرة "سايكس بيكو" الثانية، الشهيرة باسم الفوضي الخلاقة، أو الربيع العربي.
كان "ليونيل روتشيلد" (1868-1937 م) هو المسؤول عن فروع إنكلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنكلترا وتقرب إليه كل من حاييم وايزمان -أول رئيس لإسرائيل فيما بعد- وناحوم سوكولوف ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، ولم يتردد ليونيل بل سعى بالإضافة لاستصدار وعد بلفور إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى, وقام "جيمس أرماند روتشيلد" (1878-1957 م) بجمع المتطوعين له ثم تولى رئاسة هيئة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتولّى والده تمويل بناء المستوطنات اليهودية في فلسطين والمشاريع الاستعمارية ومنها مبنى الكنيست الإسرائيلي القائم حتى الآن في القدس. وقد تم إصدار وعد بلفور بعد تقديم عائله روتشيلد مساعده ماليه ضخمه لانكلترا التي كانت على وشك اعلان هزيمتها على يد الالمان وكذالك اثرت عائلة روتشلد على الراي العام الأمريكي بحكم ماتملكه من وسائل اعلام وبالتالي وعد بلفور هو رد الجميل لعائلة روتشيلد.
وكان "إدموند روتشيلد" (1845-1934 م) -رئيس الفرع الفرنسي- من أكبر الممولين للنشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين، حيث دعم الهجرة اليهودية إليها، فقام بتمويلها وحمايتها سواء سياسياً أو عسكرياً، ثم تولى حفيده -ويسمى على اسمه "إدموند روتشيلد" (من مواليد 1926 م)- رئاسة لجنة التضامن مع إسرائيل عام 1967 م، وقدّم استثمارات ضخمة لإسرائيل خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
ولا ينبغي أن ننس هنا تلك الصفقة الماسونية القذرة الني عُقدت بين بريطانيا و المنظمة الصهيونية أثناء الحرب العالمية الأولى حيث قام رئيس المنظمة الصهيونية حاييم وايزمان الذي خلف تيودور هرتزل بإستخراج مفعول النيتروجلسرين لتطوير المفرقعات التي كانت تستخدم في الحرب و هي التي ساهمت في نصر بريطانيا في الحرب فيما بعد حيث كان وايزمان أستاذًا في مجال الكيمياء الحيوية .بناءً عليه أرسل جيمس آرثر بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد مفادها الآتي:
" وزارة الخارجية البريطانية 2 نوفمبر 1917 عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح " .
المخلص / آرثر بلفور
عرضت الحكومة البريطانية نص الوعد على الرئيس الأمريكي ودروو ويلسون و وافق على محتواه قبل نشره و وافقت عليه رسميًا كلاً من فرنسا و إيطاليا عام 1918 ثم تبعها الرئيس الأمريكي ودروو ويلسون رسميًا وعلنيًا عام 1919 و كذلك اليابان يوم 25 أبريل 1920 ، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 يوليو عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923 و من هنا بدأت الهجرات الإستيطانية اليهودية تتابع على أرض فلسطين قادمةً من روسيا و أوروبا الشرقية تحت رعاية الإدارة العسكرية البريطانية الحكامة في فلسطين المعروفة ب(الإنتداب البريطاني على فلسطين).
الصقر حورس والغربان اليهودية
من هنا فإن المواجهة العسكرية المصرية - الإسرائيلية قادمة . قادمة، والعدو الصهيوني مهما حاول زرع أجنحة حمائم السلام، فهو لن يغير حقيقة أنه الغراب الأسود الذي يترصد الصقر المصري، حورس ...
والمواجهة بين الجيشين المصري والإسرائيلي، تفرضها أيضا حقيقة استراتيجية وتاريخية، مفادها أن السيطرة علي منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم سوي بالقضاء علي مصر، أو علي الأقل إخضاعها، ونحن هنا أمام سيناريو تلمودي منقوش علي جدران الكنيست "الإسرائيلي"، بين دفتي خريطة ممتدة من النيل إلي الفرات، ما يعني أن النقش أبعد وأدق من مجرد خريطة، وإنما هو شعار مرحلة والتزام سياسي وعقيدة عسكرية، بل ودستور كيان محلي وعالمي بأكمله.
ومواجهة "أسطورية" كتلك ربما من المفيد أن يلزم معها استعادة تاريخ المواجهات العسكرية بين المصريين والإسرائيليين، ليس فقط من منطلق مقولة مأثورة، أحيانا فقط ما تصدق، وهي أن التاريخ يعيد نفسه، مع أنها مردود عليها بمقولة أخري هي أن الماء لا يجري في نفس النهر مرتين، ولكن في محاولة لاستلهام معطيات تاريخية وإنسانية وعسكرية واستراتيجية ولوجستية، بقيت ثابتة علي مر العصور، والتي تصب جميعا في نتيجة واحدة هي أن التاريخ العسكري اليهودي لا يتضمن سوي سلسلة من الهزائم المخزية، في مقابل قليل من الانتصارات التي لم تكن لتتحقق سوي بتحالفهم الوثيق إلي حد الشراكة مع القوي العظمي في كل العصور، وإما بمساندة إلهية، عبر نبي من الأنبياء - عليهم السلام - حينما كان اليهود لازالوا شعب الله المختار، وقبل أن ينزل عليهم غضبه، بقتلهم الأنبياء الواحد تلو الآخر، وآخرهم المسيح "عيسي بن مريم" - عليه السلام - الذي أنقذه ربه من بين أيديهم في اللحظات الأخيرة، قبل أن يزهقوا روحه كما فعلوا مع غيره من الأنبياء.
ويذكر التاريخ في هذا السياق، كيف أن خذل اليهود نبيهم "موسي" - عليه السلام - حينما دعاهم إلي قتال أعداء الله، فكان ردهم: "اذهب أنت وربك فقاتلا. إنا ههنا قاعدون".
كما يذكر التاريخ المعركة الأشهر التي حقق فيها جيش يهودي انتصارا حقيقيا، بقيادة الملك النبي "داوود" - عليه السلام - قد شهدت عجز الجنود عن مغالبة عطشهم ومخالفتهم أوامر قائدهم، بالامتناع عن الشرب في طرقهم للموقعة، فما صمد معه إلا القليل من جيشه، الذي انتصر في النهاية، علي أعداء الله. ينبئنا التاريخ كذلك كيف كانت القدس وقت أن سكنها اليهود، مرتعا لجيوش البابليين والفرس والرومان جيشا بعد جيش، وغزوا بعد غزو، دون مقاومة تذكر أو بطولة رصدتها السجلات العسكرية القديمة، أو حتي اسم لبطل أو قائد يهودي خاض وجيشه المعركة ببسالة ونال شرف الموت في سبيل الدفاع عن الوطن.
وربما من أجل ذلك استحق اليهود ذلك الوصف العسكري الدقيق الذي ذكره القدير - عز وجل - في قرآنه الكريم، بقوله: "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر"، وذلك مثل خط بارليف الدفاعي الذي شيدوه أواخر ستينات القرن الماضي رغم أنهم كانوا بزعم قادتهم "الجيش الذي لا يقهر"، أو تحصنهم بمدنهم ومخابئهم في حين تتحمل القوات الجوية الجانب الأكبر دائما من عبء المعارك حتي الآن، بعيدا تمام عن فكرة المواجهة وجها لوجه، كما حدث في جميع المعارك الحربية التي جرت بين جيشي مصر و"إسرائيل" خصوصا في حرب أكتوبر، حيث وعلي الرغم من أن "إسرائيل" سرعان ما استعادت توازنها عقب الضربة الجوية الساحقة بدعم عسكري أميركي غير محدود، إلا أن وقائع معركة الدبابات الكبري بين الجيشين وكذا معظم المعارك الجوية التي دارت رحاها - وجها لوجه - بين الطيران المصري ونظيره "الإسرائيلي" وعلي الرغم من التفوق الإسرائيلي المضاعف من حيث كفاءة وتطور السلاح والتدريب، إلا أن الغلبة غالبا ما كانت للمصري.
بل إن الانتصار في المعركة الوحيدة من حرب أكتوبر، الذي تحقق للجيش الإسرائيلي، لم يكن ليحدث إطلاقا لولا دعم فائق التقنية من جانب الحليفة الأبدية "أمريكا"، بتسريب معلومة عبر أقمارها الصناعية العسكرية إلي الحليفة الدائمة "إسرائيل" عن الثغرة التي وجدت بين الجيشين الثاني والثالث.
كما أن كافة الانتصارات التي حققتها العسكرية الإسرائيلية في حروبها ضد لبنان وفلسطين، علي مدي جميع العقود القليلة الماضية، لم تكن لتحدث لولا المعونة الأميركية الضخمة، التي يتم ضخها كل عام لمخازن السلاح الإسرائيلية، إلي جانب السلاح النووي الذي كان لحليفة أخري هي "فرنسا" الفضل في بناء ترسانته المخيفة، بدءا من تشييد مفاعل ديمونة، الذي لا زال يحظي بتساهل أو تجاهل يبدو وكأنه متعمد من جانب المؤسسات الدولية، وعلي رأسها "وكالة الطاقة الذرية"، التي لا تري سوي النووي الإيراني أو الباكستاني، أو قد تؤسس لوهم امتلاك أعداء "إسرائيل" لأسلحة الدمار الشامل تمهيدا لمحوهم من علي وجه الأرض، كما حدث مع العراق وجيشها الذي كان أحد أقوي جيوش العالم عتادا وعدة.
خلاصة القول هنا، أن التاريخ العسكري اليهودي القديم والحديث لا يسجل انتصارا واحدا ولا بطلا خالد الذكر ولا جيشا قادرا علي حماية حدود الوطن، أي وطن حتي ولو كان هذا "الوطن" مسروقا أو مُحتلا.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التركماسون
-
سبع أدلة تفضح أكذوبة تسريبات إخوان الإرهاب
-
مصر انتصرت في أولي معارك الحرب العالمية الثالثة
-
عندما أعلنها صقر مصر مدوية: إما نحن وإما (إسرائيل)
-
اشتعال صراع الحضارات بين -HAARP- أميركا وأهرامات مصر
-
3 ضربات زلزالية تلقتها مصر بسلاح (HAARP) في 24 س
-
أميركا قررت قصف مصر بالنووي
-
ليلة الألف نجمة ونجمة: ميلاد مملكة داوود الماسونية!
-
أجيال الحروب السبعة
-
سنقطع أصابع إسرائيل وأذرع داعش ولسان حماس
-
البرادعي يقود مخطط الإخوان والأمريكان لاحتلال مصر
-
الهرم والهارب -HAARP- وبينهما تسلا (مصر تحت القصف)
-
ذوات الرايات الحمر - داعش ستايل
-
عمال العاشر من رمضان في انتظار جودو
-
الأناركية والاشتراكيون الثوريون: ماسون العصر
-
المنظمات الحقوقية (المصرية) تحمي حقوق الإرهاب في الأمم المتح
...
-
يناير: الخدعة الكبري
-
مؤامرة ماسونية لقتل مصر ورئيسها
-
جبل الحلال في قبضة جيش مصر
-
اعترافات ثائر سابق
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|