|
من أرشيف البيت الهاشمي ------ قراءة في منهجية - الحسن السلمية -
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 10:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من أرشيف البيت الهاشمي منهجية "الأمام الحسن" السلميّة عبد الجبار نوري ترك البيت الهاشمي بصماتهُ في السفر العظيم لتراث الأمة ، في ثقافة الأدب والشعر والنثروفن الخطابة في السهل الممتنع ودقة المنهجية العلمية ، والفروسية ، ومكارم الأخلاق في الوعظ والأرشاد، والكرم والجود بالنفس لتحقيق الوحدة المجتمعية . واليوم نحن أمام أحد أعمدة البيت الهاشمي وأقماره " الحسن أبن علي" طودٌ شامخٌ ، وقورٌ صبورٌ، سيّدٌ ، كريمٌ ، ورحيمٌ ، وحليمٌ ، ومتواضعٌ ، ومن ألقابهِ المجتبى ، الزكي ، كريم أهل البيت ، ريحانة رسول الله ، كيف لا وقد نَهَلَ من المدرسة النبوية لسبع سنوات ، ومن المدرسة العلوية ثلاثين سنة لذا أصبح حضورهُ بارزاً ومميّزاً في شخصيةٍ محوريةٍ أسمهُ الأمام " الحسن أبن علي" نجددُ ذكرى أستشهادهِ الغائب الحاضرفي 7 صفر 50 للهجرة ، والذي يصادف اليوم ، وأستشهد بالسّمْ على يد زوجتهِ جعده بنت الأشعث الكندي بأمرٍ من معاوية – خصمهُ ومنافسهُ ومغتصب حقهُ افي الخلافة – مروج الذهب /ج2 ص36 ) . الصلح أو التنازل الأسباب : يصحُ هنا أنْ نقول لكل حادثٍ حديث ، والحديث فيه طويل وخاضع للصح والخطأ ، الأفضل أنْ نلقي الضوء من الكاشف التأريخي حول هذهِ النقلة النوعية والمفصلية في حياة الأمة ، وثُمّ نترك للقاريء المثقف أنْ يقييّم مبادرة الأمام السلمية ، أو الصلحية: الأحداث تتسارع حول الأمام 1-قلة عدد أشياعه ، عدم أيمانهم بمبدأ " الأمامة " وأزدواجيتهم في الولاء ، وميلهم لحب الدنيا ، وولائهم لسلطة الأقوى وطمعهم في أغراءات معاوية المالية وتوزيع المناصب وموائدهِ الدسمة ( كتاب الحسن أبن علي- عبد القادر أحمد اليوسف ص 60 ). 2- كان عند الحسن أهم قضية – بعد أستشهاد أبيه – هي مواصلة القتال ضد معاويه ، فأنشأ جيشاً بقيادة أبن عمهِ " عبيد الله أبن العباس " ولكن معاويه أرشاه فأنقلب على الحسن ، 3-تعرَّض إلى ثلاثة محاولات أغتيال : الأولى/ رماهُ أحدهم بسهم عندما كان يصلي وجاءت بذراعهِ ، الثانية / ضربة خنجر أثناء الصلاة ، الثالثة / وهي الأخطر طعنة رمح في فخذهِ في طريقهِ إلى المدائن . (كتاب التوحيد/ لأبن خزيمه ، الطبري – الجزء الرابع) 4- معاناة الحسن * حزنهِ على فراق جدهِ ، وأبيه ، * شهد الهجوم على دار أمهِ فاطمه ، وما حصل عليها من أعتداء ، وهتك حرمة دارها ، * وشهد ما تعرّض لهُ أبوه "علي" من الظلم والجفاء وغصب خلافتهِ ، والتعرض لشخصهِ على المنابر، وقنوت الصلاة ، *شهد طعنة أبيه بالسيف أمام عينيه في المسجد وأستشهادهِ ، * قتل معاويه أصحاب أبيه واحدا تلو الآخر.( الكامل في التأريخ- لأبن الأثير ). 5- ثُمّ أنّ معاويه أكتسب الشرعية على أدارة بلاد الشام عندما عيّنهُ الخليفة الراشدي الثالث والياً عليها ، وأستقل بها عند خلافة علي ، وهذا مما ساعده على تكوين جيش أموي شامي موالي لهُ بالأغراء والقوّة ، والمعروف عن معاويه أنهُ من دهاة العرب وأحاط نفسهُ برجالٍ مثلهِ "كعمر أبن العاص" الذي يلقب بثعلب العرب الماكر، وكما يقول المثل ( شبيه الشيء منجذبٌ أليهِ ) ، كما أنّ معاوية أستعمل سياسة الشدة حيث صفى جميع أصحاب علي وخصومهِ من مؤيدي الحسن ، بأستعمال ( السُمْ ) حين وصفهُ المؤرخون بأنّ لهُ { جيشٌ من السُمْ } . الخلاصة// أختار الحسن الصلح بدل الحرب لتحقيق هدف الأصلاح في الأمّة ِ، وفضحَ نوايا عدوهِ الدنيوية ، وطلب الهدنة من معاويه " لحقن دماء المسلمين وقطع دابر الفتنة ، والقضاء على التفرقة " ( مروج الذهب /ج2 ص36،ومقاتل الطالبيين) ، ثُمّ أنّ قول جده الرسول فيهِ لا يفارق ذهنهُ عندما قال : {أنّ هذا أبني سيّدْ وسيصلح الله بهِ بين فئتين عظيمتين من المسلمين} رواهُ البخاري ، وختم قراره السياسي بهذهِ العبارة المؤثرة التي تدل على حكمة وعقلانية وحنكة هذا القمر الهاشمي {فوالله لأنْ أسالمهُ وأنا عزيز، خيرٌ منْ أنْ يقتلني وأنا أسيرهُ أو يمُنّ عليّ فتكون " سُبَةً " على بني هاشم إلى آخر الدهر}، وقد ترك الدنيا الفانية رغبة في الآخرة الباقية ، في حقن دماء الأمة ، وأجماع الكلمة على أميرٍ واحد( البخاري) – وسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم تبعثُ حيا -----
عبد الجبار نوري/ السويد
في/ 1-12-2014
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
{ لا } --------- للتمييز في البرلمان بين الشهداء
-
ثقافة الفوضى----- وحكومة المقبولية
-
أضاءات سوسيو نفسية ------- في أوهام البطولة الداعشية
-
مصفى بيجي ------- 150 يوم صمود أسطوري
-
السياسة الأنبطاحية -------- لحكومة المقبولية
-
أيها العراقيون -------- أحذروا - ديمبسي - !!!
-
عُكاظ ----- الموصل
-
التقشّف ------- حذاري الرغيف خط أحمر
-
مُعلّمْ البروليتاريا------- كارل ماركس
-
المناضل القس - لوثر- والحلمI have adream
-
تجليات مسودّة قانون الرأي والتعبير----- بين الواقع الوطني وا
...
-
فضائح السياسة الأمريكية في الوجود الداعشي
-
خواطر بغدادية ------- أحلاها مُرْ
-
لعبة التسقيط
-
منظومة الحرس الوطني------- أستراتيجية خطيرة
-
الرئاسة البرازيلية ------- وشيء من الهذيان !!
-
البرنامج الحكومي--------- بين المشروعية والمزاجية
-
التحالف الغربي - الأمريكي - العربي------- وموقف البيت الشيعي
...
-
- شيلة - أم الشهيد ----- أتشوّرْ !!!
-
سنتان ونصف نجاحاً وتألقاً---------- المركز الثقافي العراقي ف
...
المزيد.....
-
أمريكا تعلن عن مساعدات إلى لبنان بقيمة 157 مليون دولار
-
ترامب يقول إن على إسرائيل -ضرب- المنشآت النووية الإيرانية
-
-حزب الله- يكشف حقيقة صور طلبها نتنياهو وكلفت إسرائيل عشرات
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن يؤكد عدم جدوى إرسال الأسلحة الغربية
...
-
مسيرات في عمّان تضامنا مع فلسطين ولبنان
-
-بلومبيرغ-: البنتاغون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأ
...
-
اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن نفقات ا
...
-
باسيل يحدد -سبيلا- لـ-انتصار- حزب الله ويؤكد أن المشكلة ليس
...
-
غارات إسرائيلية عقب إنذارات جديدة لسكان الضاحية الجنوبية في
...
-
فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللب
...
المزيد.....
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
المزيد.....
|