أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - أزمة النظام تتفاقم: وقف الحرب وانتزاع الديمقراطية واجب الساعة















المزيد.....

أزمة النظام تتفاقم: وقف الحرب وانتزاع الديمقراطية واجب الساعة


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أزمة النظام تتفاقم: وقف الحرب و انتزاع الديمقراطية واجب الساعة.
بقلم: تاج السر عثمان
ازدادت أزمة النظام الحاكم في السودان عمقا بسبب سياسات نظام المؤتمر الوطني الحاكم التي تحاول عبثا مصادرة هامش الحريات والحقوق الأساسية في بقايا الدستور الانتقالي للعام 2005م، كما هو الحال في عرقلة المفاوضات مع الحركات والتحضير المستمر للحرب ومآسيها من دمار واغتصاب وسلب ونهب ، واثارة الحروب القبلية والنعرات العنصرية حتي بين بطون القبيلة الواحدة، باستخدام سياسة " فرق تسد" ، والمصادرة اليومية للصحف واعتقال الصحفيين، ومقترحات التعديلات في الدستور لتكريس حكم الفرد المطلق بعد فرض ترشيح البشير لولاية ثالثة ، وبهدف المزيد من السير قدما في طريق سياسة خصخصة مرافق الدولة الرئيسية، والمزيد من سحب الدعم عن السلع الأساسية وخدمات التعليم والصحة وبقية الخدمات، اضافة الي تفاقم الاوضاع المعيشية والزيادات في الاسعار بمتوالية عددية مع ثبات الاجور، اضافة الي الضرائب والجبايات الباهظة التي ادت الي تعطيل النشاط الزراعي والصناعي والتجاري. فضلا عن تصعيد الحرب في مناطق جبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان ودارفور..
لقد عمقت سياسات النظام غياب التنمية المتوازنة والاستعلاء الديني والعنصري، وادت الي نهوض الحركات في الريف السوداني واطراف البلاد، والتي دفعها النظام دفعا الي حمل السلاح دفاعا عن حقهم في التنمية التوزيع العادل للثروة والسلطة وحقهم في الحكم الذاتي ودفاعا عن هويتهم الثقافية، التي داس عليها النظام من خلال تعميق الخطاب العنصري البغيض ، وعدم تنفيذ استحقاقات الاتفاقات التي ابرمها مع الحركات ( نيفاشا، ابوجا، الشرق ، الدوحة...الخ). وكانت النتيجة اندلاع الحرب بشكل اوسع واعمق من السابق ، فقد شهدت الايام الماضية اتساع نطاق الحرب في دارفور وكردفان، وجنوب النيل الأزرق..
وبطبيعة الحال، لابد من وقف الحرب لأنها باهظة التكاليف اضافة لمآسيها الانسانية والكوارث التي خلفتها من تشريد الالاف من قراهم ومدنهم، اضافة لتكلفة الحرب التي تصل الي 4 مليون دولار يوميا، والتي تتحملها الجماهير الكادحة بزيادة الاعباء الضريبية عليها ، والارتفاع المستمر في الاسعار ، وزيادة ميزانية الحرب علي حساب التعليم والصحة وبقية الخدمات والشحيحة اصلا، واذا أخذنا في الاعتبار الزيادات المتوقعة علي اسعار بعض السلع مثل : الدقيق والسكر والمحروقات ، الكهرباء..الخ، حسب توصية صندوق النقد الدولي، فان أزمة النظام سوف تزداد تفاقما..
هذا اضافة لأزمة الصراع داخل السلطة الذي يتواصل ويزداد احتداما، ، وهو صراع مصالح يدور حول السلطة والثروة، مما يشير الي تآكل النظام وتمزقه الداخلي، وذلك من علامات انهيار وزوال النظام الذي اصبحت قاعدته تتقلص يوميا..
وتزاد الاوضاع بؤسا في اقليم دارفور الذي يتدهور الامن فيه بمتوالية هندسية، وترتفع مطالب جماهير دارفور والمجتمع الدولي من اجل : انهاء حالة الطوارئ في الاقليم، ووقف الحرب والصراعات القبلية ، وضرورة توصيل الاغاثة للنازحين، وعودة النازحين الي قراهم ، وتوفير الامن حتي يعود المزارعون الي الانتاج الزراعي والحيواني بدلا من الاعتماد علي الاغاثات، والتعويض العادل لهم، ووقف الحرب ، وضرورة الحل الشامل والعادل للازمة الذي تشارك فيه كل القوي السياسية والمدنية والحركات المسلحة، بعد أن فشلت الحلول الجزئية.
علي أن دعوات النظام للحوار ماهي الا ذر للرماد في العيون، وتعبير عن الازمة العميقة التي يعيشها النظام والتي بدأت منذ انقلاب 30 يونيو 1989م الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير.وتم اعلان حرب الابادة الجهادية التي امتدت وتوسعت لتشمل جبال النوبا والنيل الأزرق والشرق ودارفور، وحرب علي الشعب السوداني وقواه السياسية والنقابية، وتم تشريد الاف المواطنين من أعمالهم، واعتقال وتعديب الالاف في سجون الانقاذ، والتعذيب حتي الموت كما في حالة الشهيد د. علي فضل. ورفعت الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة ، وتم تدمير السكة الحديد والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية، ومشروع الجزيرة وبقية المشاريع الزراعية. وتم تعميق الفقر حتي اصبحت نسبته 95% من جماهير شعبنا. وبعد استخراج البترول وتصديره عام 1999م لم تذهب جزء من عائدته لدعم الزراعة والصناعة والتعليم والصحة وبقية الخدمات، بل استمرت الزيادة في أسعار المحروقات حتي الزيادات الأخيرة بعد انفصال الجنوب التي ادت الي هبة سبتمبر 2013م التي راح ضحيتها اكثر من 200 شهيدا. وحتي بعد توقيع اتفاقية نيفاشا التي اوقفت الحرب لم يتم تنفيذ جوهرها الذي يتعلق بالتحول الديمقراطي والتنمية وتحسين الاوضاع المعيشية، وقيام انتخابات حرة نزيهة تفتح الطريق لقيام استفتاء حر ونزيه يؤكد خيار وحدة السودان كما جاء في الاتفاقية والدستور، ولكن سياسات المؤتمر الوطني طيلة السنوات الماضية عمقت الكراهية والاستعلاء الديني والعرقي والحقد والمظالم لدي الجنوبيين حتي اصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية. مما قاد الي خيار الانفصال. وبالتالي يتحمل المؤتمر الوطني المسؤولية التاريحية في تمزيق السودان الذي ظل موحدا لحوالي قرنين من الزمان..

يتضح مما سبق أن ازمة البلاد اصبحت عميقة، وهناك خطورة أن يؤدي ذلك الي المزيد من تمزيق وحدة ماتبقي من الوطن بعد انفصال الجنوب.وهذا يتطلب وحدة المعارضة حول الحد الأدني منأجل اسقاط النظام وقفل الطريق أمام الطغمة الحاكمة لعرقلة المفاوضات بالمراوغة والحلول الجزئية التي كدت التجربة فشلها، ولابديل غير الحل الشامل الذي يفتح الطريق امام الديمقراطية ووقف الحرب، هذا فضلا عن ضرورة :
تصعيد النشاط السياسي الجماهيري من أجل وقف الحرب ، والحل الشامل والعادل لقضايا مناطق دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، ومواصلة النضال اليومي من أجل.
* توسيع الحقوق والحريات الديمقراطية والنقابية، واطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وكفالة حرية الصحافة فعلا لاقولا ، وحرية تسيير المواكب السلمية التي يكفلها الدستور الانتقالي لسنة 2005م، ووقف عنف مليشيات المؤتمر الوطني.
*مواصلة النضال من اجل تحسين الاوضاع المعيشية وتركيز الاسعار وزيادة الاجور لمواجهة الغلاء والارتفاع المستمر في اسعار السلع والخدمات، وحل قضايا الجماهير اليومية مثل: انقطاع خدمات المياه والكهرباء، ومشاكل السدود، وبيع الاراضي والساحات والميادين العامة، وحل قضايا المزارعين ، وضد الرسوم الباهظة علي التعليم والعلاج، وتوفير الدواء باسعار معقولة..
واخيرا ،لابديل غير الوحدة من أجل اسقاط نظام الحكم الحالي، وقيام حكومة انتقالية تعمل علي :
*وقف الحرب فورا وتشرع في الحل الشامل والعادل لقضايا مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق، وقيام المؤتمر الدستوري الذي يقرر شكل الحكم في البلاد..
*تحقيق التحول الديمقراطي، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات، والحل العادل لقضايا المفصولين
*تحسين الاوضاع المعيشية، وقيام المؤتمر القومي الاقتصادي لمعالجة الخراب الذي احدثه نظام الانقاذ، واعادة النظر في المشاريع التي تمت خصخصتها وبيعها ونهبها، واستعادة ممتلكات الشعب المنهوبة.
* قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية
ولاشك أن التراكم الكمي للمقاومة التي تخوضها يوميا جميع فئات جماهير شعبنا من أجل المطالب اعلاه سوف تفضي في النهاية الي الانتفاضة الجماهيرية الشاملة التي تطيح بالنظام وتلقي به في مزبلة التاريخ ، وسوف تستفيد جماهير شعبنا من تجاربها السابقة ،وتعرف كيف تحمي وتواصل ثورتها.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من نادي عمال السكة الحديد بعطبرة.
- نظام الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية: المزيد من القمع والحروب ...
- تفاقم أزمة النظام الرأسمالي وضرورة البديل الاشتراكي.
- تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبديل.
- الذكري 61 لتأسيس الجبهة الديمقراطية:
- كيف تناولت الماركسية مسألة الدين؟
- التشكيلة الاجتماعية لسلطنة دارفور
- الحكم الاسلاموي في السودان وادمان الفشل.
- تجربة الاضراب السياسي والعصيان المدني في ثورة اكتوبر 1964م
- الذكري 97 للثورة الروسية
- الذكري ال 50 لثورة اكتوبر 1964م
- الثورة العلمية التقنية والمتغيرات في التشكيلة الرأسمالية
- الجذور التاريخية للتنوع الثقافي في السودان
- التشكيلة الاجتماعية للسلطنة الزرقاء
- الطبقة العاملة السودانية: النشأة والتحولات
- المثقفون والثورة الوطنية الديمقراطية
- الرأسمالية الوطنية : المفهوم والمصطلح.
- في الذكري الاولي لانتفاضة سبتمبر 2013م.
- نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان(2).
- نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان.


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - أزمة النظام تتفاقم: وقف الحرب وانتزاع الديمقراطية واجب الساعة