حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 15:26
المحور:
حقوق الانسان
كلنا نملك نفس العين..لكن لا نملك نفس النظرة !!
كلما ألمت بنا كارثة - كتلك التي تعرضت لها مؤخرا العديد من مدننا - أو اعترتنا ظروف حرجة ، وضاقت سبل النجاة بنا إلا ولجأنا إلى لوم المسؤولين على اختلاف أنواعهم وتفاوت مراتبهم ، وانهلنا عليهم جميعهم بالعتب ، إن لم يكن بالشتم والسب والتجريح ، دون أن نفكر ولو مرة في أن نتساءل حقيقة وبكل مسؤولية عن دورنا كفاعلين اجتماعيين خاصة في مثل هذه الظروف الحرجة ، أو أن نفكر في إلقاء اللوم على تقصيرنا في القيام بالواجب الذي يفرضه علينا الدين الذي نتبجح بتطبيق تعاليمه ، وتحتمه علينا قيم الإنسانية التي ندعي التشبع بأخلاقها ، وتلزمنا به الوطنية التي "نتفشخر" بالاتصاف بها أكثر من غيرنا ، والتطوع الذي لا تفتر ألسنتنا عن ترديده ، والذي مع الأسف تراجعت قيمه واضمحل مفهومه في مجتمعها .. أنها حقائق مروعة نفر منها ونتحاشاها لما تشكله من فضح لحقيقتنا أمام انفسنا وقدام غيرنا ، كما في مقولة نتشه : "أحيانا لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم"... وأنا هنا لا امارس دور المحامي -كما يمكن ان يتخيل البعض – ولا ادافع عن أي مسؤول من المنتفعين والمنتخبين من أصحاب المصالح ، الذين تخلوا عن القيام بواجباتهم نحو المواطن ، إهمالا أو كسلا أو تراخيا أو تواطؤ ، والذين تجب محاسبتهم على الواقع المساواة الذي يعيشه المواطن في ظل السياسة العمومية بمختلف تدخلاتها القطاعية المفتقر للتطوعية والحس الوطني.
بل امارس دوري ككل مواطن يؤمن بالمقولة الشهيرة " الساكت عن الحق شيطان اخرس .. والحق هنا ، أنه ليس من المنطقي أو المقبول أن نكتفي بتذنيبِ هؤلاء المسؤولين ، ونهاجمهم هجوما هستيريا -كالذي أصبح ملاحظا هذه الايام على صفحات أكثرية مواقع التواصل الاجتماعي - والذين ليسوا وحدَهم مسؤولينَ عن هذا الوضع السيئ المُتفشّي بغزارةٍ دونَ ردعٍ ، وننسى محاسبة أنفسنا على المشاركة غير المباشرة في تحفيز وتنشيط استمرار المسؤولين في تهاونهم ولامبالاتهم ، وذلك بوقوفنا بعيدا في علياء مواقعنا نراقب من فوق ، دون أن نمتزج بالجماهير ومشاكلها وهمومها ، حتى نتمكن من حسن تقييم طرح الحلول والمساهمة فيها ..
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟