|
معضلات الفكر المتدين
مينا بطرس
الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 00:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفكر المتدين هو الفكر الذي يصبغ كل عناصر الحياة وعوامل قيامها بعامل الدين أو بمعني أدق بعامل النص المقدس. ليكون النص المقدس هو المحرك الأساسي لجميع اوجه التطور للحياة الأنسانية. ليلبس الدين صورة كل الموجودات الحسية وغير الحسية ويبقي الدين علة كل الظاهر الحياتية متحكما فيه النص المقدس مرة وتارة أخري عندمل يتم تأويل النصوص المقدسة لتناسب العصر حتي يكون النص المقدس سابقا لكل منجزات العلم والحداثة وفي بعض الأحيان متصادم . هذا الفكر الذي يبرر فشل فقهاء الدين السالفين الذين لم يكتشفوا ماتوصل اليه العلم الحديث هو في الحقيقة عدم ادراكهم للنظرة الثاقبة اوسع للنص المقدس الذي هو في الحقيقة مناسب لكل زمان ومكان رغم تمسكهم بالفكر الراديكالي لدرجة الالتصاق التام . هذام مايجعلنا أمام معضلات للفكر المتدين نو جزها كالتالي:- 1-أحادية التفكير صاحب الفكر المتدين (كما عرفناه في مقدمة المقال) هو الشخص الذي يجاهد معك في أي مناقشة هو بالأساس هوواضع نتيجتها قبل أرهاصات المناقشات . أي أن كل محاولاتة في المناقشة ليس السعي وراء الحقيقة أو مناقشة المعطيات التي تجعلنا نصل الي النتيجة المراد او المفروض الوصول اليها . لكن هو لاينظر الي اي معطيات سوي المعطيات التي تبدو من وجهة نظرة هي السبيل الوحيد للفكرة التي يريد أن يقنعك بها وبالتالي هو لايناقشك لأخصاب وتوالد الفكر بينك وبينه هو يناقشك لكي ينتصر عليك. خائفا او مهزوزا دأخل ذاته في بعض الأحيان أن يكون مدافعا عن معتقد أو فكرة لاتمت بالحقيقة بصلة . لذلك هو كمن يمتلك عين واحدة لمكان مربع الأضلاع من المفروض إن وقفت في مركزه يكون لعقلك أربع أعين لتستطيع رؤيته كاملا.
2- الأذدراء من أعجب مايتجلي به ملاك الحقيقة المطلقة أن يتباهو دائما أنهم سفراء الجنة في الأرض.وأنهم خلفاء الأنبياء . والمتكلمين بفم الله في هذا المجتمع الصاخب المتردئ بالانحلال الأخلاقي. فمن ثم هو يري أن الجنة من نصيبهم فقط. وأحيانا يعوض نقصه الشخصي في الجنة الموعودة وان من لايشبهة فهو شخص فاسق مصيرة الهلاك الابدي. لذلك لاداعي مطلقا أن تثبت لهولاء الكفار نتيجة عرقك ومجهودك وأنتاجك كل ماعليك هو شئ واحد ان تكون مقتنع اقتناع كامل أنك بار ذاهب للجنة وألاخرون ليس لهم نهاية سوي النار. 3- التعصب كثيرا ماتجتمع العوامل لتضفي علي الشخصية عيوب ولدت من أحادية التفكير والأذراء واحدي هذة العوامل هو التعصب الأعمي. فكيف لشخص لايري سوي ذاته أن يراك أكثر أكثر صوابا في أرائك . لانه شخص يري ان شرع الله وكتابة غطي كل الأزمان. رغم أن هناك أمور أخلاقية وحياتية تغيرت مفاهيمها مع تغيرات الزمن . كما أن هناك أمور ثقافية وفكرية وليدة كل عصر لاتمس الناموس الوجداني والضمير الانساني باي ضرر يتباري فقهاء الدين عقود حتي يبتوا في مدي صحتها من جهة الحلال والحرام. لذلك هو يتعصب لرايه قبل كل شئ حتي إن كان فقهاء دينين أخرين مختلفين علي هذة الامور الحياتية وابرز ملمح لتعصبهم هو تعصبهم لبني دينهم اكثر من تعصبهم للقيم او المبادي الانسانية. 4- ضعف المنهجية بالطبع أن المنهجية التي يسير بها ذو العقل المتدين في المناقشات لكن الاصعب والاسواء عنما يكون الطرح المتداول بحثة في أمور تتكلم عنها النصوص المقدسة بصورة واضحة. وإن كان هناك بعض الاشارات في هذة النصوص . فرجل الدين أو الفقيهة الديني أو الرجل المتدين (الذي عرفناة أنه الرجل الذي يصبغ بكل الامور الحياتية بصبغة الدين) هو ضعيف المنهجية في العلم أو النظرة للتاريخ. كمن بني بيت علي أساس مختلف عن بيت جارة تكون النتيجة متساوان مختلفان الشكل. فكل غرض الدين هو ان يسير الانسان في الدنيا شاكرا ربه عز وجل مواظبا علي الطقوس الدينيية متاملا الحياة بعد الموت . نري ان منهجية العلم لاتبحث ولايهمها مابعد الموت. فالعلم يعتمد علي مبدا البحث والشك والتجريب ولايهتم با لامور التي يبحث عن ماوراء الزمن . منهاجان مختلفان وزويتان مختلفتان فبالتالي النتائج مختلفة. منهجية العلم تختلف عن منهجية الدين. إذن صاحب الفكر المتدين لو تكلم عن العلم بعقلية المنهج المتدين يكون كلامه ابعد عن روح العلم وفكره. وأقرب مثال دعاة الاعجاز العلمي في النصوص المقدسة . وأذكر إني سمعت رجل دين مسيحي مصري قال (كل عالم ملحد ليس بعالم حقيقي) استفزتني هذة الجملة أي أن كل العلماء الذين ساهموا في بناء الحضارة وكان اعتقادهم الالحاد ليسوا بعلماء . ولابس العمامة السوداء الذي يجلس ويتكلم ليس موهبة سوي الكلام هو الذي يبت في مدي علم هولاء العلماء الملحدين ؟! وكيف تباري بنقض نظريتي التطور والانفجار العظيم .رغم أن كتابه عن اثبات وجود الله والرد علي الملحدين لم يرجع لي كتاب تتكلم عن نظريتي التطور والأنفجار العظيم (رغم أن كتب داروين مترجمة للعربية خاصة كتابة المثير للجدل "أصل الأنواع") بل رجع هذا الكاتب الي كتب دينية مسيحية تنتقض النظريتان فاي منهجية هذة .
#مينا_بطرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر بعد مبارك 5(البرادعي .....والأسئلة المنتظرة)
-
مصر بعد مبارك 4 ( معضلات الأنتخابات المصرية)
-
مصر بعد مبارك 3(إرث الماضي)1
-
أزمة الديمقراطية في مصر(مصر بعد مبارك2)
-
في المسألة المصرية7 (مصر بعد مبارك )1
-
في المسألة المصرية 6 (الهوس الديني)
-
تدين التاريخ ( داود...ورمسيس الثاني)
-
في المسالة المصرية 5 ( الوطن العقيم !)
-
في المسألة المصرية 4 (مصر تمد قانون الطواري...حبر علي ورق)
-
في المسألة المصرية 3 (لبحث عن بطل)
-
الله
-
في المسألة المصرية(2)(عقل المواطن ...رجل الدين....النظام )
-
في المسالة المصرية(الأختلال..والأختزال)
-
الفكرة الزائفة
-
عذرا سيدي الوزير....كنت اعلم خسارتك
-
أزمة المثقف والكاتب المصري(2)
-
أزمة المثقف والكاتب المصري
-
رجل الدين ...والسياسة
-
من أوراق شاب مصري(المصباح السحري)
-
من أوراق شاب مصري
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|