أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال بالمقدم - تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة














المزيد.....

تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة


كمال بالمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 01:15
المحور: حقوق الانسان
    



مــــن أهم أسباب الفرقــــة بين الأديان و المذاهب و الطوائف يعود لإختـــــلافات قد تكون جذرية أحيانا بين معتقداتها و طقوسها و رموزها المقدســـة و نجد أن كل فئة تجعل من تلكـ الخلافات سبب لا يقبل النقاش لكره الفئة الأخرى كرها غير مبرر سوى بشكل عقدي - ديني يفتقد للموضوعية تماما ... هذه الكراهية تكون مبرر لكل فئة [ و في الغالب الفئة التي تشكل الأكثرية ] من أجل المطالبة بالنيل من حقوق الفئة الأخرى و بل و ظلمها و أحيانا المطالبة بإبادتها ..فالكراهية القائمـــة على عدم تقديس نفس الأشياء هي كراهية بدائية جدا و تلغي جميع ما توصلت إليه المعارف و التجارب الإنسانية في الماضي و ليس أسوء من هذه الكراهية سوى إستغلالها من قبل المنتفعين لتبقى جميع الفئات و الطوائف في عداء مستمر يصل لحد التناحـــر .


و يحق لنا أن نتسآل .. هل هذه الكراهية تقوم علي شيء فعلا ؟! و هل يجب على كل إنسان أن يفرض على الآخر ما يؤمن به و يقدسه حتى يتقبله بدون أي مشاكل ؟!

إن هذا ضرب من المستحيل و حتى لو حاولنا تحقيقه رغم عدم عدالته و عدم منطقيته فلن يحدث ابدا ... إذن لماذا من الصعوبة أن نعي بأن هذا لا يمكن أن يحدث و أنه لا جدوى من الإستمرار على نفس النهج سوى إستمرار الكراهية و العداء و الفرقة ؟ إذا كنت تعلم أن كراهيتكـ لن تغيير أي شيء و أن المختلف لن يصبح مثلك ابدا .. أليست هذه كراهية رغم بشاعتها إلا أنها تفتقد لـلقيمة أيضا ؟ أليست كراهية لا تقدم أي حل في النهاية ؟! أليست عبارة عن فعل غير منطقي ؟!


فلنأخذ مثال بسيط :

الشيــــعة لا يقدسون نفس الشخصيات التي يقدسها السنة و لذلكـ يقوم السنة بكراهية الشيعة على هذا الأساس بلا أي أسباب حقيقية سوى الإنتقاص من الصحابة ... لكن إذا نظرنا من جهة أخرى و بنفس هذا المنطق : فيمكن أن نبرر للمسيحي أن يكره المسلم بلا سبب لأن المسلم ينتقص من شأن " الهه " و ينزله لمنزلة البشــر ... و هكذا .! هل يلوح لأي أحد حل لهذه المعضلة إذا تعاملنا بمنطق [ كراهية كل من ليس مثلي ] ...؟


لا يوجد أي حل لأن كل شخص سيبقى متمسكا بعقيدته التي ستبقى تخالف عقيدة الأخر .. فإذا كان الحل هو العداء و الكراهية فهذا يعني أنه سيكون عداء و كراهية أبدية .! إنها إعادة إنتاج و تدوير لكراهية [ غير منطقية ] عمرها مئات السنين تتكرر بشكل مستمر .. تخرب و تفرق و تقتل بدون أدنى خوف .! و في كل مرة نتبناها من جديد كما تبناها الأجداد و سيتبناها الأحفاد كما نتبناها نحن و يستمر الأمر إلى ما شاء الله !

هل الأمر غير قابل للحل لهذه الدرجـــة ؟

ألا يستطيع الإنسان المتعلم المعاصر أن يتجاوز قليلا من [ طفولية ] عقله و يؤمن بأن الآخر حر في كل ما يريد أن يعتقد به و يقدسه ؟ و هل كراهية من لا يقدس نفس رموزي كراهية مبررة ؟ لماذا يجب على الآخرين أن يقدسوا آيقوناتي المقدســـة حتى أحترمهم و أتعامل معهم بعدل و إستقامة ؟ لماذا إذن لا تكره من يفضل غير طعامكـ أو من يفضل غير لباسك .... إلخ ؟ لـــماذا ترتقي هذه الأشياء السطحية المادية عن مستنقع الكراهية و الحقد هذا و نجد أن أشياء مقدسة كالأديان و الشرائع تنغمس فيه تماما ؟

أسئلة كثيرة أعتقد أننا يجب أن نواصل طرحها على أنفسنا و التفكير بإجابات جديدة و منــــطقية ليس من أعمدتها الكراهية و الحقد و العداء كما تعودنا دائما .!

يكاد يكون من المفروغ منه أن التــــسامح و التعايش ليس مسؤولية الفرد وحده .. بل هي أيضا من مسؤوليات السلطة و النـــظام ... في دولة تعامل الطـــوائف بتفرقة و تفرض منهج ديني معين في التعليم و القضاء و يقوم رموز لهم ملايين الأتباع بالتحريض و الشحن الطائفي و الديني و مع ذلك لا يعاقبون ... في دولة كهذه فستكون فرص النــــجاح ضئيلة .!

يجب أن لا نقسوا على الفرد و أن لا نحمله كامل المسؤولية .. ففي النهاية : المجتمعات من وجهــــة نظري و في حالات كثيرة هي إنعاكس للدين و التعليم و النظام في بلد معــين .! لكن عندما نستخدم طريقة الحوار التي تخاطب عقل الشخص مباشرة فهذا لأنها الطريقة الوحيدة المتبقية للإصلاح بعد أن تم تجاهل تفعيل بقية الطرق أو [ إهمالها ] عن قصد ... فخطوات التغيير الحقيقية لا يجب أن تبدأ من الفرد بل مما يصنع فكر الفرد .. فنحن في نهاية المطاف لا يمكن أن نعول على [ إحتمال ] ان جميع الأفراد مؤهلين و قادرين و يمتلكون اللازم لشق طريقهم الشخصي نحو قيم الحضارة و التمدن بدون أي مســــاعدة .! إذا كــــانت مشكلة ما شائعة في مجتمع بأكــــمله أو أغلبه فيجب أن ننظر للمصادر التي تُقــــدم للمجتمع بأكمله و التي لا تعتمــــد على الجهد الفردي .! هذه المصادر ستكون ما نبحـــث عنه .!

التعليم .. الخطاب الديني .. القانون المتساهل و بل و الأسوء المتورط أحيانا .!

في حال لم يكن الإصلاح قائم على مصادر المشـــكلة الأساسية فإن المعالجة الفردية بالحوار ستكون الحل الوحيد رغم صعوبته و نتائجه الغير مضـــمونة ... و الإصلاح الفردي لا يعتمد على المُحاور فقط و نوعية الحوار بل على الطرف الآخر أيضا و هنا تكمن المشكلة .! لأن النجاح يعتمد عليه بقدر ما يعتمد عليكـ ... فأنت هنا تواجه شخص تم تدجيجه بكامل الأسلحة الفكرية المضادة خلال سنوات من التجييش و التحريض و الكـــراهية .



#كمال_بالمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية هي الحل
- خرافة مطمئنة
- ازمة هوية
- السلفية والأصولية
- حسن الخاتمة وأثرها السيئ على الاخلاق
- قريش بين شرعية النبوة ومشروعية السؤال
- منطق حول قصة الخلق
- انتباه ! القرآن يحاجج
- دين افضل من دينك
- امور لا يقبلها العقل


المزيد.....




- تحذير أممي من تدهور خطير في الوضع الإنساني في غزة
- تحديد عدد اللاجئين في ألمانيا.. ما واقعية خطط ميرتس؟
- السعودية بالهجوم على الحوثيين معنية
- الأونروا: لم تدخل أية مساعدات إلى غزة منذ 2 آذار الماضي
- قناة تابعة لأمن -حماس- تكشف خطة -الشاباك- للوصول إلى معلومات ...
- قاض أميركي يمنع إدارة ترامب من تنفيذ الترحيل السريع للمهاجري ...
- النساء والأطفال يشكّلون الغالبية العظمى من ضحايا الإبادة الج ...
- استطلاع.. غالبية الإسرائيليين مع الإفراج عن الأسرى مقابل وقف ...
- باكستان تطرد 80 ألف أفغاني قبل نهاية مهلة ترحيل اللاجئين
- نداء عاجل لفتح المعابر والسماح بدخول المواد الاغاثية، بما في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال بالمقدم - تصرف بدائي قديم تجاوزته المجتمعات المتحضرة