أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - الدراويش ما بين النضال والتقييم1














المزيد.....

الدراويش ما بين النضال والتقييم1


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 23:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مسمى الدراويش ومفرده دارويش, هو مسمى صوفي يتداوله المسلمون المتصوفين, ودلالة المفهوم أن صاحبه مجرد انسان بسيط, وبغض النظر عن العودة إلى الجذور الأولى لمفهوم "دراويش" وجغرافيا ظهوره الأول, ولن يتوقف المقال عند هذه الجزئيات.

ومن الأقطار الافريقية التي عرفت مصطلح "الدراوشة", بلاد السودان والتي مر عليها الشيخ محمد عبدالله حسن, قبل عودته إلى الصومال في عام 1897, حيث كان قد أنتقل من بلاد الحجاز إلى السودان حينها.

وخلال تواجده في السودان, أطلع على تجربة الحركة الوطنية السودانية(المهدية), في السودان, وتأثر بها وقطن لفترة في مرفئ سواكن بشرق السودان.وقدوم الشيخ محمد عبدالله حسن, نحو السودان, لم يأتي من فراغ أو لمجرد الزيارة لهذا البلد, فالرجل أتى إلى سواكن بدافع التعلم والأخذ من التجربة السودانية, والتي قادها الأمام محمد أحمد المهدي ورجاله.

وما يشير إلى تلك المحاكاة هو أن الشيخ محمد عبدالله حسن, قد نقل مسمى "الدراوشة", والإطار التنظيمي الصوفي من تجربة مهدية السودان, وواضح أن هذه التجربة النضالية السودانية, كانت تراوده وهو في بلاد الحجاز, خاصة وأنه كان متشبعا بالمفاهيم العقدية الفقهية التي جمعته مع الحركة المهدية في السودان.

حيث كان حاضرا في تفكير الشيخ الصومالي النضال ضد الأستعمار في الصومال, خلال فترة وجوده في مكة, وبتالي فإن انطلاق نضاله عند عودته إلى الصومال لم يكن مجرد مصادفة تاريخية فرضتها الظروف الموضوعية التي انطلق منها, بقدر ما أن الأمر كان قد أخذ منه تفكير مسبق وعزم على خوض تجربة النضال والتحرير.

ومع حلول الشيخ محمد عبدالله حسن, إلى الصومال ونزوله في مرفئ بربرة, أكد من خلال رفضه دفع تلك الضريبة التي كانت السلطات البريطانية تحصلها من الصوماليين في بلدهم, وكان رد فعل الشيخ محمد, مع تلك الواقعة حاسم جدا, حينما أكد لطرف البريطاني, رفضه القاطع لدفع الضريبة.

وخلال تلك الفترة فقد أطلع الشيخ محمد, على ملامح الحياة الصومالية في مدينة بربرة وجوارها, وقد شده بعض التغيير الاجتماعي الذي كان قد طرأ على حياة المجتمع.

فحالة الإندماج والتقارب الاجتماعي ما بين الإدارة البريطانية والأهالي في المرفئ, لم تنل رضاه, وتأثر كثيرا من وجود الكنيسة الإرسالية في محيط بربرة, والتي مارست التبشير الديني مع عدد كبير من الأطفال الصوماليين, عبر مدخل التعليم وتربيتهم مباشرتا من قبل الكنيسة, خاصة وأن ذلك كان وضعا قائما, وفي ظل معرفة أهالي مدينة بربرة, ونتج عنه تنصير عدد كبير من الأطفال الصوماليين, واصبحت تلك التجربة والواقعة بمحفز اجتماعي وسياسي مضاعف وبالغ الأهمية في تحفيز الشيخ محمد, لمواجهة الوجود الأجنبي في الصومال.

وقد أستوعب الشيخ محمد, أن حواضر السواحل تمثل بمراكز قوة لتواجد المستعمر البريطاني, وهو ما كان قد دفعه إلى التوجه نحو الداخل الصومالي, فحل على المضارب القبلية الصومالية في الأرياف والتي رأى فيها بيئة خصبة ومناسبة لمشروعه النضالي والتحريري.

فحل حينها على مضارب بعض العشائر الاسحاقية, وأصبح في أوساطهم كرجل دين وقاضي للبث في المنازعات التقليدية, وبذلك فقد نال التعاطف والترحيب في تلك الأوساط الاجتماعية, حتى أنه أثنائها كان قد خاض أولى مواجهته المسلحة مع بريطانيا والقوة الاجتماعية التي أرتبطت بها.

ومن ثم أنتقل إلى مضارب قبيلة الذولباهنتي, والذين كانوا يمثلون بأخواله- ناهيك عن ميلاده وسطهم منذ زمن, فحرك فيهم روح العاطفة الاسلامية وصلة الدم لمواجهة المستعمر البريطاني, ونال ترحيب جزء كبير منهم, وبذلك تحصل على موطن قدم قوي أستطاع من خلاله أن يبلور نضاله وحركته الأولى.

وعند قراءة برنامج المناضل محمد عبدالله حسن, خلال اللحظة التأسيسية, يتضح أن العامل الموضوعي هو ما فرض عليه إتخاذ مسلك النضال والمواجهة مع المستعمر الأوروبي والذي كان فارضا نفسه على المجتمع الصومالي.

ورغم أن قبيلة الأوجادين والتي أنحدر منها الشيخ محمد, لا تبعد أراضيها كثيرا عن مضارب أخواله, إلى أنه فضل الانطلاق من "أراضي" الذولباهنتي, حيث كانت نوجال وهود, كمناطق بمعزل عن التواجد البريطاني والحبشي, فحساباته كانت منطقية وذكية للغاية, وبذلك تفادى منطقة ذات حضور عسكري حبشي, وأستطاع أن يأخذ انفاسه لبلورة مشروعه السياسي, وانطلاقا من قراءة معطيات الواقع والحاجات.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2
- البيض ورجال اليمن في وهم
- تكفير كاتب صومالي
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1
- أثر التلموديين الجدد في حياة المسلمين!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - الدراويش ما بين النضال والتقييم1