أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواد الكنجي - محنة النازحون العراقيون في المخيمات















المزيد.....

محنة النازحون العراقيون في المخيمات


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 21:12
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بعد دخول المتطرفين والجماعات الإرهابية المسلحة من تنظيم ( داعش) ومن لف لفهم الاراضي العراقية واحتلالهم لمدينة موصل وبعض الاقضية ونواحي في مدينة الانبار وتكريت وديالى ، ادت هذه الاحداث الى موجة نزوح تضاربت الاحصائيات في عدد النازحين بسبب اهمال وتقصير من قبل اجهزة الدوله ليس لا، حيث يقدر المراقبين عدد النازحين من هذه المناطق بحدود مليونين نازح، وجلهم من ابناء الاشوريين المسيحيين و الايزيدين والتركمان والكرد ومن العرب في المناطق الساخنة .
هؤلاء النازحون تركوا مناطقهم وبلداتهم وأملاكهم ومساكنهم للعصابات المسلحة القادمة من خارج العراق، والتي تزعم وتتبجح بعملها وفق الشرع وتطبيق بحاكمية الله ، ولا ندري اي شريعة واي اله يقر باغتصاب النساء واخذهم سبايا وجواري، وقيامهم بقتل الناس وذبحهم بكل سفاهة وصلافه وبدم بارد، وتهديد من يامن بالمسيحية او غيرها، اما بترك ديانتهم واعلان اسلامهم وفق المذهب السلفي أو الموت أو دفع الجزية، ليكونوا الاشوريون المسيحيين اول واكبر الضحايا هذه الاحدات الماساوية التي تضرب المنطقة الغربية من العراق ... !
فمذو حزيران الماضي 2014 ، وتحديدا (النازحون) يعيش مأساة تلو الأخرى، فالحكومة العراقية والمنظمات الاغاثة الدولية تقف مكتوفة الأيدي لا تؤدي واجبها الأخلاقي والإنساني المطلوب منها، وهي ترى هذه الملايين تعيش باسوء حال وعوز مقهورة ضاقت بهم كل سبل العيش الكريم بعد هذا النزوح المدمرالذي فرض عليهم بين ليلة وضحاها ، حيث الحاجة ونقص الغذاء والدواء والمأوى الغير الائق والأمراض ، والكثير من هؤلاء النازحين ما زال يفترش الخيم في الساحات العامة أو في هياكل الأبنية وقاعات المدارس والكنائس التي فتحت أبوابها لهم، ومحظوظ من وجد له خيمة تقيه من الظروف المناخية الصعبة، أوغرفةً في فندق أو مأوى يدفع ثمنا باهضا لإيجارها.
ومع مرور الايام والاهمال الواضح من قبل كل الجهات المعنية بهذه الموجة العارمة من النزوح الجماعي في العراق، و مع تأخر الجهات المعنية في معالجة قضية سكن النازحين، ونحن ندخل في موسم الشتاء ببرده وأمطارِه، ليعيشوا بواقع مرير امر من قيض الصيف الذي مضى وبحثهم على المياه الشرب، حيث قضى الكثير منهم نحبه بسبب العطش والجفاف ، وهم اليوم أمام معطيات اقسى و امر مما سبق، حيث استأنفت الدراسة في عموم البلاد ولاسيما في أراضي الإقليم الذي آوى أغلبية هؤلاء النازحين الذين فاقت طاقته بهم، فماذا سيكون مصيرهم...؟ وإلى متى سيبقى النازحون يعيشون هذه الحياة المزرية والمعاناة....؟
وكل الموشرات على الساحة العراقية تؤكد بانه ليس هناك وعلى المدى القريب مشروع لحل هذه الازمة ، لا بتحرير المناطق التي احتلتها فصائل (داعش) الارهابية، ولا بعودة النازحين او ايوائهم بشكل يليق بانسانية الانسان .....!
يبدو ان محنة النازحين ستطول .. وستطول ، ليعيشوا باسوأ وضع وحال، وبلا ادنى شك ، بعدم وجود حلول سيكون مصيرهم القادم مجهول وفي غاية الماساة .. لان قراءتنا للمشهد العراقي يتضح بان الارهابين الدواعش يمسكون بزمام الامور في المناطق التي يحتلونها، و على مايبدو ان قوتهم اصبحت اقوى من قوة الحكومة التي عجزة الى يومنا هذا من استرداد حتى ولو جزء بسيط من تلك الاراضي العراقية التي احتلتها فصائل (داعش ) بقدر ما نلتمس تراجع قطعات الجيش النظامي للدولة الى الوراء مع تقدم الارهابين الى مناطق جديدة بعد ان تركت الحكومة العراقية باجهزتها العسكرية والامنية مسئلة تحرير تلك المناطق الى قوات التحالف والتي استنجدت بهم لقيامهم بهذه المهمة، في وقت الذي نجد بان القوات التحالف تتلاعب بالاوراق حسب مصالحها دون مبالات بمصالح العراقيين والنازحين - مع الاسف الشديد - فان العديد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين يتاجرون بقضية النازحين .. في وسائل الاعلام ويتاجرون بقضيتهم وهم السبب الرئيسي في ضياع الحلول، سواءا على مستوى تحرير الاراضي التي احتلها الدواعش او على مستوى اغاثة النازحيين .
فالكثير من هؤلاء النازحين هم من الموظفين في الدولة العراقية اجبروا الى النزوح وترك وظائفهم، والى يومنا هذا لم يستلموا رواتبهم ، مما ادى الى صعوبة توفير ابسط مقومات الحياة الاساسية للعائلة النازحة ... كما وان اغلب العوائل النازحة فقدت مستمسكاتها الثبوتية بسبب هروبهم من بطش عصابات (داعش) و مصادرتها ، اضافة الى حرمان اطفالهم من الذهاب الى المدارس، و بالرغم من هذه الظروف الصعبة ، فان العوائل النازحة تعيش بدون اية خصوصية للعائلة لان العوازل في المخيمات والقاعات والساحات بين عائلة و الاخرى هي قطعه قماش مهترئه ... ومن هنا يطرح السوال نفسه :
من يتحكم بمصائر تلك العوائل المهجرة والنازحة والتي انتشرت في محافظات العراق هنا وهناك...؟
اليست الدوله ...! لماذا لا تسارع الدولة بدفع رواتب الموظفين النازحين، وفتح مداس للاطفال، وايجاد مساكن لائقة بالعائلة العراقية ....ولماذا ...ولماذا ... ..! .....؟
وهنا نسال الحكومة والبرلمان العراقي لماذا لا يستنجد بالمنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية ان كانوا عاجزين، ماديا او معنويا ، من ايجاد حلول للازمة النازحين ...؟ ان لم يكن هؤلاء المسؤولين الحكوميين والحزبيين يتاجرون بقضية النازحين ..في وقت الذي اغلبية السياسين والاحزاب العاملة في ادارة الدولة العراقية كانوا قبل 2003 يعيشون تحت وطئة التهجير القسري والنزوح ولاسباب سياسية معروفه، فلديهم اذا يقين مطلق ومعرفة بحجم المعاناة النازحين، ولكن وقوفهم بهذا البرود دون مبادرة لمعالجة اوضاع النازحين يحمل لنا تفسيرا - وعسى ان نكون على خطأ - ان لا يكون الغاية من هذا التصرف هو الشماته او اشفاء الغليل من هؤلاء...! ونقول لهم ما ذنب هؤلاء النازحين ..! فهم ليسوا من ازلام النظام السابق ولا من انصاره لكي ينتقموا منهم بهذا التصرف الغير المسؤول ، وانما هؤلاء هم مواطنون ابرياء لا ذنب لهم لا بهذه الاحداث ولا بالاحداث السابقة ...؟
اين الانسانية، والنازحون مشردين منذ اشهر ولم يسال او تسال عنهم اية جهة حكومية او منظمة انسانية...؟
ونقول لقد انكشف الكثير من خفايا الامر لدى العراقيين وماعادوا يصدقون الحكومة ووعودها الكاذبة ...!
فمنذ اكثر من 5 اشهر وهم يعيشون بدون غذاء.. ولا مال.. ولا دواء.. و يعيشون بمساعدات غير لائقة من قبل هذه الجهة او تلك ، في وقت الذي تقدر اليوم واردات العراق مما يصدره من النفط مليارات الدولارات باعتباره اغنى بلدان العالم نفطيا .. واموال الشعب العراقي تحول للخارج ..و تسرق .. وتهرب .. وتنهب من قبل هذا وذاك ...! فاين الحكومة من ماساة هؤلاء العراقين .... اين .....؟

الحكومة المركزية مطالبة اليوم ، بحل ملف النازحين حلا جذريا وليس بأكياس من مواد غذائية لا تكفي ليوم واحد فحسب ...! ولا باغطية وملابس مهترئه ...! الحل يكمن بتحرير كامل للاراضي التي احتلها( داعش) في العراق وان يعيد النازحين معززين مكرمين الى ديارهم وبيوتهم ومحافظاتهم ، بعد ان توفر الدولة الامن .. والامان لهم وحمايتهم من الارهاب والارهابيين في تلك المناطق .. ولا ننسى القول هنا بان الكثير من العوائل التي ضاقت بها الظروف فتركوا الوطن، رغم انفهم ، بعد أن فشلت الدولة بمعالجة أوضاعِهم بعد ان تركتهم تحت مخالب الوحوش من عصابات (داعش) أوغلت بالفتك بهم، بسبب صراعات مذهبية .. ودينية .. و سياسية بغيضه.. و فشل الدولة من السيطرة عى ملفاتها الامنية وحماية المواطنين واراضي ومقدسات الدولة العراقية ، ونحن نرى الحكومة، يوم بعد الاخر، تزداد من وهن.. وضعف لتفقد العراق لاجزاء كثيرة من اراضيها وسيادتها عليها، ليردد في الشارع العراقي و ممن فقد الأمل والرجاء من النازحين والمهجرين قسرا اليوم وغيرهم قائلا : (أن الحكومة التي لا تقدم خدمة للمواطنيها ولاتستطيع حمايهم وتامن لهم حياة كريمة اللائقة والعمل المشرف اعتمادا على الكفاءة والجدارة والأحقية، فمثل هذا الحكومة ، بحسب هؤلاء، لا تستحق التقدير و المساند والدعم ...! )
ان موضوع النازحين و المهجرين، موضوع العراق الساعة، ملف شائك يحز في نفوسنا أشد ألما حينما نجد في دول الجوار وفي بلدان الغرب العراقيين المهجرين يتجاوز اعدادهم عى خمسة مليون مهجر ونازح قسرا ويعيشون بحالة ترثى لهم ، امس هجر الاشوريين المسيحيين ومازال تهجيرهم يجري على قدم وساق من العراق باضطهادهم دينيا وقوميا لدرجة التي اشبه ما يكون قد افرغت البلاد من هذا المكون الأصيل الذي كان في العراق بمثابة ورود تزين حديقة العراق الوارفة بالعرب والكرد والاشوريين والتركمان والايزيدين والصابئة ، لقد خرجت ظاهرة تهجير الاشوريين عن السيطرة بفعل التهديد المباشر لهم من قبل فصائل (الارهاب) الامس و(الدواعش) اليوم ، وبعد الاشوريين لا محال سياتي دور الاخر من الايزيديين والتركمان و الكرد والعرب ولن يسلم احد من مخاطر هذه الدوامة العاصفة بالعراق، ما دام النظام القائم في العراق يبنى على تميز والتفرقة والعنصرة والفوضى، بعد ان دب الوهن في مفاصل الدولة والحكومة وعدم استطاعتها الدفاع عن سيادة الوطن ومواطنيها وعتمادها -كما قلنا سابقا - على قوات التحالف الدولي والذي بدوره اثبت سوء تصرفه وعدم جديته بحل مشكلة العراق وتحرير البلاد من الارهابيين (الدواعش) بعدم جدوى من الضربات الجوية التي يشنها هذا التحالف .
وهذا ما دفع ويدفع النازحين والمهجرين إلى قطع الأمل والرجاء بالعودة إلى ديارهم وقراهم واستعادة أملاكهم على المدى القريب، فكل الدلائل تشير إلى هذا الاتجاه، وهذا ما أكده الرئيس الامريكي (اوباما) وأركانه وسائر الزعماء المتورطين في المشروع هذا التحالف، من كونِ حملة التحرير قد تستغرق عامين إلى ثلاثة بحسب تقديراتهم، بالرغم من اعتقادنا أن المسألة لا تستحق الإطالة لأكثر من اسابيع وليس اشهر ، فيما لو عقدنا العزم بنية صادقه وحسنة وبادرنا بتحرير الوطن من رجز الدواعش والاوغاد والمتامرين على سيادة الوطن و توجهنا باتجاه السليم ببناء علاقات انسانية واخوية وفق مبدأ التعايش السلمي واحتضان كل مكونات الشعب العراقي بدون تميز وتحت سلطة وقوة القانون الذي يحمي الجميع .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التذوق و جماليات الفن التشكيلي
- كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
- لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
- الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!
- هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
- الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
- اساطير
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية
- شعبي .. شعب العراق
- سوق السبايا في العراق
- النهر الثالث
- حب لا يسمح طبعه في العراق
- بغداد
- اليسار، ما له وما عليه
- داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواد الكنجي - محنة النازحون العراقيون في المخيمات