طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 00:29
المحور:
الادب والفن
وداعا شاعرنا الكبير
شاكر السماوي ...ابو عذاب
في ليلة كنا نسهر على ضفاف دجلة ، شاكر السماوي و الممثل المخرج عزيز خيون وأنا في السبعينات من القرن الماضي .. روى لي الفقيد شاكر السماوي رواية قال فيها .. كنت أسير متنكرا في شارع الرشيد في الستينات .. مرت بقربي سيارة وما ان تجاوزتني حتى فرملت ونادى علي صاحبها باسم لا يعرفني به الا القليلون والذي كنت اكنى به اثناء سجني في نقرة السلمان !! ابو عذاب .. ابو عذاب !! نزل من سيارته وفتح لي الباب ثم احتضنني وراح يقبلني بحرارة .. صعدت بجانبه وسرنا لبضع أمتار .. لاحظ حيرتي فبادر في القول وهو يعرف نفسه لي : انا ضابط أمن .. أردف ، رائد في الأمن العامة ومكلف بالبحث عنك والقاء القبض عليك أينما أجدك !! اعرف كل صغيرة وكبيرة عنك ... أليس هذا هو اسمك المعروف به في نكرة السلمان ولدى اقرب رفاقك ؟! .. صمت لحظات وهو يراقب تأثير كلماته علي .. احتفظت بهدوئها وانا استسلم لتلك الصدفة اللعينة .. تابع الضابط قائلا بتوسل : ابو عذاب .. انا مسؤول عن ملفك في الأمن وانا مطلع على تاريخك الكامل واعبد شعرك واحفظ منه الكثير .. راح يلقي بانفعال بعض قصائدي ..!!! اتجه الى شارع السعدون ودخل في احد الفروع وقبل ان ينزل قال لي اسمح لي ان ادعوك الى غداء .. قبلت دعوته ودخلنا في بار منزوي ... احتسينا عدة قناني من الجعة ولما دب دبيبها رحنا نقرأ الأشعار ونغني بعضها بصوت خافت .. تناولنا الغداء ثم اقلني بسيارته وهو يطلب مني ان ارشده الى وجهتي ... قلت له الى بيتي في شارع فلسطين ... اجاب : سوف اقلك الى هناك ... حين طلبت النزول ، ونزلت وانا اودعه قال لي وهو يضحك : ابو عذاب .. ان بيتك في حي القاهرة !! ان اردت اوصلك اليه .. ضحكت وانا اشكره .. ودعني وتوارى .....!!!
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟