منعم وحتي
الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 19:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أستحضرعدة كتابات من الأدبيات الاشتراكية، تعمقت في تفكيك العلائق الكولونيالية للدول المُسْتَعْمِرَة بالمُسْتَعْمَرَةِ، مرورا بماركس، لينين و روزا لوكسومبورغ وحتى اجتهادات منظري التبعية و التبادل اللامُتكافئ.
أقف عند التحليلات الدقيقة لماركس و كذا دراساته للنموذج الاستعماري لبريطانيا في الهند، و إثبات حقيقة أن الامبريالية الاستعمارية صرَّفت أزمات فائض الإنتاج بخلق منافذ جديدة للاستهلاك، و كذا باستنزاف خيرات المُسْتَعْمَرات، و استعباد قوة اليد العاملة الوفيرة و الرخيصة، إلا أن ما يجب تمحيص النظر فيه هو اعتبار كارل ماركس أنه بجانب العامل التدميري و الاستغلالي هذا، فإن للاستعمار دورا في تقدم و تحديث بنيات هذه الدول المُسْتَعْمَرَةِ، ووضع بعض الأسس المادية للتطور لخدمة مصالحها الكولونيالية أولا : طُرق، قناطر، سكك حددية، مواصلات،مصانع ...
إن جدلية علاقات الإنتاج هذه، تفتح أعيُننا على المأساة التي عرفتها بلادنا بسبب الفيضانات الأخيرة، أخذا بعين الاعتبار طروحات ماركس حول البنيات التحتية الاستعمارية، فلماذا تصمد طرق و قناطر العهد الاستعماري أمام السيول الجارفة، في حين أن نظيرتها المخزنية و الحديثة النشأة تنهار مع أول امتحان مائي !!!!!
هل مَرَدُّ ذلك إلى قلة الخبرة ؟! لا أعتقد ذلك لأن التطور الهندسي و التقني بالمقارنة مع الفترة الاستعمارية يُرجح كفة خِبرةِ و كفاءة مهندسينا. هل بسبب قوة السيول و التساقطات ؟! لا أظن ذلك، و إلا أصبحت هاته المُنشئات الطرقية لفرنسا حُطاما منذ زمن بفعل تراكم غضب الطبيعة لكل هاته السنين.
لن تبقى إلا فرضية واحدة، أن هناك غِشٌُا غير بريء في : مواد البناء، تفويت الصفقات، غض الطرف المٌؤدى عنه في المُراقبة، استرخاص أرواح المغاربة، عمولات المسؤولين المركزيين و المحليين.
فلتكن عندكم الجرأة لافتحاص نهب المال العام هذا بين مافيات العاصمة و اللوبيات المحلية، و إلا أصبح تسويق ربط المسؤولية بالمحاسبة شعارا أجوف لاستهلاك الواجهة.
أم هو تبادل مصالح مُهَيْكَلٍ لإدامة تمكن طبقة فاسدة من زمام الحُكْمِ !!
منعم وحتي / المغرب.
#منعم_وحتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟