|
العراق ومعلَّقاتُهُ السبع
حيدر كامل
الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 08:30
المحور:
الادب والفن
العراق ومعلَّقاتُهُ السبع
أنا سيدُ الحزنِ .. لستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام. فيا حارسَ الليلِ .. خذْ باقةً .. من نجومِ المجراتِ .. ضعها بزاويةٍ مرَّ فيها النبيُّ .. الملاكُ .. ودعْ قمراً في الليالي .. وخبزاً .. لبعضِ الحفاةْ.
لقد كنتَ مثلي .. على الدومِ نزفاً .. يطاردهُ المترفونَ .. ويلعنهُ اللاعبونَ الزناةْ. ولستُ اُبالي .. الى أيِّ بابٍ اعودُ .. فقد علمتني المنافي .. دروباً يُوسسها الحالمونَ الأُباةْ.
ولستُ اُحبُّ .. سوى البحر .. فهو انعتاقي من القالبِ اللغويِّ القديمِ .. ومن قيدِ لغوِ التراثِ الخصيِّ .. بروثِ ملوكِ الطوائفِ .. والعفنِ العربيِّ .. ببابِ البلاطِ المشيَّدِ .. من عرقِ الكادحينَ العراةْ. فكيفَ ... إذا كانَ منا الغزاةْ. وكيفَ ... بنا إذ تساوى الذينَ قرأنا لهم ذات يومٍ .. نشيدَ الرحيلِ .. بإخوانهم في بيوتِ الصفيحِ .. وأسماؤهم في الحياةْ.
أنا سيدُ الحزنِ .. لستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام. ولستُ أرى في السكوتِ حلالاً .. ولا في السوأل .. عن الموتِ .. والغيبِ .. والعدلِ معضلةً أو حرام. فما السرُّ ياحارسَ الليلِ .. في موتنا المتسترِ .. بالقبَّعاتِ .. وفي رحلة الضبِ بين الخيام. وما حكمةُ الموتِ قسراً .. وجمعاً .. ورغبتهُ في اختراقِ الصفوفِ .. وجمعِ العبادِ .. على سجدةٍ من صلاةِ الحطام. ومالي أراكَ مع الصمتِ نافذةً .. لا تطلُّ على البحرِ .. في شهرنا القمريِّ .. سوى مرةٍ كالخجولِ لتلقي السلام. فدعْ ما يُريبك .. يا حارس الليل خذني .. فلستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام. ولستُ اراكَ سوى شفةٍ .. ارضعتها الحروبُ عصارتها .. فاستقرتْ .. مع الجندِ في دورةِ النزفِ دون فِطام. وموتٍ مطاعٍ .. ووجهٍ .. وعقلٍ يُعاني مع النكباتِ الفصام. فيا حارس الروح قلْ ما تشاءُ .. وكنْ مؤمناً .. كافراً .. صادقاً .. كاذباً أيَّ شيٍ وخُضْ في الكلام. فمن يستطيعُ الوصول لاحلامهِ البشريةِ .. تلك البسيطة..؟ أو يستطيعُ الخروج من التيَّهِ ..؟ من يملكُ القدرةَ النبويةِ .. في الظنِ باللهِ خيراً .. ليسمو برحلتهِ في مخاضِ الظلام.؟ ومن أينَ يأتي السلام. ونصفي .. ونصفكَ تفاحةٌ .. في السقوطِ السريعِ .. وناسفةٌ في الدروبِ مفاجئةٌ كالغرام.
معلقتانِ .. من الشعرِ واحدةٌ .. للتعرّي السياسيِّ والانبطاحِ .. واخرى لحفلِ الختانِ الجماعيِّ في ساحةِ العرضاتِ* بموسِ الإمام. معلقتانِ .. وثالثةٌ شفةٌ من جُذام*. فكلُّ المواثيقِ قابلةٌ للتمددِ .. والطَّي في البدءِ .. أو عند منعطفاتِ الختام. وكلُّ العهودِ مُناقصةٌ .. بين حربٍ تقومُ .. واخرى مؤجلةٌ تمتطيها قِطام*.
معلقتانِ .. ورابعةٌ تستبيحُ المكانَ .. وتملؤهُ بالزكام. فكم مولمٌ .. حينَ أسالُ عن صحتي الجسديةِ .. والطقسِ والحالةِ المعنويةِ .. حيثُ يكونُ الجوابُ .. على ما يُرام. والحمدُ للهِ إن الجميع على ما يُرام. وان الأراضي مهيأةٌ .. لقبولِ الرصاصِ .. كأنَّ البلادَ عجوزٌ تكافحُ .. من اجلِ خبزِ القيام. على ما يُرام. قيامٌ .. جلوسٌ .. وشعبٌ ينام. على ما يُرام. ونفطُ الرمليةِ يمتصهُ الغرباءُ .. وابنُ الحرام.
معلقتانِ .. وخامسةٌ مثل زوجيِّ حمام. يطوفانِ في الحلمِ .. حولَ النخيلِ .. الفرات .. مدائننا السومريةِ .. بغدادَ .. والناصريةِ .. وادي السلام*. ولا يتعبانِ من الرقصِ .. والدبكةِ المخمليةِ .. واللطمِ فوق الحزامِ وتحت الحزام.
معلقتانِ .. وسادسةٌ لعنةٌ .. للذينَ يبيعون لحم الصبايا .. لقافلةٍ من ضباعِ الهوام. لتجارنا في الصباحِ .. وسُراقنا في الظلام. لإخوتنا في البلادِ .. الترابِ .. وأول غدرٍ وسيفٍ علينا يُقام.
معلقتانِ .. وسابعةٌ من دخانِ الخطاباتِ .. في البرلمانِ .. ومن ناطحاتِ الأماني التي اُسستْ من قبورِ الأنام. ومن غفلةِ السائرينَ الى حتفهم .. منذ فجرِ السلالاتِ .. عرساً مقام. معلقتانِ .. ولا يسقطُ الشهداءُ على الأرضِ .. الإ ويُرفعُ للقاعدينَ .. وسام. وتُبنى قصورٌ .. ويُدفعُ للمتخمينَ الطعام. على ما يُرام. إذا ما تصدَّق كلبٌ .. لقيطٌ.. على الناخبينَ ببعضِ العظام. والقى من الشرفاتِ .. على الخلقِ ما قد تيَّسر في آيتينِ .. وولى ونام. على ما يُرام. قيامٌ .. جلوسٌ .. وشعبٌ ينام. جيوشُ الأراملِ .. نهرُ الدماءِ .. فداء التوافقِ .. والسرُّ في الأمنِ .. عاشَ النظام.
وادي السلام*: مقبرة النجف الأشرف. العرضات*: ساحة العرض والمسير والتدريب في مراكز الجيش. قطام*: هي قطام بنت الأخضر التيمية قُتل أبوها و أخوها يوم النهروان و كانت فائقة الجمال فخطبها عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله فقالت لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف و عبد و قينة و قتل علي بن ابي طالب. جُذام*: داء يصيب الجلد.
حيدر كامل
#حيدر_كامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغاني الوطن المنهوب
-
في النماء والإحتراق
-
كأني أنا كربلاء
-
بغداد والزمن الرديء
-
في التوافق والإختلاف
-
خوف وسؤال
-
رافضيٌ باختصار
-
كلا وكلا لا وزر
-
قراءة في مقبرة جماعية
-
الى شهيد العراق ((علي رشم))
-
مع الحسين ابكي العراق
-
وكم يدعون علياً ..
-
إلى سيدي الحسين(ع) مع الإعتذار
-
مهلاً يا عبد الرزاق
-
تباً يا وطن
-
فأبي كان العراق
-
مواسم المدد (( في البدء كان العراق))
-
أمدُّ عروقي
-
سأصليه سقر
-
لسان حال الوهابي (( انا ضد الارهاب ))
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|