أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الإله بسكمار - عن السلاحف ومقاهي الرصيف














المزيد.....


عن السلاحف ومقاهي الرصيف


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 09:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"" هذاك السيد مافيدوش هههههه" " آشمن مبدع هذا ؟ آشمن مؤرخ هذا ؟ ( صاحبنا لم يتصفح الكتاب المعني ولم يره حتى ثم يحكم عليه بكل غباء أو بالأحرى على صاحبه )" " باه كان عندو الحانوت دلعجينة ....هذاك طالع هواذ " " فلان كيحسب فراسو بزاف / كذا " " هاهو ماشي مع مراتو " هاهو ادخل للمطعم " " هاهو مشى للفيسيل... هاهو كايخرا (حاشاكم أحبتي )" " شتي شنو كتب هاذ ال.....؟." " فلان ؟ لعلمك ...راه شراه رئيس المجلس – إييه ولد الحرام اقلب الفيستة ... " هذا بعض من القاموس اللغوي السائد ( وهو يشمل أيضا تعابير وألفاظا يخجل المرء منها حقا باعتبار الفضاء المفتوح على مصراعيه ) عند شريحة اجتماعية تحسب نفسها شيئا ما وسط هذا الشعب ، ثمة مراكز ثقافية رفيعة يواصل فيها التحصيل كل نمام لماز هماز ومنافق همه تشمم " الخبيرات " ومايتبعها من بحلسة وعنكبة وجندبة لعله ينال رضا " الناس اللي فوق " بتعبير إخواننا المصريين أو من يتشبه بهؤلاء الناس وهو بالطبع بعيد عنهم ف " الله ينجيك من المشتاق يلا فاق " ولا أقصد إلا بعض رواد المقاهي وليس كل المقاهي طبعا ، هناك فضاءات محترمة وحاشا لله أيضا أن نحسد الناس على أرزاقها ، يتواصل التحصيل لسنوات فيتخرج الكائن الهلامي من هذا المركزالثقافي أو ذاك سلحفاة حقيقية بميزة " طيابة دلحمام " ( مع احترامنا لهؤلاء النساء الكادحات الشريفات )لا تعيش إلا في مستنقعات زواياها المعتمة فيصبح للكائن من هؤلاء قصب السبق في الكذب والتخرويض والحفر تحت الأرجل وأكل البعر ( حاشاكم ) هم أبطال الكلام بامتياز ولا بأس لأن الكلام لا كنه ولا ثمن له ....نعرف تماما أنه بمجرد أن يجلس شخص ما على نيته الصادقة مع بعضهم فيسمع كل آيات التبجيل والإطراء ما خلق الله والبشر وما لم يبدعون .....ما شاء الله ، يحعلونك في أعلى عليين لكن بمجرد أن يغادرهم صاحبنا أو تغادرهم أنت ، تبدأ القذائف من كل صوب فيغدو لديهم وعندهم أسفل سافلين بجرة قلم وفي ظرف قياسي لا تسعه موسوعة غنيس ولا يتعدى دقيقة أو دقيقتين ، إنها ثقافة النميمة والغيبة...والعياذ بالله .
عبر السوسيولوجي الراحل محمد جسوس عن بؤس الثقافة الشفوية السائدة في المجتمع المغربي بنعت " بوودينة " وهو يلخص كل شيء ...فالمغاربة عموما - مع تفاوتات حسب المدن والمناطق والمستويات الثقافية ودرجات الوعي المدني – يميلون بشكل غريب نحو " آش خبارك ؟ " " واش اسمعتي كذا وكذا...." ولا تتردد العبارة الحضارية نوعا ما " كيف حالك ؟ إلا نادرا " فهي عند الفرنسي مثلاcomment ça va ?..... والفرق شاسع طبعا بين العبارتين ....
لا أتحدث مرة أخرى عمن يأخذ قسطا من الراحة مع طيفه وكأس قهوته بعد يوم عمل ممض وحقه في ذلك كامل ومشروع بدون جدال ، ولا أتحدث عمن يهرب من جحيم المنزل والأولاد والزوجة ( جيب / جيب / جيب وفقا لمنطوق النكتة الشائعة " سير أجيب جيب لهلا يردك ") فينزوي في مقهاه المفضل مع الجرائد والكلمات المسهمة أو لعبة الرامي ورقع الشطرنج أو مع حاسوبه في رحلة معرفة أو تسلية مفيدة ،ولا أتحدث عمن يبيع ويشتري ويمارس طريقته الخاصة في العيش الذي يزداد صعوبة وضيقا يوما بعد يوم / الله يحسن العون ... لا أتحدث عن كل هؤلاء ولهم مني كل التحيات الزكيات، لكني أحصر حديثي عمن أسميهم بالسلاحف مع استئذان خاص من الأديب الصديق أحمد هاشمي ...هذه حياة سلاحف إذن قد تستغرق منك الكثير من الفهم والتحليل دون أن تنتهي ، لأن الأمر يتعلق ببنية ذهنية هي جزء من منظومة التخلف العام ...تتخذ الأشخاص بالدرجة الأولى موضوعا لسفاسفها وأحاديثها وأستيهاماتها وأوهامها وأشكال نميمتها و" هاني أسيدي قلبت الفيستة ....شغلك ؟ سوقك ؟ " الشخص النمام محطم داخليا يهرب من جحيمه الخاص الذي يريه وجهه في المرآة وهو وجه بشع ( أقصد الوجه الرمزي لا خلقة الله عز وجل ) ولا يحتمل هو ذاته أن يواجه نفسه وهزائمه المشينة إلا بالنبش في أعراض الآخرين والنهش في لحومهم والعياذ بالله ....مرة اخرى ..
الشخصية العمومية هي مجال نقاش ونقد .....هذا عنصر من أبجديات الحياة الديمقراطية ...الشعب انتخبك أو اختارك وأي تعثر أنت محاسب عليه ....نعم يناقش القوم بعض القضايا الشخصية ( العشيقات – الزيجات - الأبناء غير الشرعيين ....) ولكن بارتباط مع شيء إسمه الصالح العام وليس بعيدا عنه ...مع أنهم على تحضرهم ما زالوا لم يفصلوا بعد بشكل حاسم بين الشخصي والعام ....في السياسة والثقافة بشكل خاص ....
هل نكرر مرة أخرى العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول المتوسطة تناقش الأحداث والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص ؟....إذا ابتلاك المولى باصطحاب بعض هذه السلاحف فأنصحك أن تنجو بجلدك رغم أني اكره النصيحة ، أما إذا أردت أن تدبج نظرية فريدة في نسق السلاحف كيف يتكون وماهو معدنه وما أصله وما مآله فعليك بإحدى تلك المقاهي إذا كنت من هواة ترصد اللاوعي الجمعي والفردي لتلك الكائنات المريضة ...التي تعبر عن مستوى كبير من الوضاعة ...ولا غرابة في الأخير نظرا لتراجع النقاش الثقافي والفكري في مجتمعاتنا بل وحتى السياسي في مراحله الابتدائية كما هو معروف ولا حول ولاقوة إلا بالله ... لا نستطيع أن نلقي محاضرات في البديهيات ولست مبدءا وختاما في موقع النصح لأحد وإن كنت ادعي أنني تخلصت من كل تلك المجالس الموبوءة والملغومة منذ مدة والحمد لله على ذلك كثيرا ...سألوا أحد شيوخ مصر الأجلاء " إنك تتناول الكباب عند فلان الكبابيشي بشارع محمد علي وتستمر على ذلك كل زوال ...ولا تأكل إلا في هذا المحل ...هل هذا صحيح ؟ فأجاب : وهل أصبحت ممثلا سينمائيا حتى يهتم البعض بمواعيد غذائي ؟ لا أظن أن ذلك يفيد الناس في شيء ...."



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزايد عدد المصابين بداء السكري في المغرب
- المعرض الجهوي للكتاب بجرسيف - التنمية رهينة بالقراءة -
- مغاربة .....ومغاربة
- أي تقسيم جهوي لأي أفق ؟
- هل أصبحت الطبقة الوسطى بالمغرب على حافة الانهيار؟؟؟
- عن المحبة دون ضفاف
- حدود التناغم بين البعدين : الفردي والتاريخي.. قراءة في - تقا ...
- زحف الشعبوية .....ما العمل ؟
- المقاومة المسلحة بتازة ....من الجهاد إلى التهميش
- العنف بين الفصائل ....إلى أين ؟
- أفيون الشباب....؟
- حول مسافة التوتر بين التاريخي والأدبي...قراءة في رواية - ذاك ...
- شمس العشي ....قد غربت
- هل يوجد حزب حداثي بالمغرب ؟
- فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -
- باب الجمعة او حدائق تازة المعلقة ..تناغم الزمان والمكان
- الاتحاد الاشتراكي وقواته الشعبية …..يسار مؤجل
- وداعا السي محمد
- المغرب وأخلاق الحالة المدنية
- وطن إسمه المغرب....


المزيد.....




- باريس تعارض أي رفع جديد للعقوبات عن سوريا إذا بقيت الانتهاكا ...
- بعد أعمال القتل الدامية في الساحل.. نزوح مئات العائلات العلو ...
- ماذا تحمل عودة ترامب إلى البيت الأبيض لإيران وبرنامجها النوو ...
- فرنسا: وضع موظف بوزارة المالية قيد التحقيق للاشتباه في تجسسه ...
- العمارة بالطين في المغرب: دمج التراث بالحداثة لتحقيق الاستدا ...
- سوريا: الشرع يوقّع إعلانا دستوريا يقر الفصل بين السلطات وبقا ...
- مصادرة الأصول الروسية: صراع دول الاتحاد الأوروبي بين دعم أوك ...
- إسرائيل تقصف في دمشق.. ومصدر في الجهاد الإسلامي لـCNN: -المب ...
- من هم مقاتلو سوريا الأجانب؟ | بي بي سي تقصي الحقائق
- صحف عالمية: حماس لا تزال تحكم غزة والحوثيون شددوا إجراءات حم ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الإله بسكمار - عن السلاحف ومقاهي الرصيف