أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - واقعة جسر الأئمة














المزيد.....


واقعة جسر الأئمة


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 09:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


(سكان المنطقة الخضراء لا يعلمون)
لكل شعب من الشعوب عاداته وتقاليده وطقوسه الدينية التي يمارسها؛ ومن حق كل فرد او امة او جماعة اجتماعية دينية او عرقية ان تتمتع بحقوقها التي يقع في المقام الأول منها ؛ حريتها في ممارسة طقوسها الدينية او مناسباتها القومية بدون أي تدخل من أية جهة ؛ على أن لا تتجاوز على طقوس او رموز الآخرين .
إلا أن هذه الطقوس ما ان تحين مناسبتها حتى نرى إنها تتحول الا تظاهرة سياسية تقودها الجماعات الطائفية من اجل استعمالها كعصا غليضة تهدد بها خصومها السياسيين والدينيين وهكذا يختلط الحابل بالنابل حين يخلط او يتجاور المقدس والمدنس.
لقد أصبحت المناسبات الدينية مناسبات سياسية او كأنها مجال للتعبئة السياسية لهذا الطرف او ذاك؛ لا يراعي في هذا ذمة ولا ضميرا ؛ بل تصبح فضاءا للتضليل السياسي وخداع الجماهير المغلوب على أمرها ؛ فيتصاعد المد الطائفي؛ وتتحول الطائفة الى قبيلة او مجموعة من القبائل؛ تتصارع فيما بينها او مع غيرها من الطوائف ؛ يقود هذه الطوائف او قل القبائل جماعات الإسلام السياسي؛ من الأحزاب الدينية التي تصبح لديها هذه المناسبات والطقوس الدينية مجالا للتعبئة السياسية؛ وممارسة التضليل الجماهيري. والمؤسسة الدينية لا تعفى من المسؤولية والمحاسبة عن جدوى هذه الدماء التي سالت؛ وهي المحرك الفاعل؛ والممسك بقوة بمشاعر الناس؛ ولكنها لم تتدخل وبقيت بعيدة عن ممارسة دور التهذيب والتشذيب لهذه الطقوس والممارسات من اجل تحيينها؛ من خلال النظر للواقع بعين متفحصة؛ ومراعاة ما يمر به العراق من ظرف استثنائي؛ واخذ هذا بعين الاعتبار؛ وعدم الانجرار وراء الأحزاب الدينية ؛ والتماهي معها؛ فتتحول المؤسسة الدينية الى مؤسسة سياسية؛ فتصبح ابوتها التي تدعيها مثار جدل ؛حين تنحاز الى فئة دون اخرى.
إن ما حدث لايتحمل المسؤولية عنه العوام من الناس كما يسمون بل يتحمل مسؤولية ما حدث وبالدرجة الأولى النخب الدينية؛ وأولها الأحزاب الدينية التي تمسك بورقة الدين في المزايدات السياسية؛ على اعتبارها ورقة رابحة في مجال التعبئة الجماهيرية.
والا ماذا نسمي هذه الحشود المليونية في ظرف امني كهذا ؟ الم يراعى في تحشيدها الظرف الأمني المتأزم والخطير؟ ام هو رخص الدماء والاستهتار بأرواح الناس.
نحن هنا نتسائل بحزن من يتحمل مسؤولية الدماء التي سالت والأرواح التي زهقت على جسر الأئمة؛ أطفالا وشيوخا ونساء ؛ من جيش هذه الجيوش لتموت هناك ؛ ان من يتحمل المسؤولية هو من اراد ان يجعل من هذه الحشود وقودا لحربه مع خصومه ؛ من رقص على انغام طبول الموت؛وهو يعتبر ان هذه الحشود مؤيديه وناخبيه؛ يا لرخص الدماء؛ أيها الضاحكون على ذقون الناس؛ ايها المرابون المتاجرون بالدماء البريئة؛ ايها الراقصون على أنغام الطائفية؛ بدون حسبان لحرمة الدماء وقدسية المناسبة.
انهم لايعيرون اهتماما للدماء والأشلاء التي يحرقها الموت كل يوم؛ انه السباق وركوب مطية التاجيج الطائفي.
اين كانت الحكومة في يوم كهذا؛ بل أين الآلاف المؤلفة من الحرس الوطني والشرطة في يوم(واقعة الجسر)؛ اذا كانت الحكومة لا تستطيع توفير الأمان لشرطي واحد يسير في الشارع او يقف في تقاطع ؛ فهل تستطيع توفير الحماية والأمن والأمان لملايين الناس السائرين على الإقدام؟ ام ان الحكومة ورغم غضب الشعب عليها ورفضه لسياستها تريد ان تصور للعالم؛ ان هذه الملايين خرجت مؤيدة لها ومباركة إنجازاتها في انعدام وجود الغذاء والدواء والماء والكهرباء والأمان ؛ وسيطرة المافيات على مرافق الدولة.
ان ما حدث على جسر الأئمة مجزرة كبيرة لو حدثت في دولة تحترم حقوق الإنسان فإنها تشكل اختراق كبير لهذه الحقوق ؛ ولتعرض الكثير من المسئولين في الدولة للمحاسبة ابتدءا من رئيس الوزراء؛ ومسئولي الأجهزة الأمنية. ودولة الاحتلال (أمريكا) تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية وامن موطني الدولة المحتلة ؛ على وفق الأعراف والمواثيق الدولية.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق
- الحراك السياسي في العراق حضور القبيلة والطائفة _غياب المواطن ...
- أزمة المواطنة والهويات الفرعية
- الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر
- في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من ...


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شمخي جبر - واقعة جسر الأئمة