باسل ديوب
الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ضاق معسكر الحرب في واشنطن ذرعاً بالتجمع ضد الحرب الذي أطلقته السيدة سيندي شيهان التي قتل ابنها في العراق ، وتهيأ لهجوم مضاد على أم السلام هذه خاصة أن سيندي تهدد بنقل احتجاجها إلى محيط الكونغرس كخطوة تصعيدية جديدة ، وذلك باستدعاء وجه أمومي مناقض كأم للحرب و هي السيدة تامي بروت ، وينتمي لنفس الطبقة الوسطى البيضاء التي تنتمي إليها سيندي ،
يأتي الاستدعاء هذا محاولة من معسكر بوش لوقف التدهور في شعبيته والذي وصل أرقاماً قياسية منذ أربع سنوات ونصف عي فترة حكمه ،فقد ارتفعت نسبة الاعتراض على طريقة أدائه لعمله الى ما بين 54 و 58 في المئة، وانخفضت شعبيته الى ما بين 36 و 45 في المئة.
كلا السيدتين أم الحرب وأم السلام تنتميان للطبقة الوسطى البيضاء فإن كانت سيندي قد فجعت بابنها فإن أم الحرب تامي بروت لديها أربعة أبناء يقاتلون في العراق ضمن قوات الحرس الوطني الأمريكي .
وقد تحولت كروا فورد حيث مزرعة بوش إلى ميدان للتظاهر واستعراض المواقف بين الطرفين، والطريف في الأمر أن الحشد المؤيد للحرب يبدو أنه مهتاج أكثر من اللازم واستعراضي جداً وموجه في فعله أكثر ما هو خارج عن قناعة وليس أدل على ذلك من قسماً منهم اندفع للهتاف ضد وشتم وتمزيق لافتات مجموعة من معسكرهم حسبوها من المعسكر الآخر الرافض للحرب ،
الخنساء الأمريكية تختلف عن الخنساء العربية بكل تأكيد، فهي لم ترسلهم تطوعاً (عقائدياً) للعراق ، علاقتهم بالحرب علاقة عمل لا أكثر ولا أقل وتختلف أسباب كل منهم من تأمين قسط جامعة إلى أقساط مسكن ، ويهمنا ان نعرف موقفها عندما سيأتيها أحد الأربعة في تابوت وقد جندله المقاومون العراقيون من على ظهر عربة همر ، أو ذاب جسده داخل مدرعة من ذوات الخمسين طن ،احتمال موت الأربعة ضعيف رياضياً فكيف إذا تدخل العامل الإعلامي في نوعية المهام التي يكلفون بها في العراق بعيداً عن دوائر الخطر ، نشكك لأننا خبرنا الإعلام الليبرالي وما مسرحية تحرير جيسيكا لينش من المشفى العراقي الذي يعالجها بغائبة عن أذهاننا ،
لن ينتصر الأمريكيون إلا إذا زغردت تامي بروت فرحاً باستشهادهم .
وعلى من يريد تسريع خروج الأمريكيين من العراق ان يعجل باختبار قدرة أمهات الحرب الأمريكيات على الزغردة للشهيد .
#باسل_ديوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟