|
نبوئتي تحققت ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 15:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نبوئتي تحققت ..!! لم يكن "الحبر" قد جف عن مقالتي قبل الأخيرة ، والتي قلتُ فيها : " كما يبدو فإن حكومة السيد نتانياهو تلفظ أنفاسها الأخيرة . ويقع في مركز الإختلاف بين مركباتها ، ظاهريا على الأقل ،إقتراح قانون القومية ، كما يُطلق عليه الإعلام العبري ، وقانون يهودية الدولة كما يُطلق عليه الإعلام العربي ." ، وإذا بالسيد نتانياهو "يفصل " من حكومته وزيرة القضاء ليفني ووزير المالية لبيد ، مما يعني فعليا الإعلان عن "موت" حكومته ، التي لم "تعش " إلا نصف "عمرها " المُفترض قانونيا . (سنتان من أربع ) . لا أكتب مُتباهيا بمقدرتي على التنبؤ ، فأنا "أتنبأ " أسبوعيا بنتائج السحب الأسبوعي في اللوتو ( سحب اليانصيب ) ، لكنني لا أنجح في تكهن رقمين من ستة زائد واحد ، لكي أكسب الجائزة . ولو كنتُ مُمتلكا لمقدرة التنبؤ لأصبحتُ من الأغنياء ، كما تريد شريكتي أن أكون وكذا أبنائي ...!! أكتبُ فقط ، لأقول بأن من لا يرون الشمس من الغربال ، وهم الذين يراهنون على المُماطلة كسياسة ، لم يروا نهاية حكومة نتانياهو . ولنستمع ما قال السيد نتانياهو في خطاب الإستقالة " .....تعرضتُ لمحاولة إنقلاب ... لم يُمكنونني من الحكم ..." وما شابه ذلكمن إتهامات للسيدة ليفني والسيد لبيد . وكأن دولة أسرائيل هي إحدى جمهوريات الموز ..! لم تقف السيدة ليفني "مكتوفة اليدين " فقالت ردا على خطاب نتانياهو ، في المكالمة التلفونية بينهما :" من المؤسف بأنه لم تكن لديك الشجاعة والإستقامة لتقوم بذلك (إي فصلها من الحكومة ) وجها لوجه ، ..... أنا فخورة جدا بكل ما فعلتُه في مواجهة المتطرفين في حكومتك ، أملي أن تتحلى بالشجاعة في مواجهة المخاطر التي تُواجهها إسرائيل " ، كلمات وزيرة القضاء والمسؤولة عن المُفاوضات ( وتعترف بأنها حكومة متطرفين ). رئيس حزب العمل المُعارض السيد بوجي هرتسوغ قال مُخاطبا نتانياهو : " ... لقد نجحت في تفريغ ثلاجات المواطنين .." من الطعام طبعا ، بسبب سياسته الإقتصادية التي تُفقر الفقراءوتزيد الأغنياء غنى . وهناك من يتندر على نتانياهو قائلا بأن ما يهم نتانياهو هو شارع بلفور وليس وعد بلفور ...!! فالسير بلفور هو الذي بنى دولة إسرائيل ، بينما مبنى رئاسة الحكومة يقع في شارع بلفور ، وهذا ما يهم نتانياهو ، المنصب وليس الدولة ...!! بينما الشريك الأكبر حزب "يش عتيد" فقد وصف خطاب نتانياهو بأنه " متردد ، جبان وهستيري " وللحقيقة فدولة إسرائيل تُعاني من أزمة حُكم ، مما يجعل ديمومة حكومة للمدة القانونية أمرا شبه مستحيل ، فكل الحكومات ، لم تستنفذ مدتها القانونية . ويعود سبب ذلك في رأيي إلى غياب الفوارق بين الأحزاب ، في القضايا الجوهرية . فلا اليمين يجرؤ على "حرق الجسور " مع العالم والإعلان قولا (لا فعلا فقط ) ،بأن دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران ، أمر غير مقبول على إسرائيل . وبأن اليمين الإسرائيلي سيمنع بالقوة نشوء مثل هذه الدولة ، وهذه هي الأيديولوجية الحقيقية لليمين ..!! ولا هو قادر على الطرف الأخر ، الداخلي ، الإعتراف بأن سياسته وايديولوجيته ستقود حتما إلى دولة ثنائية القومية . ..!! لذا هو يحاول السباق مع الزمن ، وتمرير قانون يهودية الدولة ، ليمنع طموحا قوميا فلسطينيا مستقبليا .. لكنه ولكي يمنع الطموح القومي ، فهو بحاجة إلى أن تتحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري ..!! وهذا ما لا تقبل به غالبية الشعب اليهودي في إسرائيل وفي العالم ..اليمين في ورطة من ايديولوجيته ذاتها . أما اليسار او غالبيته فلا يجرؤ على القول ، بأنه سيُخلي كل المستوطنات في الضفة الغربية ، وسيعود بالدولة إلى حدود الرابع من حزيران 1967 . فهو بذلك يحكم على نفسه بالبقاء على مقاعد المعارضة ..!! فما يجري على الساحة السياسية الإسرائيلية حتى الأن ، هو محاولة المماطلة وإطالة أمد المفاوضات ، وعدم الإقتراب من محطات إتخاذ القرار ، عسى أن تحصل معجزة ، ويختفي الشعب الفلسطيني عن وجه الكرة الأرضية .. وقد تعود النتائج كما كانت قبل الإعلان عن وفاة الحكومة ، لتتشكل حكومة جديدة – قديمة ، تحكم سنتين وهكذا دواليك ... أو أن يفوز اليمين المتطرف بزعامة البيت اليهودي – حزب المستوطنين بالأغلبية ليشكل حكومة يمين ، تنفذ ايديولوجية اليمين ، وتضع العالم أمام واقع جديد في أذار 2015 ، موعد الإنتخابات الإسرائيلية ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألقانون والعدل ...لا يلتقيان ؟!
-
الفضاء الإسرائيلي والنازية ..
-
قضية حسبة ضد -اليهود قادمون - .
-
تدنيس بحجة التقديس ..!!
-
بين حرية التعبير وحرية التحريض ..!!
-
خداع النفس ...!!
-
عذاب القبر ..!!
-
عرب إسرائيل : شيزوفرينيا المُواطنة والقومية ..!!
-
...تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم Femme Fatale
-
بطل عادي جدا ..!! بالإشتراك مع وجد قاسم
-
كفى رقصا على الدماء .
-
نجاح هدّام ..!!
-
ذكريات من زمن فات
-
حوار ماركسي ..؟؟!!
-
النيابة والاعتداء..
-
استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
-
إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!
-
ألغني والفقير ..
-
ألروبوتات القاتلة ..
-
واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..
المزيد.....
-
لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م
...
-
بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و
...
-
برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع
...
-
نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في
...
-
سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد
...
-
إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب
...
-
فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع
...
-
عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ
...
-
لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت
...
-
زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|