أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبدالرحيم الاسدي - جذور الارهاب الاسلامي















المزيد.....

جذور الارهاب الاسلامي


عبدالله عبدالرحيم الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لانريد ان نتكلم هنا عن مدى دموية ووحشية وهمجية ولاانسانية الجماعات المسلحة الاسلامية المتشددة لان ذلك معروف ولايخفى على احد . ولايخفى ايضا ان هذه الجماعات ليست عصابات اجرامية تشكلت من اللصوص وقطاع الطرق كعصابات السلب والنهب او من تجار الممنوعات كعصابات المخدرات والتهريب ، بل انها جماعات مسلحة تستند الى فكر وعقيدة غير مستحدثة من قبلهم وانما تنتمي الى احد المذاهب الاسلامية الكبيرة المعترف به من قبل زعامات دينية متشددة ودول اسلامية متنفذة ، ولذلك تجد الكثير من هذه الزعامات والدول تسند وتمول هذه الجماعات بل ربما تعتبرها ـ بصورة غير علنية ـ الجناح العسكري لها لنشر التوحيد ونصرة دين الله ورسوله والقضاء على اهل البدع (واهل البدع عندهم هم المسلمون المخالفون لعقيدتهم) .
فالجماعات المسلحة هذه لم تبتدع اعتقادا جديدا او تضيف مذهبا اخر يضاف الى المذاهب المتشددة المعروفة وانما هي ـ كما تعتبرها القيادات الاسلامية المتشددة ـ النخبة التي كفا الله بها المسلمين وتكلفت بتنفيذ احكام الله في الارض واعلاء كلمة لااله الا الله كما اراد الله ، فهي اذاً المنفذ الحقيقي لاحكام الله ، لذلك تجد اعدادا غفيرة من المسلمين المتدينين الراغبين في تحقيق اعلى درجات التقرب الى (ثواب الله في الاخرة) يلتحقون برغبة واندفاع كبير الى صفوفهم ، تاركين ورائهم عبادة وحياة اسهل .
نعم ، الجميع يعتقد بان قيادات هذه التنظيمات والمجاميع المسلحة تعمل لصالح جهات مستفيدة وقوى عالمية معادية للاسلام مقابل حصولها على امتيازات دنيوية كبيرة ، ولكن من غير المنطقي ان نعتقد ان تلك القيادات استطاعت ان تكسب كل هذه الاعداد من المسلمين ايضا بواسطة اغرارهم بمثل تلك الامتيازات الدنيوية او المال ، والسبب واضح : وذلك لان مهمتهم تتطلب اناسا مضحين، مؤمنين بالقضية ، يعتقدون بان كل مايطلب منهم يصب في رضا الله تعالى . بمعنى ان مهمتهم تتطلب اناسا مغررين فكريا وعقائديا لدرجة انهم يرون ان الظلم والاجرام فيه رضا الله .
السؤال المهم هو : كيف استطاعت هذه القيادات ان تجعلهم يؤمنون بان الظلم والاجرام فيه رضا الله الذي يبدأون باسمه قائلين (الله الرحمن الرحيم) . انها مهمة صعبة للغاية .
ومن غير المنطقي ان نقول: ان قوة الحجة هي التي مكنت هذه القيادات من اقناعهم بذلك . لان اصل القضية واضحة الفساد فكيف تكون الحجة عليها حجة قوية ومقنعة . ومن غير المنطقي ايضا ان نقول: ان جهلهم المفرط هو الذي مكن هذه القيادات المنحرفة من اقناعهم . وذلك لان الجهل وحده لايكفي لهذه المهمة ، اذ يجب ان يعتمد على اصحاب الدين الذين يؤمنون بوجود الحياة الاخرة ايمانا يطمعون فيه ان ينالوا الملذات والملك بعد الموت ، الذين يتقربون الى الله بكل ما يظنون انه يرضيه ليحصلوا على تلك الملذات المؤجلة ، وذلك لان المطلوب ليس الاتباع او الانتماء فقط وانما الايمان بان كل مايفعلونه من جرائم هي في مرضاة الله الرحمن الرحيم ، الايمان بهذا المنطق الغريب ايمانا قويا حتى يكون عقيدة راسخة تجعلهم يضحون بارواحهم ودنياهم .
اذاً ماذا فعلوا ، وعلى ماذا اعتمدوا لترسيخ هذه المفاهيم الفاسدة في نفوس المتدينين .
ربما يتوضح الجواب لو تذكرنا ان الدين يصاحبه دائما التقديس ، فالمتدين المعتقد بالاديان السماوية التي جائت من الله ولاسيما المسلم يقدس الله وكل مايصدر من الله ، ويقدس ايضا مبعوث الله الذي يتكلم باسمه وهو رسوله الذي اصطفاه من بين الناس ليجعله الصلة بينه وبينهم ، اذ لم ترى الناس ربها جهرة ولم يرى او يسمع احد منهم جبرائيل وهو يتحدث مع الرسول ، كل ذلك اخبر به رسول الله ، فلو شك احد بمصداقية الرسول انهدم دينه كله . وهناك ايضا مجموعة من المقدسين غير الرسول ، فقد اختار الله لرسوله من يصدقه ويتولاه وينصره ويثبت معه ركائز الدين وهؤلاء هم المقدسون العدول الذين رضي الله عنهم من الناس وهم القدوة التي يقتدي بهم المتدين ، الذي كلما زاد ايمانه ازداد تقديسة لهم واتباعه لخطواتهم .
هذا التقديس اذا تمكن من نفس المتدين صار يلعب دورا كبيرا في تحديد معتقداته وافكاره وحتى مشاعره وتقبلات نفسه ورفضها ، وتمييزها للخير والشر والقبيح والجميل كحالة نفسية وليس بالضرورة ان تكون حالة علمية.
فمثلا من الامور الطبيعية والعقلائية ان تجد اكثر الناس رحمة وانسانية ورأفة على خلق الله وهو يحمل سكينا مخيفا ويسحل احد الحيوانات الضعيفة من بين عائلته والحيوان يصرخ بأعلى صوته ويستنجد ويطلب الرحمة ويحاول الافلات دون جدوى الى ان يذبحه الرجل الرؤوف بدم بارد ويأكل لحمه بلذة وسرور كبير .
نحن لا نشعر ابدا ان في هذا المشهد اي نوع من الوحشية او البشاعة ، بل نشعر بأن التفكير في ذلك مضحكا جدا . اما لو كان الله ـ مثلاـ قد منع قتل الحيوانات ومنع اكلها واعتبره من الجرائم الكبرى وقال : ( من قتل حيوانا متعمدا فكأنه قتل الناس جميعا ) ، لرئينا كيف رفضت نفوسنا هذا المنظر ، واحسسنا بوحشيته وبشاعته كحالة نفسية ، ولاستنكرنا على من يفعل ذلك من بقية الاديان والملل ونعتناهم بابشع النعوت ، ولطال الجدال والخصام والتسقيط .
والامثلة كثيرة جدا ، وكان ذلك بيان بسيط لاثر التقديس ودوره الخطير على النفس والمعتقدات . ومن البديهي ان تستغل مسالة التقديس هذه لما لها من الاثر الخطير من قبل الزعامات الاسلامية منذ بداية تكون الدولة الاسلامية لنيل الثقة والولاء والطاعة من قبل المسلمين . فما من احد يدخل ضمن مجموعة المقدسين الذين رضي الله عنهم حتى يكون مطاعا ويجب ان تبرر جميع اعماله لانها في مرضاة الله كونه القدوة التي يجب ان يقتدي بها من اراد رضا الله .
اما المنحرفون ممن وصلت اليهم السلطة في الدولة الاسلامية واصبحوا من الزعامات الاسلامية القديمة فقد استغلوا هذه القضية لتبرير اعمالهم التي لاتمت بصلة للدين ولا للانسانية . فعملوا بجد ومثابرة وكثفوا الجهود وسخروا الايات القرانية ووضعوا الاحاديث وعملوا ماعملوا ( ليوسعوا رقعة المقدسين العدول) حتى جعلوا عددهم يصل الى (142 الف )، اثبتوا بشق الانفس عدالتهم جميعا رغم ما امتلا به التاريخ من جرائم وقبائح الكثير منهم والتي عرفها القاصي والداني لان حتى المؤيدين لمنهجهم ايضا ذكروا تلك القبائح ، واعتبروها من الفضائل غير آبهين بعقول المسلمين لانهم مطمئنون من سيطرة التقديس على نفوسهم .
وبعد ماتمكنوا من توسيع رقعة المقدسين العدول في نفوس المسلمين حتى شملت اهل القبائح والجرائم اصبحت نفوس المسلمين تتقبل هذه القبائح تلقائيا وكحالة نفسية وليست علمية حتى انهم باتوا لايحتاجون ان يخدعوا انفسهم ويقولون : ان هذه الاعمال ظاهرها ظلم ، والواجب علينا ان نبحث عن وجهة مقبوليتها .
وهذه كانت الطريقة الوحيدة وهي (نظرية عدالة جميع الصحابة ) التي عملوا عليها قرونا جيلا بعد جيل ليزيدوا ترسيخها في الاذهان والنفوس وينجحوا في انتاج هذا الجيل الاسلامي المتوحش .



#عبدالله_عبدالرحيم_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويستمر العطاء (قصة قصيرة)
- الرواية الطويلة (قصة قصيرة)
- شمسنا مازالت تشرق (قصة قصيرة)
- كتاب النور ( قصة قصيرة )
- أنه الغد (قصة قصيرة )
- القلم (قصة قصيرة )
- درب الوئام (قصة قصيرة )
- هوجر وديامس (قصة قصيرة)
- اللاعنف (قصة قصيرة)
- محاكمة داخل الانا (قصة قصيرة)


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبدالرحيم الاسدي - جذور الارهاب الاسلامي