|
مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 21:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنا لا اتكلم عن المثقف الحقيقي و انما منحيبوا او يُحسبون عليه في هذه المرحلة . لان المثقف الحقيقي هو سيد بيته و يفرض نفسه على القاصي و الداني، و ياتيه الاخرين الى باب بيته و ليس بالعكس . و لو تابعنا تاريخ السلطات والعلاقة بينهم و المثقفين نرى ان السلطة هي من اتت الى المثقف الحقيقي او دعته مشكورا معززا مكرما، و كان المزيف هو المتلهف عند ابوابها دوما و هو محسوب عليه و مرحلته و سماته و ينفذ ما يؤمر به بحذافيره و لم يبدع الا القليلين منهم . و لا اتكلم عن الذين رعاهم و تبناهم السلاطين و الملوك و برزوا في زمانهم و ان كانوا ادنى ثقافة و امكانية و معرفة من مثقفي مرحلتهم، لانهم ليسوا بمثقفين و انما كانوا هم ممثلي السلطة لدى هذه الشريحة و الشعب ايضا . انني اتكلم عن زماننا و ما برز من مثقفي الصدفة كما هم سياسيو الصدفة و نعتوا بمختلف الالقاب و تاهوا بين باب الحانة و المانة، فلا هم مثقفون و لا سياسيون ليكون لهم دورهم الحقيقي في حياتهم، انهم ادوا ادوارا عينت و رسمت لهم لامور سياسية تهم سادتهم و امريهم . نحن سمعنا اسماءا عديدة و خرجوا ملمعين وبراقين من باب السلطة و كانهم يخرجون من الحمام لينفذوا ما كلفوا به من اهداف مختلفة و اغلبها سياسية بحتة و لكنها باسم الثقافة و لا تمت بالثقافة بصلة تُذكر . و خرجوا علينا من كل حدب و صوب و سخرت لهم السلطة امكانيتها ليلعبوا ما بوسعهم و امكانياتهم التي بذلوا من الجهد الذي عندهم بقدر المكافئات التي منوا و مدوا بها و ان كانت حساب على قوت الشعب . لقد طفح لنا عدد غير قليل من ما يمكن ان نسميهم ب(ما يسمى من المثقفين) بعد السقوط، منهم محللين سياسيين من مقتاتي ما تبقى دائما من فتات السلطة التنفيذية و ترحموا بهم خاضعين، ممن لهم سوابق بعثية او كانوا على عهدة الدكتاتورية و الطاغية بالذات، و نفذوا ما امليت عليهم اكثر مما طلبته منهم السلطة واعتادوا عليه ايام الدكتاتورية و افضل مما توقعته السلطة التنفيذية ذاتها، لكونهم ضعفاء النفس و الموقف لانهم كانوا ابواق السلطة الدكتاتورية السابقة ايضا . و منهم كانوا يتصفون بمثقفين و هم سياسيون و ادوا الدور حسب مقدرتهم ووفق ما تطلبته المرحلة و المهمة و المطلوب دون زيادة او نقصان و لكن ضمن الاطار دون مبالغة او زياة كما فعلها غيرهم للتغطية على سوابقهم و تاريخهم السيء . و منهم من كان سياسيا ذات موقف و لم يكن له سوابق حسنة او سيئة تاريخا ثقافيا او سياسيا، و اقحم نفسه بعالم الثقافة من اجل مورد و خبز عيشه و كانوا اصناف و انواع، فمنهم السياسيين المحسوبين على المثقفين و العكس ايضا . ما شهدته مرحلة المالكي من تلك الانواع فضيع جدا، لانهم ادوا ادوارهم بشكل مكشوف لانهم اما اقتنعوا هم او اقنعتهم السلطة بانها باقية لدورات اخرى متتالية بنفس الرئيس ( لا اعلم انهم اقتنعوا هل تتمد ام لاء ايضا ) . هؤلاء منهم من كان لاشيء و برزته السلطة لمهمة معينة و برز او بالاحرى ابرزته الماكنة التي وقفت خلفه من امكانيات السلطة السياسية ، و منهم كان صاحب امكانية ثقافية و لكن تاريخه فرض عليه الخنوع و استفادت منه السلطة السياسية ايضا ، و منهم من كان ضعيفا في الامكانية و لكنه صاحب تاريخ نظيف فاستغلته السلطة ايضا . كنا كل يوم نسمع باسم جديد منهم، و استغلت السلطة من كان لديه الامكانية و الجراة الادبية و صاحب لسان لبق ليس الا، و سمته باسم معين و من المفارقة انهم سميوا باسماء اكثرها سياسية، فهذا مراقب سياسي و ذاك محلل سياسي و هذا شاعر سياسي و ذاك شاعر شعبي و هذا كاتب سياسي و ذاك كاتب صحفي و هذا صحفي سياسي و ذاك صحفي مستقل و الى اخره من الاسماء الغريبة العجيبة الكثيرة التي اتقنت السلطة و من معها في صنعها تلفيقا و تزويرا . و ها اليوم بعد التغيير، نسمع من ينتقد بصوت خفيف و انين يريد ان يظهر بصورة مغايرة كي ينتقل الى ضفة اخرى و متراس اخر، و هناك من دخل السبات و ينتظر الفرصة و يحاول بالسر جاهدا ايجاد موقع و طريقة يتسلق بها الى السلطة ايضا و يعتقد انه ينجح ايضا . هكذا يسعنا ان نقول لحد الان ان رائحة بسيطة تفوح لحد اليوم من هؤلاء ليجدوا انفسهم في مجال يعيدوا مجدهم الفاني، ويمكن ان نسميهم يتامى المالكي الثقافية اذا صح التعبير . و لكن الخطير منهم استغلوا اية وسيلة مشروعة او لا للوصول الى ما يبتغون و منهم استخدم النساء كاسهل و اسرع الطرق لتنفيذ مرامه و هو في الحضيض تاريخا و قيمة و مكانة، فهل يمكنهم من اعادة الكرة . و على كافة المثقفين و من يحتسب عليهم ان يعتبروا ممن يتمهم السيد المالكي برحيله عن السلطة و كيف اصبح موقفهم ، و عليه، يمكن ان يعيد العراق للثقافة مكانتها بعدما يجد الفرصة اكبر ليعيد مكانته و هو في طريقه لاعادة مكانته السياسية و الاقتصادية و الثقافية و بالطرق الشرعية الملائمة . فالثقافة الحقيقية لا تمت بصلة باية سلطة و هي تبرز و تفرض نفسها اي كان يمتلكها و يتسم بها و باي اختصاص كان . و اعتقد انه لا مكان لمثل هؤلاء في العهد الجديد، فهل انا على الحق، ستكشفه الايام الاتية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
-
هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟
-
هل ينجح العبادي في تنفيذ مهامه ؟
-
من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟
-
توظيف امريكا للكورد بعد الاسلام
-
هل نصل الى مجتمع صحي بعد التغييرات المتتالية ؟
-
ماهكذا تورد يا السيد معصوم الابل
-
انسانية الكورد فوق كل شيء
-
هل يمكن لروسيا ان تلعب دورا اكبر في اقليم كوردستان ؟
-
امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق
-
مرحلة الرئاسات المتنفذة في المنطقة
-
من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
-
يريدون عض الكورد به كالكلب
-
من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
-
تمسكن كثيرا و لم يتمكن اخيرا
-
هل الايات القرانية حمالة الاوجه ؟
-
من يحكم العراق هو المومن و الفريضة العارفة
-
ربما التاريخ يعيد نفسه
-
ثراء شيوخ العشائر العراقية على حساب رجالهم
-
اين نحن في وضعنا الكوردستاني و الى اين نسير ؟
المزيد.....
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
-
منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر
...
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|