حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 12:40
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حلوة زحايكة
سوالف حريم-أيّام زمان
تعود بي الذاكرة الى أيّام العزّ، أو أيّام راحة البال على رأي ستّي –رحمها الله- فقد كنا نعيش ببساطة دون تعقيد، نرضى بما تيسّر لنا من طعام ومن كساء، ننام على الأرض، نفترش كيس خيش، ونتغطى بالدّبّيّة، نكرم ضيوفنا بما تيسر من لبن وجبن، وخبز الصاج الطازج، ونأكل اللحوم في العيدين أو عندما يأتينا ضيف مهم، وإكرام الضيف المهم كان يتراوح بين ديك بلديّ، أو خروف أو جدي في موسم الربيع، وفي الصيف لم تكن تتوفر الجبنة واللبن الرايب، فيبقى الدور على مريسة اللبن الجميد، ضيوفنا كانوا أيضا يرتضون بما تيسر من طعام، يبسملون في أوّل الطعام، ويحمدون الله في آخره وهم يدعون: اللهم أدمها علينا نعمة واحفظها من زوال، كنّا نتزاور مع الأقارب والنسايب والأصدقاء، لا كذب ولا تدليس في علاقتنا، كلنا متحابون متآلفون، لا أطماع لأحد عن أحد، ولا أحقاد ولا ضغينة. ولا راديو ولا تلفزيون ولا كهرباء ولا ثلاجة ولا غسالة، كنا ننام مع صلاة العشاء أو حتى قبلها.
وانقلبت الأمور رأسا على عقب، فما عدنا نتزاور، وانتشرت الغيبة والنميمة والقطيعة، والكل غاضب من الكل دون سبب معروف، فهل أصابتنا عين حاسدة؟ ولم يعد لدينا وقت فالكل مشغول مع أنه لا شغل له، والكل في ضيق نفسي لا يعرف سببه، والكل يبني قصورا في الهواء، وانتشر الكذب والقيل والقال، واستبدلنا الأفراح بشجارات لا أساس لها، وكأن الكل يريد أن يثأر من الكل. وأصبحنا نسهر على التلفاز الى انصاف الليالي وكأن النوم يهرب من عيوننا، وانتشرت الأمراض وقلت البركة بين العباد.
فرحم الله أيام زمان
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟