أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تحية للجالية الأرمنية في فرنسا















المزيد.....


تحية للجالية الأرمنية في فرنسا


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية للجالية الأرمنية في فــرنــســا
الجالية الأرمنية في فرنسا, موجودة متأصلة بهذا البلد, عميقة الجذور التي أينعت وأزهرت بنخب اجتماعية وسياسية واقتصادية, ونجاحات منورة بأفضل المجالات الجامعية والحضارية والاقتصادية.. غالبها لجأ إلى فرنسا إثر المذابح الرهيبة التي تعرضت لها كل الأرمن من السلطات العثمانية سنة 1915 من القرن الماضي.
في عام 2011 كان عدد الأرمن في فرنسا حوالي ستمئة ألف. أربعمئة ألف منهم مولودون في فرنسا, حسب رابطة الدفاع عن القضية الأرمنية ومؤسسة الأبحاث عن الأرمنية. رغم صعوبة الإحصائيات العرقية.. يعلن رئيس هذه المؤسسة السيد هراتش فارجابيديان عن أربعمئة ألف ناخب فرنسي ــ اليوم ــ من أصول أرمنية.
هذه الجاليات موزعة بكافة المدن الفرنسية.. ولكن أكبر أعدادها مركزة بمدن مثل Marseille, Lyon, Valence, Paris, Amouville, Alforville, Clamart et Issy-les- Moulineaux بالإضافة إلى ضواحي هذه المدن.
أرمن فرنسا قدموا شخصيات سياسية شاركت بمسؤوليات ووزارات هامة.. كما أنهم كانوا من أشد النشطاء الذين شاركوا بالمقاومة ضد المحتل النازي أثناء الحرب العالمية الثانية... دون أن ننسى المغني المشهور شــارل أزنافور Charles Aznavour الذي ما زالت تردد أغانيه الرائعة بأربعة أقطار المعمورة, ويعتبر من أشهر الناشطين العالميين للدفاع عن ذكرى المذبحة الأرمنية Le Génocide arménien أمام المحافل الأممية, بالإضافة إلى العديد من القضايا الإنسانية.
أرمن فرنسا, رغم اندماجهم الكلي بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وتأثيرهم المباشر بسياستها, لم يتخلوا على الإطلاق عن قضاياهم وتاريخهم والمطالبة بإدانة تــركــيــا سياسيا ودوليا ومطالبتها بالاعتراف العلني بما لاقاه أجدادهم من السلطات التركية, والاعتراف إنسانيا بهذه المذبحة التاريخية والتعويضات الحقوقية التي تنتج من هذا الاعتراف, والذي جاهدت وما زالت تجاهد هذه الجاليات الأرمنية الموزعة في العالم كله, أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, والتي اعترف غالب دولها بما سمي حقوقيا ودوليا : المذبحة الأرمنية.
هذه المذبحة الأرمنية والتي توالت مآسيها وجرائمها ضد الإنسانية المعروفة, والتي أدت إلى ملايين الضحايا والمهجرين الأرمن.. في مطلع القرن العشرين الماضي.. ومن قبل.. اعترفت بها كل دول العالم.. اعتبارا من دولة الأوروغواي بتاريخ 20 نيسان1965 ونهاية بسوريا بتاريخ 20 كانون الثاني 2014 وحكومة جورجيا بتاريخ 27 شباط 2014.
أما الدولتان اللتان لم تعترفا بالمذبحة الأرمنية.. لأنها تعتبر كلمة Génocide خــاصـة بالشعب اليهودي.. وبالشعب اليهودي فقط. وهي دولة إســرائيل... والثانية بريطانيا.. لأسباب سياسية تربطها بهذه الدولة.. وأخيرا الحكومات التركية المتوالية.. لأسباب واضحة مفهومة... رغم أن هناك تبادل ديبلوماسي (عادي جدا) بين الدولتين الأرمنية والتركية.
تظاهر كانارمن فرنسا بشدة وعزم في باريس وفي العديد من المدن الكبرى التي توجد فيها قنصليات تركية. وذلك لما دخل محاربو داعش إلى مدينة كسب السورية الموجودة على الحدود التركية السورية.. حيث دمر الداعشيون كل البنى التحية والفوقية بهذه المدينة التي تعيش فيها منذ أكثر من مائة سنة أكثرية أرمنية.. ودمروا كنائسها وسبوها وهجروا أهاليها..وارتكبوا فيها أفظع الجرائم ضد الإنسانية.. قادمين من تركيا التي فتحت لهم جميع الأبواب والنوافذ والمعابر والمزاريب الحدودية... مظاهرات في باريس ومرسيليا وليون والعشرات من المدن الفرنسية أمام القنصليات التركية أو تمثيلياتها التجارية... رافعين الأعلام السورية اعتراضا على هذا التعدي الصارخ ضد مدينة كسب الرائعة الحدودية الآمنة وتراثها.
ــ تربطني بالأرمن علاقة دم وراثية. إذ أن جدتي والدة أبي التي لم أعرفها. كانت من اللاجئين الأرمن الذين لــجــأوا إلى ســوريا هاربين من فظائع السلطات العثمانية بنهاية القرن التاسع عشر. وأذكر عندما كان عمري سنوات معدودة أن والدي لما كان يتكلم مع عمتي.. كانا يتكلمان بلغة لا أعرفها.. وبعدها عرفت أنها لغة جدتي الأرمنية.. وأنها عاشت مع ولديها بعد وفاة زوجها السوري بمنطقة (كيدون الأرمن) في مدينة اللاذقية.. وهي مجموعة بيوت تنكية كان يعيش فيها اللاجئون الأرمن آنذاك.
احترامي لهم هنا في فرنسا, لا يأتي فقط من تلك الرابطة العائلية أو ذكرياتها القليلة , أو من علاقتي مع هجراتهم التي أتت من سوريا خلال السنوات الماضية.. في الستينات والسبعينات, وخاصة هجراتهم الاضطرارية خلال السنوات الأربعة الماضية الآتية من كافة المدن السورية..إنما لأنهم رغم محافظتهم على أرمنيتهم.. لم يتخلوا عن ولائهم لسوريا وآلامها وجراحها ونكباتها.. ذاكرين دوما اعترافهم بالشكر لهذا البلد الذي أوى وحضن أجدادهم وآباءهم وعلم وحضن شبابهم.. وأعطاهم كل حصانات وضمانات الجنسية السورية منذ أكثر من مائة عام حتى اليوم. وهم مثل غيرهم من المواطنين السوريين قد انضموا إلى قوافل (اللاجئين السوريين) الجدد.. بكافة أقطار المعمورة.. وفي فرنــســا...
لهذا السبب نظرا لولائهم ووفائهم وديمومة ونبل مشاعرهم.. تضاعف ــ هنا وهناك ــ احترامي المتواصل لــهــم...
إني أحييهم.. وأفتح لهم صدري وقلبي ومشاعري...
***********
على الهامش :
ـــ بابا الفاتيكان, هذا الإنسان الذي أحترمه لصراحة آرائه, رغم التزامي بعلمانية راديكالية, لا تتفق اجتماعيا وسياسيا مع جميع النظريات التيولوجية الدينية.. وخاصة التي لا تتطور مع هناء الإنسان والحريات العامة والتطور الإنساني... ولهذا السبب أستغرب زيارة البابا للدولة الأردوغانية الحالية من أجل الدفاع عن الأقليات في تركيا وسوريا والعراق وحقهم بالحياة.. محاولا لفت النظر إلى فظائع داعش اللاإنسانية.. لأنه أخطأ في الزمان والمكان.. لأنه ما من أحد يجهل أن هذه الدولة(التركية) بالذات.. مع تغير نفس مسؤوليها على الكراسي خلال السنوات العشرة الأخيرة.. هم الذين فتحوا جميع الأبواب والنوافذ والطاقات والخنادق والمزاريب الحدودية ومراكز التدريب والتسليح ومرور السيارات المفخخة والأسلحة والأموال وتهريب النفط المسروق, لهذه القوات المتعددة الجنسيات الإرهابية الإسلامية (داعش وشركاؤها) التي روعت وفظعت وذبحت وسحلت وغزت وسبت وفجرت الكنائس وأعدمت الآلاف من الأقليات الإثنية والمذهبية... وحاربت كل بوادر الحضارة وخنقتها.. ســواء بالعراق أو بسوريا...
يا سيد بابا روما.. صرخت البارحة في وادي الطرشــان.. ولن يسمعك السيد أردوغان.. رغم كلامه المنمق المعسول... هو جزء من المشكلة.. والباقي الهام.. يــحــاك في واشنطن.. وهناك عقدة العقد يا سيد بــابــا روما...........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للجاليات الأسيوية في فرنسا...
- وعن إمكانيات - جمع الشمل - أو عكسها.. وديمومة فشلها...
- وعن البرنامج... أي برنامج؟؟؟...
- فايا و ريحان يونان.. من سوريا
- وعن - جمع الشمل -...
- وماذا بعد الصقيع والصمت؟؟؟!!!
- عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...
- كلمات صريحة لأصدقائي...وغيرهم...
- التعايش المشترك؟؟؟!!!...
- التقسيم.. وعتمة الموت...
- اتجاه معاكس... اتجاه مغلق...
- وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تحية للجالية الأرمنية في فرنسا