أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - -أميرة- في طولكرم














المزيد.....

-أميرة- في طولكرم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 13:34
المحور: الادب والفن
    



في شهر أيلول-سبتمبر- الماضي تلقيت دعوة من السّيّدة الفاضلة أسمهان عزوني، لتستضيفني في لقاء ثقافي في مكتبة بلدية طولكرم، واتفقنا أن تكون روايتي "أميرة" محور اللقاء، وتأخر صدور"أميرة" حتى نهاية شهر كانون أوّل"اكتوبر" كانت خلالها الأخت عزّوني في زيارة عمل للصين ضمن وفد رسمي، وأخيرا تحقق اللقاء في 29 تشرين الثاني"نوفمبر" 2014 في قاعة مكتبة بلدية طولكرم. وهذا التاريخ يعيد ذاكرتنا إلى القرار -181- الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من العام 1947، والذي ينص على إإقامة دولة فلسطين، وبجانبها اسرائيل، فقبل قادة الحركة الصهيونية القرار، وتبين لاحقا أنهم وافقوا على الجزء الذي يتعلق باسرائيل، ورفضوا ولا يزالون إقامة دولة فلسطين ليس على الأراضي التي ينص عليها القرار وهي حوالي 48% من أراضي فلسطين التاريخية فحسب، بل إنهم يرفضون قيامها على 22% من تلك الأراضي والتي باتت تعرف بالضفة الغربية وجوهرتها القدس، وقطاع غزة.
وجاء اللقاء الثقافي في مكتبة بلدية طولكرم بشكل عفوي في هذا اليوم، ذكرى قرار تقسيم فلسطين، وكانت "صدفة خير من ميعاد" حيث أنّ رواية "أميرة" تتحدث عن جانب من نكبة الشعب الفلسطيني الكبرى في العام1948. وكان لي شرف هذا اللقاء الذي حضرته بصحبة الأستاذ محمد صبيح، وفي طريقنا الى طولكرم، أمعنّا النظر بجمال جزء ساحر من أراضي دولتنا العتيدة، ولم يعكّر صفو متعتنا سوى تلك المستوطنات المقامة على أرضنا المغتصبة، وتلك الحواجز العسكرية الاحتلالية الثابتة والطّيارة.
هذه ليست المرّة الأولى التي أزور فيها مدينة طولكرم، في شمال الضفة الغربية المحتلة، فقد زرتها مرّات كثيرة، لكن هذه الزيارة كان لها وقعها الخاصّ على عقلي وفكري، فقد سعدت بالتطوّر العمراني في المدينة، لكنّ سعادتي كانت أكبر بأهلها الطّيبين، فجمال المدينة الذي يفوح منه عبق رائحة برتقال فلسطين، وطيب خضار وفواكه المدينة، يتعمّد ويزداد شذاه ومذاقه جمالا بأهل المدينة، ليتأكد المرء من صحّة مقولة شاعرنا العظيم الراحل محمود درويش"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" وهل هناك من يستحق الحياة أكثر من شعبنا؟
صحيح أنّ الاحتلال بصلفه ومظالمه ينغصّ العيش الكريم لأبناء شعبنا، لكنّ شعبنا شعب الجبارين "يعشق الحياة ما استطاع إليها سبيلا."
ومن حبّ شعبنا للحياة الكريمة وللحريّة التي ننشدها، والتي لن تكتمل إلا باقامة دولتنا العتيدة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، بعد كنس الاحتلال ومخلفاته كافة، فإن هذا الشعب حريص على مشروعه الثقافيّ، لما للثقافة من دور رياديّ في الحفاظ على هويتنا الوطنية، مع التأكيد على أن ثقافتنا جزء أصيل من الثقافة العربية الأصيلة والعريقة.
وفي مكتبة بلدية طولكرم كان لقاء الأحبة الذين احتضنوا "أميرة" التي هي منهم وإليهم، وكان الحضور لافتا ومتميزا، ضمّ أطيافا وأجيالا من المثقفين، أساتذة جامعات، كتابا وشعراء، معلمين ومعلمات، رجال أعمال وسيّدات مجتمع، طالبات وطلّاب مدارس، تتقدّمهم السيدة أسمهان عزوني التي رتبت هذا اللقاء ودعت إليه، والتي تشرف على اللقاء الثقافي الشهري في مكتبة بلدية طولكرم، هذه الناشطة في مجال الثقافة التي تحلق في المجال الثقافي بنشاط النحلة التي تجمع رحيق الزهور، وتصنعه عسلا حلو المذاق، لكنها نحلة بدون طنين، بل هي بخفة ورشاقة وجمال الفراشة.
سعدت كثيرا بالحضور، وسعادتي كانت كبيرة بالحضور النّسوي الطاغي، وبالحضور الشبابي الرائع، وهذا الحضور له دلالات كبيرة تبشّر بالخير القادم لا محالة.
فرحتي كانت كبيرة بهذا الحضور المتميز، وبالردود الايجابية على "أميرتي"، وسعدت بالمداخلات التي قدّمها بعض الحضور، وكان لحضور صديقي القديم الجديد الشاعر الجميل عبد الناصر صالح وتقديمه لي وقع كبير عليّ، تماما مثلما تأثرت كثيرا بالمداخلات الشّابة، خصوصا من طالبة الثانوية شهد محمد، وتساؤلها حول سؤال عباس بن الاقطاعي طاهر المحمود في الرواية "وهل سعادتنا على حساب دماء الآخرين؟" فأن تسأل يا بنيتي شهد، فهذا يعني أنك تفكر، وتبحث عن الحقيقة.
خرجت بقناعة من لقاء مكتبة بلدية طولكرم بأنّ شعبنا يعشق الحياة ما استطاع اليها سبيلا، ويعشق الثقافة، ويعي دورها في بناء المجتمع، وهذا يدعو إلى تعليق الجرس، والعمل على عقد لقاءات ثقافية في مختلف أماكن تواجدنا، وإلى ضرورة تكثيف هذه اللقاءات.
شكرا جزيلا للناشطة الثقافية أسمهان عزوني ولمدير مكتبة طولكرم السيد صلاح عمارة، وشكرا لمن حضروا اللقاء، وشكرا لطولكرم وأهلها الطيّبين.
30-11-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية-أميرة- في ندوة اليوم السّابع
- اسرائيل دولة اليهود
- في قطاع غزة أناس يعانون
- قليلا من احترام الذات
- بدون مؤاخذة- الصعود الى الهاوية
- وعود نتنياهو حول الأقصى
- رواية -عازفة النّاي- بين الواقع والخيال
- القدس مفتاح الحرب والسلام
- ديوان -أصابع من ضوء- في ندوة اليوم السابع
- أدبيّات السّجون
- بدون مؤاخذة- ضربني وبكى....
- بدون مؤاخذة – اغتيال الرئيس الرّمز مرّتين
- غضب
- بدون مؤاخذة-جنون الاحتلال
- القدس مدينة الأديب محمود شقير الأولى
- بدون مؤاخذة- التصعيد الاسرائيلي بدل العقلانية
- نتنياهو يشعل النيران
- الشاعرية الدافقة في ديوان-أصابع من ضوء-
- الذبح والتدمير -الحلال-
- الأديب أسعد الأسعد في اليوم السابع


المزيد.....




- جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
- رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء ...
- لماذا لا يُحتفل بعيد الفصح إلا يوم الأحد؟
- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - -أميرة- في طولكرم