أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - حذاء السفير














المزيد.....


حذاء السفير


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الحين والآخر ، تطل على البشرية قصة حذاء ، يثير الجدل بين الناس ، وأول القصص ، قصة حذاء الطنبوري ، وهذا الحذاء جلب لصاحبه المتاعب والمشاكل والفقر ، والإحراج أمام الناس ، لأنه كان دائم التصليح والترقيع له ، إلى درجة أن بعض أصحابه نصحوه بالتخلص منه، فقام برميه في القمامة ، لكن أحدهم لم يستوعب أن يقوم الطنبوري بالإستغناء عن حذائه ، فقام بحمله من القمامة ، ورميه داخل غرفة الطنبوري من الشباك ، فكسر الزجاج وزجاجات المسك التي إشتراها ...وهذه نصف الحكاية .
أما الحذاء الإشكالي الثاني فهو حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي ، الذي كان صحافيا مغمورا ، قبل أن ينطلق حذاؤه إلى رأس بوش الصغير إبان زيارته لبغداد ،لكن بوش تمكن من تفادي الضربة ،لكن الحذاء إنطلق ودخل التاريخ ، وحسبت على بوش الصغير بأن مواطنا عراقيا ، إحتج على الإحتلال ،وقاومه بأصعب وأحقر أدوات ردة الفعل وهو الحذاء، الذي لم يعد مستساغا أن نقول عنه "أجلكم الله".
الحذاء المأساوي الثالث هو حذاء حذاء كليب ، زعيم قبيلة بكر العربية التي تحاربت بسبب هذا الحذاء مئة عام مع قبيلة تغلب العريبة، وأطلق على تلك الحرب إسم "حرب البسوس"، التي لم تكن كما قيل عنها بسبب ناقة ، بل بسبب "شسع نعل"، أي قطعة من جلد نعال كليب ، وقد هزمت قبيلة تغلب في تلك الحرب ، وأجبرت على المصالحة مع قبيلة بكر بعد طول تعنت، وبعد خسارة عشرات الآلاف من الضحايا.
لن أتحدث عن حذاء الساندريلا ، لأنه حذاء سبب الفرح لصاحبته ونقلها إلى مصاف الأميرات ، فالأحذية التي نحن بصددها الآن هي الأحذية المأساوية .
الحذاء الرابع الذي خلق مأساة جديدة هو حذا السفير القطري في القاهرة حمد سيف بوعينين، وسوف أتناوله من زاوية من إفتعل المشكلة ، وليس من زاوية صاحب الحذاء.
حذاء السفير بوعينين ، خلق أزمة أمنية بين الإنقلاب في مصر وبين دولة قطر ، لتضاف إلى ملف هذه العلاقات مأساة أخرى تعقد المسألة أكثر خاصة في ظل وجود إعلام إنقلابي لا يتقن سوى فن الردح، ويسير على قاعدة إذا الريح مالت مال حيث تميل ، ويحضرني هنا قول لمسؤول تركي كبير سمعته منه ذات حوار أن الإعلام المصري قبل الإنقلاب كان دائم المديح لتركيا و حكمها ، وأنه طالب مصر بالتحول إلى الطريقة التركية ، لكنه بعد الإنقلاب أخذ يشتم ويحقر من تركيا وطريقة حكمها ويصفها بالدولة الفاشلة.
هذه الأزمة مفتعلة بإمتياز، وأهدافها بحسب مفتعليها ليست بريئة ولا نظيفة ، وتندرج ضمن منظومة الثأر غير المبرر والإهانة لممثل دولة كانت لفترة وجيزة ، مقربة جدا ومن الدول المفضلة في مصر .
قصة هذا الحذاء أن الأمن المصري في مطار القاهرة أوقف السفير القطري بعد إجتيازه البوابة الأمنية في المطار متوجها إلى الخرطوم ، إذ "زمّر " الحذاء فما كان من المسؤول الأمني إلا الطلب من السفير أن يخضع للتفتيش الذاتي ويخلع حذاءه ، لكن السفير بوعينين رفض الإمتثال لهذا الطلب الإستفزازي ، وألغى رحلته ، وتوجه إلى منزله وبدل حذاءه وعاد إلى المطار بعد عدة ساعات ، وإجتاز البوابة الإليكترونية ، بأمان ، إذ لم "يزمّر "حذاءه الجديد.
المنطق يقول أن السفير القطري هو رجل دبلوماسي لديه حصانة ، ولا يعقل أن يخضع للتفتيش الذاتي و يطلب منه خلع حذاءه ، تحت أي سبب كان ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعريضه لمثل هذا الموقف المهين ،إذ عومل في مطارالقاهرة وكأنه مهرب مخدرات.
القصة لا تكمن في "تزمير "الحذاء ، بل تكمن أول ما تكمن في "تزمير "الإنقلاب في مصر بعد المصالحة الخليجية في الرياض وعودة المياه الخليجية إلى مجاريها ،أي أن القصة تكمن في الخلاف المصري الإنقلابي والموقف القطري الداعم لتطلعات الشعب المصري ، وما أكبر هذا الملف ، حيث جرى مؤخرا سحب الوديعة القطرية من البنوك المصرية وقيمتها 2.5 مليار دولار ، وبقاء فضائية الجزيرة تسليط الأضواء على حركة الشارع المصري، ونقلها إلى العالم.
هناك تحليل فسيولوجي حول هذه القصة ، وهي أن رغبة الإنقلابيين كانت ملحة للإنتقام من الحذاء القطري الذي "زمّر " ،لذلك كان الحذاء وسيلة إنتقام جد رخيصة .
ترى لماذا إضطر السفير القطري إلى إجتياز البوابة الإليكترونية في مطارالقاهرة ، والسؤال :هل يجرؤ أحد مهما كانت رتبته كبيرة أن يطلب من أي مسؤول أو حتى مستعمر من مستعمرة إسرائيل ، أن يخضع للتفتيش ويخلع حذاءه حتى لو ظهرت كمية المتفجرات بادية للعيان دون أجهزة اشعة ؟
عموما فإن قصة تغلب وبكر تطورت بعد المصالحة من الحذاء إلى المكتسبات التي حققتها بكر على حساب تغلب ، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه ، إذ أصبح الصراع بين الإنقلاببين في المحروسة مصر وبين دولة قطر ، على الأدوار التي باتت تليق بقطر.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات الأسيجة
- مناشدة من أجل الاصلاح في بطريركية الروم الارثوذكس في القدس
- العربية لحماية الطبيعة تحتفل بإنجازاتها وتطلق حملة لزراعة مل ...
- الجمعية البرلمانية الأسيوية تدين انتهاكات إسرائيل في المسجد ...
- منتدى الفكر العربي يشارك في الندوة الدولية بقرطبة عن ابن الخ ...
- السلفيون لا الإخوان
- إعلان القدس عاصمة للسياحة الإسلامية 2015 ..فخ فإحذروه
- في ندوة تنامي الغضب الشعبي الفلسطيني – القدس نموذجا
- مقترحات دي مستورا في سورية: تسويات صغيرة تصطدم بعوائق كبيرة
- سفير مستعمرة -إسرائيل - في الأردن .. -حرق بنّها-
- الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2014 الخيارات الفلسطينية في ض ...
- -الإخوان - في الأردن بأمان
- -إعلان عمان ... خريطة طريق لمستقبل أفضل لمسيحيي البلدان العر ...
- الشباب العربي الأرثوذكسي ..إصلاحيون لا منشقون
- د.سناء الشعلان في معرض- ابتسامة الكتّاب-في بلغاريا
- تباشير الكونفدرالية ...الروابدة يتحدث
- -أَعْشَقُني- في المؤتمر الدّولي-أفق الخطابات-
- في كتاب لأكاديمي إيطالي :المسلمون في إيطاليا 1.3 مليونا
- فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل
- إستطلاع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات :85% من الرأي ...


المزيد.....




- -45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام ...
- مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س ...
- -الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
- إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في ...
- أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
- -الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية- ...
- مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
- ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
- دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
- توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - حذاء السفير