حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:01
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
حلوة زحايكة
عندما يترجّل الفرسان
4 حزيران1989م، اليوم الذي استشهد فيه القائد الوطني الفلسطيني عمر محمود القاسم عضو الجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، رجل الفكر والقيم والأخلاق والمبادئ والنضال، من مدينة القدس، حي الشيخ جراح، استشهد بعد قضاء مدة طويلة في غياهب سجون الاحتلال، متنقلا من سجن الى سجن، ومن زنزانة الى زنزانة، بحيث لم يبق سجن واحد لم يزره، ولا سجين لم يعرفه، أو لم يلتق به منذ 1968م، وهو تاريخ اعتقاله، وحتى يوم استشهاده، عرفوه مناضلا صلبا، قائدا فذا في سجون الاحتلال، مارس النضال داخل وخارج السجن، بأروع صوره، فأطلق عليه زملاؤه بالمعتقل شيخ الأسرى والمفكرين، لما كان يتمتع به من قوة وبأس، وقوة بالفكر والارادة، ويعتبر الشهيد أول قائد وشهيد يدخل السجون الإسرائيلية بمستوى عضو لجنة مركزية، اليوم عاد الى مدينته وحبيبة قلبه القدس يحمل في نعش على الاكتاف، بدأت تسير المسيرة من حي الشيخ جراح وروحه تحلق في سماء القدس، ترفرف في شوارعها وأزقتها وحاراتها، التي حرم منها وهو على قيد الحياة، يقبع خلف القضبان، كانت الحناجر تهتف وتجلجل، والنساء تزغرد وتغني لعرس البطل، وطبول الكشافة تقرع، وسلاسل بشرية على طرفي المسيرة، وأكاليل كثيرة من الزهور، ولافتات بعدة اشكال، ومراسلو تلفزة ووكالات انباء، جاؤوا لتسجيل هذا الحدث الجلل، شاركت كل الفصائل الوطنية في جنازته، تجاوز عدد المشاركين العشرة آلاف شخص، كنت اشعر برهبة كبيرة، واشعر بروحة تحلق فوقنا، الى ان وصلنا الى باب الأسباط كان هناك قوات كبيرة من الشرطة والجنود، على أهبة الاستعداد للأنقضاض علينا، ودخلنا الى ساحات الأقصى، ورفع للمرة الأولى العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى، وأدّى المشيعون تحية العلم، وبعد صلاة الجنازة على روحه الطاهرة، ووري الجثمان في مقبرة باب الاسباط حيث سيوارى هناك، وما أن تمت موراة الجثمان، حتى بدأ الاشتباك بين المشاركين بالمسيرة وقوات الاحتلال وتعالى صوت الرصاص وقنابل الغاز.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟