|
اكذوبه حق الشهيد
فادي سويرس
الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 16:47
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
اكذوبه حق الشهيد.
بعد اعلان براءه مبارك دوت اصوات عده في فضاء مصر بل والعالم كله وكان الصوت الاعلي في الشارع المصري: "حق الشهيد ضاع" بغض النظر عن رايي في موضوع الشهاده هذا برمته الا اني اجد –من وجهه نظري- ان هذه المقوله بها مخالفه منطقيه. ان عقوبه من تسبب في قتل الثوار ليست حقا للشهيد بل انها حق من يعيش. العقوبه غرضها اجبار الفرد المخطئ علي عدم تكرار فعلته و توضيح رساله واضحه لكل من يفكر في اقتراف تلك الفعله لاحقا. العقوبه هي احدي وسائل تشكيل المانع النفسي لدي الافراد لاجبارهم علي عدم المبادره لافعال مماثله و تشكيل ذاكره مؤلمه لدي المجرم يستحضرها عقله حاله اتاحه الفرصه لتكرار جريمته. فمثلا الانفلات الامني المتعمد وارهاب المواطنين من المساجين الهاربين الذي لم نري حتي هذه اللحظه له او اي دليل علي هجوم اي من المساجين الهاربين بشكل جماعي علي اي منطقه علي مستوي الجمهوريه, كان حتما بغرض ان يعود الثوار بشعور الذنب الي بيوتهم وان تترسخ تلك الذكريات المرعبه في عقولهم حتي اذ تفكر احدهم مره اخري في اللجوء الي الشارع تقف تلك الذكريات حائلا نفسيا بينه وبين ما يمليه عليه عقله. هذه عقوبه. مسلسل العقوبات التي طبقت علي الشعب المصري علي مدار ثلاث سنوات لا حصر لها وان كان اكبرهم حجما التسليم المعيب للسلطه من قبل المجلس العسكري للاخوان المسلمين. كل تلك التصرفات هي عقوبات لتاديب الشعب. وهذا هو لب وغرض العقوبه "التاديب" وبما انه لا يمكن لشخص ان يتسبب في مقتل احد مرتين فان التاديب والعقوبه للنظام المجرم ورموزه امر بلا معني لمن وقع عليه ضرر لا يمكن تكراره. انه حق من يمكن ان يقع عليه الضرر مستقبلا. انه حق الاحياء من المصريين. اذ بتاديب القتله وعقوبتهم –اي من كانوا- تتحق الصوره الذهنيه لدي الجميع عن العداله وهيبه القانون الذي هو اساس الدوله .... فهذه هي هيبه الدوله الضائعه للتمسائلين عنها. اما اذا ضاعت قدره الدوله علي ترسيخ تلك الصوره لدي المجتمع فتضيع هيبه الدوله من اساسها مما يسبب تجاوزات الموتورين او حتي الماجورين في حاله وجودهم مما يدفع الدوله للرد بالعنف وفي حاله دولتنا الشريفه يكون الرد عاده العنف المفرط الذي يؤدي الي احتقان اكبر وشكاوي اكبر تعامل من الجهات الرقابيه والقضائيه بنفس العوار القضائي فيفقد الناس ما تبقي لديهم من ايمان بالقانون لنجد انفسنا امام ما يرهبنا به النظام دائما "الفوضي"
لكن ان تحقق لدي الاحياء من المواطنين صوره القانون السليمه في اذهانهم يكون الهدوء والاستقرار محتوما حتي وان احتدم البعض فسيكون من عقوبه كبار الدوله المجرمين هيبه للقانون كفيله بردع هؤلاء عن عنفهم. اما غير ذلك فلا يلام علي ضياع هيبه الدوله ولا عجز القانون ولا الفوضي الا من اهان المفهوم المترسخ عند الناس للعداله. وهي الجزاء من جنس العمل وتكوين الحاجز النفسي عن التطاول علي القانون بتنفيذ العقوبات العادله. اما عن حق الشهيد فهو تحقيق ما مات من اجله. بكل بساطه. ان مات احدا في سعيه لتحقيق هدفا نبيلا فحقه الابسط هو تحقيق هذا الهدف وحقه ايضا تكريمه و تشريفه في اهله من بعده. فحق مينا دانيال مثلا ليس فقط محاكمه رجال المجلس العسكري المسؤلون عن تلك المذبحه ... هذا حق البشر القامعين تحت الدوله القاتله اما حق مينا هو ببساطه تحقيق مفهوم المواطنه واحترام مساواه المسيحيين ورد حقوق ما تخرب من ممتلكاتهم تحت مسؤليه الدوله المتراخيه او المتواطئه في رايي. ليس حق الحسيني ابو ضيف محاكمه الاخوان هذا حق ثوار 30 يونيو حق الحسيني تحقيق الدوله القابله للرقابه والمراقبه وحمايه خاصه للصحافيين كمسؤليه مباشره علي الدوله. وحق الشهداء من الشرطه والجيش ليس حمايه النظام ليس ردع المعارضه بل تحقيق ما ماتوا هم من اجله وهو الامان والاستقرار في مصر وهو الامر الذي لن يتحقق الا بمحاكمات عادله ناصفه شافيه علي كل من اجرم في حق الدم المصري دول محاباه ولا تاجيل.
الخ الخ الخ الراحلون كثيرون والمطالب عده.
لدي مجتمعنا تبلد واضح تجاه حقوق الاخرين حتي وان كان الدور يدور ودور كل منا ينتظره في مكان ما من الزمن المرتب نامل ان يستفيق مجتمعنا علي حقوقه المباشره الضائعه حتي يتثني لنا جميعا استرداد حق الشهداء في انجاح من قدموا هم حياتهم لاجله.
حياه افضل لمن يحبون هم.
للشهداء الرحمه وللاهالي التعزيات.
#فادي_سويرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب المقدسه علي العقول
المزيد.....
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|