أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - أقصوصة أفريقية: عودة الغائبة














المزيد.....

أقصوصة أفريقية: عودة الغائبة


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 02:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حنين أفريقي, حنين مصري .. جسد واحد يحن بعضه لبعض.

تأسست الدولة الأولى في وادي النيل, لأسباب موضوعية تمامًا جرى شرحها في نظرية "الكنانة", إذ لم يكن للبرعم الحضاري أن ينشأ لولا تلك الحضّانة الطبيعية على ضقاق النيل في حماية سلاسلها الجبلية وصحاريها.
منذ اللحظة الحضارية الأولى كانت الدولة المصرية تطل على البحر المتوسط شمالاً, إلى الجندل الثالث جنوبًا .. بينما إمتدت محمياتها وسط الفضاء العشائري, في الجنوب حتا القرن الأفريقي, وفي الشمال تجاوزت جبال لبنان, حتا شمال سوريا.

أسطورة عودة الغائبة, تلخيص إبداعي لأحداث عودة بعض المحميات المصرية القديمة.

أنقل -بتصرف- فقرة من كتابي "الكنانة":

توتا .. توتا .. "رجوع الغائبة"

ردد المصري القديم هذه "الحدوته" بإعتبارها مثال لعودة فيضان النيل إلى مصر, أو عودة بعض المحميات لسلطة الدولة المصرية, حيث تعم الفرحة أنحاء البلاد, فقد حكى "توت": أن "رع" أرسله بصحبة "شو" ليعيدا إليه عينه, يقصد إبنته "حتحور" الغاضبة الهاربة إلى أعماق أفريقيا في الجنوب, لحاجته إليها للقيام بأعباء ومهام الحكم, حيث كانت قبل غيابها "عين رع" وفرحته, ومع مرور الأيام والسنين بدأ الحزن والأسى يعم أنحاء قصر "رع", بل والبلاد كلها لغياب العين.
يقول "تحوت": توتا .. توتا, ذهبنا إلى "عين رع" لإقناعها بـ العودة لأبيها وشعبها, فملأها الغضب منا إحتقاراً لشأننا, وما لبثت أن تحولت إلى صورة اللبؤة الضارية "سخمت", وحاولت إفتراسنا, لكنني إختبأت منها حيث حملني الهواء "شو" إلى فوق شواشي شجرة عالية, ومن بعيد حكيت لها قصة الأسد اللي كان بيحتقر الفأر, وبيتساءل بشك عن الحكمة في خلقه؟ فلم يكن يرى له دوراً في الحياة! إلى أن وقع الأسد في شباك الصياد, فلم ينقذه سوى ذلك الفأر المُحتَقَر, اللي قرض بأسنانه الدقيقة خيوط الشبكة, فإعترف الأسد بفضل الفأر, وبأن لكل كائن دور وأهمية في حدود إمكانياته, فتصادقا وتآخا منذ ذلك التاريخ!
هدأت الغاضبة بعد سماعها لتلك الحكايه, وتحولت إلى البقرة "حتحور" وإلى القطة "باستت", وعادت إلى أبيها وشعبها, وعمت الأفراح مُدن وقرى البلاد, بل وإعتاد المصريين مظاهر الإنبساط والإحتفال بالمناسبة كل عام في نفس موعد عودتها اليوم الرابع من الشهر الرابع "برمودة" في فصل البرد (بِرِت), المسمى عيد هاتور/ باستت.

ملحوظة: رصدنا إنتشار هذه الأسطورة من بداية الأسرة الحادية عشر زمن الملك منتحتب الأول, بعد إنتصاره في حملة جنوبية إسترد بها سيطرة "مصر" على الجندل الثالث جنوب أسوان, بعدما كانت القبائل قد إستغلت ضعف الدولة نهاية الأسرة العاشرة!



#سامي_حرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروف 3
- الفيضانية والنجمية
- الأمثال الشعبية, للسنة المصرية
- التقويم: المصري/ القبطي/ التوتي
- السنة المصرية, والسنة الميلادية
- ضربة البداية
- قراءة حروف الهيروغليفي, بالمصري الحديث
- الشر النسبي .. بالمصري
- الموقف الحكومي من حرية الإعتقاد والتحصين كشف تغليب التسلط عل ...
- وعود بخطابات ضمان
- حزب مصر الأم
- تركيا وسوريا: الإبن العَاق والإبن المُعاق
- مصر ليست شقة مفروشة
- الأخوان, لم ولن يكونوا حزب سياسي!
- الإقتصاد المصري القديم, والمستقبل
- تلات سلامات .. للستات!
- قيامة أوزير وميلاد المسيح
- رفع العَلَم - رفع عمود جد
- فعاليات موسم الحج إلى أبيدوس
- قصة شجرة الكريسماس


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - أقصوصة أفريقية: عودة الغائبة