كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 21:07
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
بغداد 26/11/2014
ثلاثة ايام من البحث المضني في اوراق ومسودات كتبتها في غضون العشرة اعوام الماضية ..ذاكرتي حفزتني للبحث بينها ، فهي لم تنقطع إن تشير إلى وجود معلومات اكيدة بين هذا الركام تتعلق تماما بالوضع الجديد الذي نحياه أنا وأنتِ ، والذي اصطلحنا عليه مجازا بالعشق الحي ، او بايولوجيا بصوت عال .. في اليوم الرابع وجدت أسماء أنثوية تتضمن ثلاثة او أربعة من حروف اسمك ..تتكرر تلك الأسماء في قوائم متعددة ، مثل قائمة أسماء زوجات الاسكندر في بابل...وقائمة نبيات قيد الاشارة وقائمة محضيات سرجون و و .
في اليوم الذي أحسست فيه بهلاك حقيقي ، انتابني شبه قرار بقبول الأمور كما هي عليه من دون لمسات سريالية او إضفاء مسحة روحية على مجريات الحدث.. هذا النفي الداخلي سمح لي بان أتذكر بوضوح نبوءة قديمة ترتبط مع الأسبوع الأول من ولادتي قالت بها جدتي فاطمة حين رأت دجاجتها العربية السوداء تترك محلها المألوف في وضع البيض ، وتبيض على رأسي ، وانا ابن يومين ملقى كطعة لحم غضة حمراء في " كاروكي" ..حين رأت السعادة التي تكتنف دجاجتها السوداء ضحكت ووشمت صدغي بإبرتها مولولة في وجه أمي التي انتبذت منهم مكانا قصيا : جئتِ لنا ببلاء ، ابنك هذا يخرم سنة جده ، ويعق أباه... فسمتني من وقتها بالأبلس .. ودلعتني مرة او مرتين بإبليس ..كانت جدتي فاطمة تحكم الناحية وصلتني رسائلها الممهورة بمهرها المعدني وبماء الزعفران بعد وفاة أبي ..دون إن تكون لي رغبة في قراءتها...في اليوم السابعمن البحث ..وقعت عيني على رسالتها الابليسية أي خاصتي...التي كتبتها إلى والدي : بني إن إبليسك (أنا) لن يمت بداء الحصبة ولا الجدري الذي طفح بوجهه شيء منه ، ولو انه مات بهما لكان ارحم لنا ..انه يشب ويكبر ويحرق ذكرنا بشهوات قلبه حتى يصاب بهوا غانية من البربر، فيلتحق معهم ويضيع أثره..فهو مبلس لا ينال شفاعة ولي يوم نقف مهطعين إمام مالك الملك..وفي الرسالة سرد يخص تفاصيلا كثيرة من حياتي ..
الغريب إن جدتي وضعت في كل زاوية من الورقة نجمة في وسطها حرف مرسوم بعناية ووضعت في الوسط نجمة خامسة كبيرة وفيها حرف كبير..دهشت وانا اربط الحروف ، بدأت بالحرف الكبير واتجهت بعكس عقرب الساعة(يسارا) ...تشكل اسمك ..ضممتها إلى يقينياتي وبصواب رحلتي..
اتصل بي مكتب السفر يبلغني موعد الرحلة ...
تقول جدتي انه سيلعنني الرب على يديك ..اعتقد إن هذا أقل ما سيحصل لي ، ازدحم رأسي بخرائط افتراضية لتوزيع لحظات اللقاء الجنوني معك
هناك رسوم توضيحية لاكثر من الف نوع من القبل والاحتضان والتحليق ونفي النوم ..
يقول حفيد لي بعد مائة عام من موتي :علينا إن ننقل رفات جدنا إلى البلاد فقد وضع لبنات لعلم العشق بصوت عال.........
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟