أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - فضائح الدولة الفضائية!














المزيد.....


فضائح الدولة الفضائية!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد انتشار فيديو حديث حيدر العبادي، رئيس مجلس الوزراء في العراق، عن الجنود الفضائيين الذي تم اكتشافهم بمجرد تدقيق أوراق فقط على حد قول العبادي! انشغل الجميع بالحديث عن هؤلاء ال ٥٠ الف فضائي الذين يعشعشون في دهاليز الجيش ووزارة الدفاع.. احاديث كثيرة تطرقت الى مساعي العبادي الرامية الى كشف الفساد وفتح ملفاته العويصة وملفات من يقفون خلف هذه الأرقام المخيفة من الذين يعتاشون على مقدرات وثروات الدولة ويتسترون عليهم.

أَدخلت مفردة "فضائي" الى قاموس المفردات التي تخترعها مخيلة العراقي للتدليل على الفساد أو الإرهاب واللصوصية والمصائب التي تحل به وتختصر الحديث عن كل شيء لما تحمله من دلالات لايفهمها سوى من اكتوى بنار الفساد حتى انها اصبحت متداولة على نطاق واسع في ما يتم تداوله من أخبار وتغطيات صحفية ومادة للتندر والسخرية المريرة بالنسبة للعراقيين. لكن حديث العبادي تضمن أشياء أخرى لم يتم التركيز عليها بشكل كاف، فما قاله وكرره أكثر من مرة خلال حديثه عن الفضائيين : ما عدنا فلوس!! هو الجزء الأخطر والأهم في هذا الحديث الذي سيكون بداية دخول العراق في أزمة اقتصادية جديدة تترافق مع الهبوط الحاد في أسعار النفط الخام الذي تشكل عائداته مصدر الدخل الأساسي للدولة العراقية، رغم ماصرح به سابقاً حول التقشف! بما يعنيه ذلك من تعرض الكثير من العراقيين اصحاب المداخيل المحدودة لأزمات شاقة ومكلفة جداً ولكنه لحظة يجب الوقوف عندها طويلاً وتأمل ما آلت اليه الأوضاع في العراق. فكل ما يحدث هو نتيجة مسار واحد كان الهدف منه تقاسم ثروات العراق ونهبها بين القوى السياسية التي تتقاسم السلطة مثلما يتقاسمون غنيمة حالفهم الحظ بالعثورعليها. أبدعوا في ابتكار طرق تمتص مقدرات الدولة التي تعتمد على عائدات النفط بشكل كبير وأساس مثل باقي الدول الريعية التي تتمتع فئة معينة فيها بهذه العائدات وترمي الفتات لتسد به افواه من يعترضون أو يطالبون بحق وحقوق ما.

العراق ومنذ نيسان 2003 أصبح نموذج للدولة الريعية التي أغرتها العوائد النفطية الضخمة وابعدتها عن طرح اسئلة المستقبل الذي يمكن أن تواجهه هذه الدولة بعد نفاذ مخزونات واحتياطيات النفط أو مواجهة أزمات كبيرة بفعل هبوط الأسعار الى مستويات متدنية كما هو الحال الآن.

ما عندنا فلوس ! هي الخلاصة المخيفة لمسيرة ما بعد التاسع من نيسان ٢٠٠٣، فالدولة التي تحدث ساستها عن ميزانيات انفجارية ومليارية، باتت تعاني من الافلاس وخواء الخزينة وهاهم يتحدثون الان عن التقشف وعن استنزاف ميزانية الدولة التي لم تقر أصلا!

الفضائيون الذين يتم الحديث عنهم لايتوقف عددهم عند الرقم الذي اكتشفه العبادي في وزارة الدفاع فقط، ولا ينحصرون في وزارة واحدة بل، يشكلون ارقاماً مخيفة تتوزع على معظم الوزارات، الدفاع والداخلية والمديريات التابعة لها وفي معظم الوزارات التي تغص باعداد هائلة من الموظفين الذين يمارسون بطالة مقنعة. وفي المؤسسات التي تم ايجادها لرعاية السجناء والمفصولين السياسيين وضحايا النظام السابق والمهجرين ومن كانوا في مخيم رفحاء والبطاقة التموينية وشبكات الرعاية الإجتماعية...الخ. في المشاريع الوهمية الزائفة وفي الأعداد الهائلة من افواج وألوية الحمايات المخصصة لحماية هذا المسؤول أوذاك.

بعد كل هذا الخراب واللصوصية العلنية فإن العراق أصبح دولة "فضائية" محكومة بقوى سياسية تمتهن الفساد وسرقة المال العام ولا تتردد عن ارتكاب الجرائم من أجل تحقيق ذلك.

نعم اننا مع خطوات واجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الهدر في ميزانية الدولة وكشف ملفات الفساد واللصوصية التي تمارسها القوى السياسية ولكننا امام معضلة كبيرة فهذه القوى التي شرعنت وأقرت نظام المحاصصة السياسية والطائفية وتمكنت من تحويله الى وسيلة للنهب والسرقة والاستئثار بالسلطة، سيحمي بعضها البعض الاخر وستدافع عن مصالحها بالتهديد وبالمفخخات وباختلاق الأزمات التي لا تؤثر الا على حياة وأمن المواطن العراقي المنكوب بهذه القوى وارهابها وسياساتها وممارساتها الاجرامية. فهذه القوى وما أن تنتشر رائحة فضيحة فساد تتعلق بها أو برموزها فإنها سرعان ما ترفع شعار الاستهداف السياسي والطائفي الذي تمارسه قوى اخرى ضدها!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سبايكر- جريمة العصرالعراقي!
- بارانويا النجوم في فلم - شخص تحبه-
- محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟
- قرار الحرب المغيب في العراق
- صمت العالم
- حرب الإعلام وإعلام الحرب!
- العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!
- انهيار الدولة الشبحية!
- لاشيء سيحدث خارج أسوار القُشلة!
- الأحزاب في العراق: بين الدكتاتورية والرفض الشعبي
- لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم
- التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - فضائح الدولة الفضائية!