قيمة الانسان فى الكون

يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 21:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

قديما كان يظن الانسان ان الارض هى مركز الكون.. و قبل ذلك فى الحضارات القديمة كالمصرية و العراقية كانوا يظنون سكان هذه الحضارات ان بلادهم هى مركز الكون و مقر الالهة و يظهر ذلك فى أساطيرهم ..وعندما تقدم الزمن جاء لنا "كوبرنيكوس" الذى احدث ثورةً من الممكن ان نسميها "الثورة الكوبرنيكية" و التى تقول ان "المركزية" هى للشمس و ليست للأرض كما كانوا يعتقدون .. و بغض النظر عن الاختلاف الذى طرأ فى المجال العلمى و التغير التام للمفاهيم العلمية ، فهناك اختلافا اخر حدث لنظرة الانسان لنفسه و هذا لا يحتاج لتوضيح ففى البداية كان الانسان يظن نفسه انه كل شىء و بعد ذلك اصبح لا شىء! .. فكوبرنيكوس قد خلع الانسان المغرور عن عرشه فى مركز الكون , و ان عليه ان يدرك أنه مخلوق بالغ الصغر يسكن كوكبا تافها يدور حول نجم لا شأن له .. و الموضوع الذى اود ان اتحدث فيه هو "هل الانسان مجرد كائن تافه؟!".. و "هل يوجد حياه بعد الموت؟!" .. يمكن ان يظهر لنا ان الموضوعين(الحياه بعد الموت و مكانة الانسان) غير مرتبطين ببعض و لكنهم مرتبطين بمنطق سليم و هو لو لم يكن هناك حياه بعد الموت .. اذا فالانسان مجرد حيوان سيموت و يذهب الى العدم ..و هناك البعض يستخدم منطقا غريبا لاثبات وجود حياه بعد الموت و انا شخصيا لا اعتقد فيه و المنطق يقول انه "عدم وجود حياه بعد الموت يجعل حياه الانسان بلا هدف او معنى اذا فهناك حياه بعد الموت" و هذا يذكرنا بشىء مضحك .. "لو كان الاسد يمثل خطرا على الانسان اذا فالاسد غير موجود" .. فهل من الممكن ان تكون الانانية الموجودة فى لاوعى الانسان هى التى دفعته للاعتقد بالخلود ؟!.. و بالنسبة الى المفاهيم العلمية القديمة (و انا هنا اقصد المفاهيم التى تم صياغتها من قَبل ان يأتى "اينشتاين" و من قبل معرفتنا بالميكانيكا الكميّة ) يُعتبر الحديث عن الحياه بعد الموت شىء من الهراء .. و لكن بعد ما تقدمنا فى معرفتنا .. اصبحت فكرة الحياه بعد الموت ليست مستحيلة "علميا" كما كان .. فمفاهيم الزمان و المكان قد تغيرت كثيرا .. فالزمن ليس بعنصر منفصل عنا بل هو اداة تجعلنا نفهم الكون الذى حولنا و هناك العديد من الافلام الوثائقية التى يمكنها شرح ذلك بدقة .. اذا فمن الناحية العلمية نحن لا نعرف اذا كان هناك حياه بعض الموت ام لا .. و يمكن ذلك ان يضايق بعض المتشددين (سواء مؤمنين او ملحدين) و لكن "اللاادرية" تكون هى الاجابة الواضحة ،و الصحيحة فى بعض الامور .. اذا فمن الممكن القول اننا لا نعرف هل الانسان له قيمة فى ذلك الكون ام لا؟! .. و لكننا لا يجب ان نتطرف فى اى فكرة .. فيجب ان نرفض التمحور حول الذات و الانانية و يجب ايضا ان نرفض فكرة الانتحار و التى هى نابعة من فكرة ان الانسان ليس لديه قيمة او معنى.

#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات