أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - إشكاليات الثقافة العراقية














المزيد.....

إشكاليات الثقافة العراقية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


إشكاليات الثقافة العراقية

من أهم إشكاليات الثقافة العراقية في الألفية الثالثة تتمحور حول ما كان وما يكون , ففي المحور الأول هناك تراكم تأريخي من عوامل ذاتية أجتماعية وفكرية ذات جذور تتعلق باللغة والدين وتحديد مفهوم الثقافة والتي لم تحسم برغم الكم المعرفي والفكري التي أنتجته الذاكرة الثقافية العراقية , فهي مشتتة بين الأنتماء الفطري للجغرافية والتاريخ العراقي الموغل بالقدم وبإنسانيته وريادته وبين العامل الديني والأجتماعي الذي صاغ توجهات بنيوية في مفرداتها تعارض بين كونية الثقافة العراقية من جهة وكونية أن تكون مؤدلج دينيا وأجتماعيا لمصلحة تيار فكري هو أصلا يخوض صراع مزدوج فيما بينه أولا وبين الخارج ثانيا.
الصراع الوجودي للغة بأعتبارها الوعاء المادي للثقافة والفكر مع تزاحم اللغات واللهجات وما نشأ من تطور وتبدل في الدلالات والبناء الكيفي وما رافقه من أسقاطات ساهمت هي الأخرى بنشوء ثقافتين متداخلتين الأولى تتحسس الواقع وقريبه منه ومعبرة عن جوهرية الذات العراقية , وبين أخرى مطلوب منها أن تنتمي لكلية أكبر وتتقيد بواقع قد لا يكون بالضرورة يحمل مصاديق عراقية , فنشأ نوع من الأغتراب والغربة بين العراقية البيئية والعربية الجامعة والتي أثرت كل منهما بالأخرى ولكن كان العنصر الثقافي العراقي هو ضحية إشكالات في الجزء الذي انعكس سلبا عليهما .
هذا فيما كان أما ما حدث بعد 2003 فقد وجدت الثقافة العراقية نفسها في خضم إشكالية حقيقية أكبر من قدرتها على الأستجابة الطبيعية, بالقدر الذي عانت فيه من التغييب والغربة والتهميش وجدت نفسها في فراغ ولد من دون إرهاصات حقيقية للتطور نحو فضاء ديمقراطي يحرر الثقافة من الخوف والانزواء ومحاولة عدم مواجهة السلطة والتستر خلف شعارات شخصية وأحيانا شعارات لا تنتمي للعراق لا في التاريخ ولا في الحاضر .
هنا كان على المثقف أن يجرب ويمزج ما يمكنه من مزجه في محاولة الكشف عن الوعي وعن صورة المستقبل الثقافي وما يربطه بالوضع العام سياسيا وأجتماعيا وحتى مصيريا , بغياب الرؤية الناضجة وتبدل الخنادق الفكرية لم تنجح الثقافة العراقية للآن أن تسترد وعيها ولم تنجح في لملمة وجودها الحقيقي وبسط أثرها على الواقع , وظلت تتخبط بالكثير من التجارب فشل الغالب منها ولم ينجح إلا القليل الذي لم يجد حاضنة حقيقية لا مؤسساتية ولا فردية لتبني هذا الصوت الجديد .
المطلوب اليوم من الثقافة والواقع الثقافي والمؤسسة الثقافية العراقية أن تعي أن التبدلات والتحولات التاريخية لا يمكنها أن تتوافق مع نمطية تقليدية في إدارة ملف الثقافة بل بحاجة إلى عصرنة حقيقية ومثالية وعملية في ذات الوقت تدير وتقود عملية التبلور والتجسيد الواقعي للأثر الوجودي وهذا يتطلب منا كطبقة تنتمي لما يسمى مجتمع ثقافي الخروج من دائرة رد الفعل والانتقال إلى مرحلة الإبداع الخارج ع التقليدية والخارج عن صفات ومواصفات ما قبل 2003وعلينا إعادة رسم دائرة الوعي والتأثير وتسخير الفكر والتاريخ والبيئة واللغة وكل ما تحمل الأدوات من ممكنات لاجتياز حالة التبدل والتحول وطرح البديل الحضاري بدل البديل الشخصي المحلي .
من هنا يمكننا ان نؤشر عمق الاشكالية البنيوية للثقافة العراقية و التي تتلخص بجانبين احدهما ذاتي محظ يتمثل بغربة الثقافة عن الواقع حيث تعيش الثقافة في وادي و الواقع الانساني الاجتماعي المحلي في واد اخر مما يشكل نوعا من الانفصام بين الواجب و الوظيفة من جهة و بين قيقة التجسيد وهذا يعود بالسبب الاساسي العام الاول الذي شرحناه سابقا .
اما الركن الثاني للإشكالية هو الموضوعي الذي يعكس تناقضات الواقع الاجتماعي للإنسان العراقي مع محددات الزمن وحركته المستمرة للأمام , هناك الكثير من الاحباطات و الخيبات و عوامل التعطيل التي كبلت حركة المجتمع نتيجة لكم هائل من الصراعات و التحديات التي فشل فيها المجتمع لعوامل عديده من ان يتجاوزها بنجاح ويكسب فرصة للتسارع مع الزمن .
هذا الحال لا ينكر ان الثقافة العراقية طرحت نماذج فكرية و انسانية في غاية السمو و النضج وقادرة على ان تتوافق مع المزاج الدولي العالمي و تتناغم معه على اسس من فهم قيمة الانسان و دوره في احداث الانعطافات و التحولات الكبرى سواء أكانت تاريخية أم مصيرية .
الثقافة العراقية غير عاجزة و لا متعاجزة ان تمنح الوجود اثراء حقيقي و تفاعل ويرتقي الى مصافي الثقافات الانسانية بشرط منح الثقافة و المثقف فضاء من الحرية و الامكانية الطبيعية للتحرر من اطار الخوف و القداسة و الماضوية و الشخصنة الغير مبررة على مستوى الفكر او على مستوى النص , انطلاقا من هذا الفهم نرى ان الحلول لا يمكن البحث عنها خارج نطاقات المؤسسة ذاتها و خارج فهم الثقافة لإشكاليتها المزمنة و هي اشكالية وجودية و اجتماعية اصلا تتعلق بالمجتمع و تنعكس ع الثقافة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب
- محاولات لكبح الجنون
- العقل والنتاج المعرفي
- نحن والربيع الأوربي , نسخ تجربة أم تقليد لظاهرة
- البصمة الأولى
- التحولات الكبرى في الصراع بين الأعراب والإسلام من محمد ص إلى ...
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح2
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح1
- أنا والسبعين
- مهمة الفكر في تحرير الإنسان
- التراث العراقي المنهوب أمريكيا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - إشكاليات الثقافة العراقية