|
حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الثاني
حسين السكاف
الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:23
المحور:
مقابلات و حوارات
" المقام العراقي " روح عراقية تعرضت للإغتيال كثيراً ما تداولت الأفكار والألسن ذلك السر الذي تكتنزه مفردة " المقام العراقي "، تلك الكلمة التي جعلت الفن الموسيقي والغنائي العراقي ينفرد بصورة فنية خاصة تميزه عن باقي بلاد الله. هذا ما يعرفه الأغلبية الغالبة من غير العراقيين ممن اهتموا وانشغلوا بجمال الموسيقى وسحرها، ولكن، ماذا بشأن تسميات أخرى يعرفها العراقيون حيث مجالهم الموسيقي الذي عرف " المقام البغدادي " و "الجالغي البغدادي " وغيرها من التسميات. تلك الأفكار وغيرها، أناقشها اليوم في حوار شامل مع أحد أبرز الموسيقيين العراقيين. شخصية موسيقية عراقية خرجت من عباءة أحد أهم المؤرخين العراقيين لمسيرة المقام العراقي وتاريخ الموسيقى العراقية. أحاور اليوم الأستاذ عازف السنطور والباحث الموسيقي العراقي باهر هاشم الرجب، الذي سبقته السمعة الفنية والعلمية لوالده الراحل الحاج هاشم الرجب منذ بداية ستينيات القرن المنصرم.
* عملت أستاذ في عدة مراكز موسيقية عراقية مهمة، هل لك أن تحدثنا عن طبيعة التعليم الموسيقي في العراق؟ ... وهل اختلفت الأجواء التعليمية بين فترة السبعينيات وفترة الثمانينيات وما تلاها؟ - قبل ان أكون أستاذا في معهد الفنون الجميلة عُينت أستاذاً محاضراً في معهد الدراسات النغمية عام 1974 وكنت اصغر مدرس وقد كان العبء ثقيلاً عليّ بسبب عدم وجود المناهج الدراسية الخاصة بالمادة التي أدرسها، فتحتم عليّ التفرغ وتكريس الوقت لوضع المنهاج الدراسي الخاص بآلتي السنطور والقانون، وتمكنت من وضع التمارين الخاصة للطلبة، منطلقاً من المعاناة التي قاسيناها كين كنا نجلس على مقاعد الدراسة، فعندما كنت طالباً، كانت شحة المناهج الدراسية وعشوائية التدريس تسبب لنا المتاعب الكثيرة وتجعلنا في متاهات دراسية كثيرة تعيقنا عن التطور العلمي. ومن هنا اردت تفادي هذه النقطة فبذلت الجهد والوقت لجعل دراسة طلابي صحيحة ومتكاملة. أماالمتغيرات التي شهدتها الساحة التعليمية بين فترة السبعينيات والثمانينيات فهي متغيرات واضحة ومؤلمة، ففي الوقت الذي كانت فيه شروط الإنتساب تعتمد على الحس الفني والموهبة اضافة الى صرامة الإختبار، وبالتالي نجاح وقبول المتميز والموهوب فقط فترة السبعينيات، نجد أن تلك الشروط قد تبدلت فترة الثمانينيات لتعتمد على مؤهل" الحزبية والمحسوبية " مما أساء كثيراً الى التعليم وبالتالي الى الفن عموماً. على سبيل المثال كان المعهد لا يقبل أكثرمن 20 طالباً ممن يحمل كفاءة القبول لكن العدد ازداد و صار 60 طالباً، الجيدين منهم لا يتجاوز10 طلاب والباقي أخذ مقعداً دراسياً على حساب غيره. لذا وللأسف لم يتخرج من معهد الفنون الجميلة في تلك الفترة مبدعون بل ولا حتى عازفين جيدين إلاّ القليل. وهناك أسباب كثيرة ساهمت في هبوط المستوى الفني لخريجي معهد الفنون الجميلة ومنها، تعيين أشخاص لا تربطهم بالفن أية صلة، إبتداءً من مدير المعهد وصولاً إلى موظف المخازن أو الأرشيف، فحينما لا يعي موظف المخازن او الإدارة او الحسابات قيمة الآلات الموسيقية وطريقة حفظها وخزنها بصورة صحيحة، ولا يستطيع التمييز بين الآلاة السليمة - نهبها طلاب المعهد على مرأى من مدير المعهد في التسعينيات وبالتالي باعوها في الأردن - وبين المتصدعة او العاطلة. تصور تراثنا ومالنا العام يسرق بسبب التخلف والجهل واللامسؤولية وهناك قرار إتخذ بتعيين مجموعة من البعثيين الذي فرضهم النظام الدكتاتوري ليكونوا معيدين في المعهد من الطلبة الذين لا يملكون الحس والموهبة الفنية وبطبيعة الحال هذا القرار شمل كافة أقسام المعهد، ذلك الصرح العلمي الفني الكبير الذي رفد الساحة الفنية العراقية والعربية بالكثير من المبدعين الكبار.
* هل تريد أن تقول أن الفن العراقي بشكل عام والمقام العراقي بشكل خاص قد تعرضا إلى محاولات التشويه والإهمال؟ - أنا وغيري من الفنانيين العراقيين، نعتبر أن الفن العراقي والمقام، روحاً عراقية تماماً كالروح البشرية، تحتاج إلى العناية والإهتمام، ولكننا وجدنا أن تلك الروح قد تعرض إلى محاولة الإغتيال عدة مرات، وبأشكال وأساليب مختلفة. فبماذا نسمي الغزو الذي تعرض له الفني العراقي من قبل أشخاص دخلاء جاءوا من الصحراء، لا يعرفون من الموسيقى غير الربابة ذات الوتر الواحد كقانونهم الإنساني أحادي النظرة؟، وبماذا نسمي حالات التشويه والتزييف وطمس الحقائق وتغييب أسماء فنية لامعة في سماء الفن العراقي؟. وهل من المعقول أن يترأس شخص أميّ لم يدرس الموسيقى أحد أهم المؤسسات الثقافية والفنية العراقية، وهو ولا يمتلك أية ميزة علمية أو ثقافية سوى درجته الحزبية وقربه من الدكتاتور؟، كل ذلك وغيره الكثير، هو محاولات إغتيال تعرضت لها الروح الفنية والثقافية العراقية.
* لماذا قررت الخروج من العراق لتعيش في المهجر أو المنفى، وهل وجدت في المكان الذي تعيشه الآن ضالتك؟ - منذ الحرب العراقية الإيرانية والفنان الشريف المخلص لفنه ووطنه يعاني الكثير من الضغوطات والإهمال والإستفزاز، حتى وجد الفنان نفسه مجبر على العمل مع خَدَمة النظام، وكان بعضاً لا يستهان به من " الفنانيين " يمجدون ويتسابقون في ذلك يدفعهم النفاق والطمع بل الجشع وحب الذات ورخص النفس، وكان القسم الآخر يعاني ضغطاً نفسياً صعباً مكللاً بالخوف والقلق على المستفبل والروح والعائلة والضمير. أسماء فنية كنا نحترمها لفنها الجميل الصادق، تحولت بين ليلة وضحاها إلى أداة تنفذ رغبات الجلاد، أداة أجبرتنا على كرهها واحتقارها لما اقترفوه من بشاعات. نتمنى أن لا يكون لها صدى أو أثر أو مكانة في العراق بعد أن سقطت الدكتاتورية ومرتزقتها، من فاروق هلال وطالب القرغولي وعلي عبد الله وأتباعهم. هؤلاء المنتفعون الذين شدّوا الحبال على حقنا ومستقبلنا الفني فقتلوه، وحين لم أستطع صبراً على وضع الفن الموسيقي المبتذل والرخيص قررت سحب اسرتي الصغيرة والهروب بها لشاطئ نسمع على سواحله صوت الطبيعة والطيور حيث يبتعد السمع عن تلك الأصوات القبيحة التي نعقت لسنوات تمجد ولي نعمتها الزائفة. وجدت في المهجر نفسي الضائعة المتعبة، وجدت الحق والعدل يسمو ويحكم، والصدق في كل شئ، الوقت والدافع للتأليف والكتابة والتلحين، وجدت هنا كل ما كنت اتمنى، فعلاً وجدت اشياء كثيرة لكني لم اجد حضن امي الدافئ أو صوت ابي وهو يقرأ مقام البيات الذي عشقه، وصرت أحن إلى جلسات سمري مع اخوتي وأصدقاء عمري من الفنانين، أحن إلى ذكريات الطفولة والشباب والهوى .وبقيت اتأرجح بين ذكريات الأمس البعيد وقلق الحاضر والمستقبل المجهول.
* الفترة الدموية، وأقصد بين الأعوام 1980-1991، فترة الحروب والموت. كيف تصف لنا تأثيرها على الساحة الفنية العراقية، خصوصاً وأن تلك الفترة وكما يقال قد أفرزت شوائب موسيقية كثيرة تعلقت بأذيال المسيرة الفنية العراقية؟ - ذكرت سابقاً ما آلت إليه الحالة في العقود الثلاثة الماضية وكيف مات الفن الحقيقي بسبب شوائب وفقاعات طافت على الساحة الفنية، وهذا بدوره أدى الى تدهور وهبوط مستوى العمل الفني وليس مستوى الفن عموماً، فالفن أصلب من ذلك. ففي تلك الفترة، سخّر مرتزقة الدكتاتور كل طاقاتهم وامكاناتهم للسيطرة على أجهزة الإعلام ومؤسساته الفنية، وكان همهم الأول والأخير قرع الطبول والتزمير للنظام الدكتاتوري، لأغراض وأطماع شخصية. اسماء وشخصيات معدودة، سلبتنا احساسنا الفني بل جعلتنا نكره الفن ونلعن تلك الساعات التي عملنا بها مع هذه الزمرة الهابطة. ولو تأملنا ذوق المستمع العراقي وعلى مر الزمن لوجدنا ان روح وأذن وقلب الفرد العراقي لا تطربها غير أغاني الغزالي ووحيدة وداخل وسليمة ويحيى حمدي ورضا علي وغيرهم من فنانينا الرواد. ولكن الذي حدث هو عملية تشويه مخطط لها بإحكام ودراسة مستفيضة للهبوط بمستوى الذوق العام، خصوصاً في العقدين الأخيرين من القرن المنصرم. ولم يسلم أحد من آثار تلك الجريمة البشعة حتى الطفل تعرض لحالة التشويه تلك، فحين يُصبح ويمسي على النشاز، لابد وأن ينشأ بطريقة خاطئة ولا اقصد هنا النشار اللحني فقط، بل كل مكونات الأغنية. * مَنْ مِنَ الموسيقيين العراقيين الذين تستطيع أن تضع ثقتك بهم لتكوين فرقة موسيقية عراقية تمثل وجه العراق في المحافل الدولية؟ - لو حالفني الحظ بذلك، فستكون الفرقة مكونة من الفنانيين: صهيب الرجب ومحمد حسين كَمر على آلة الجوزة، وعلى آلة التشيللو الفنان فتح الله احمد، وعلى آلة العود خالد محمد علي وعلي الإمام وعبد اللطيف سعد العبيدي، أما آلة الكمان فستكون للفنانيين مهنا الرجب، دلشاد محمد سعيد وقصي عبد الجبار، وآلة الناي الفنان عدنان شنان. والرق لمحمد خميس، والطبلة لعبد اللطيف العبيدي، والكونترباص لثامر كمال، أما آلة القانون فلا أجد أفضل من جميل الأسدي وعبد الكريم بنيّان وحسن الشكرجي. وإذا كانت هناك ضرورة لإدخال البيانو ضمن آلات الفرقة فستكون للفنان رامي الرجب. فمع هذه الأسماء وبالإعتماد عليها، لا خوف على الفن الموسيقيي العراقي لأنها ستسهم في انتشاله من واقعه المأساوي المرير، وللأمانة اقول انه يسعدني ان ينضم للفرقة فنان موهوب ومبدع ولا يهمني عمره بقدر فنه وحسه حتى لو كان طفلاً في سن أولادي أو أصغر.
* لقد سمعت كثيراً بمصطلح " الفن الأصيل " فمتى نستطيع أن نطلق على الفنان بأنه يمتلك فناً أصيلاً؟ - الفنان الأصيل هو ذاك الفنان الذي يترك بصماته الخاصة المستمّدة من تراثنا العريق على مؤلفاته الموسيقية والحانه الغنائية، والأصالة تعتمد على تلك الروح المبدعة وإخلاصها لتاريخ بلادها حين نجد أن تلك الروح تعمل بجد ومثابرة من أجل الإرتقاء بمستوى الذوق الفني المحلي لبلاده ومستوى الفن عموماً في أروقة المحافل الدولية. وهناك الكثير من الفنانين العراقيين الذين يحملون هوية الوطن والفن في آن واحد، فمعنى الوطنية هنا ليست الأحزاب وأيديولوجيتها، انما اقصد وطنية الأرض والتاريخ والتراث. أسماء كثيرة لا حصر لها، منها: ناظم الغزالي،محمد القبانجي يحيى، حمدي، الحاج هاشم الرجب، رضا علي، عباس جميل، وديع خوندة ، محمد عبد المحسن، عفيفة اسكندر، وحيدة خليل. فريدة محمد علي، وغيرهم ممن ختموا بطاقاتهم الشخصية بختم الفن الأصيل وحب الوطن.
* في أي فترة تجد أن المقام العراقي قد عاش فترته الذهبية؟ - للأسف لم يعش المقام العراقي ذلك الفن الكبير بحجمه والغني بمادته وعلميته، فترة ذهبية مطلقاً حتى في ايام القندرجي وخيوكة والشيخلي وغيرهم من القرّاء المبدعين، لعوامل كثيرة حالت بينه وبين الفترة الذهبيه، منها عدم وجود قارئ مقام مثقف موسيقياً. فالمقام علم واسع ذو تراكيب علمية معقدة يصعب فهمها واستيعابها وهذا بدوره يؤثر سلباً على نتاج وابداع القارئ، بل لن أتردد في القول، بأننا نمتلك عدد من العازفين - بعدد اصابع اليد - لا اكثر، يلمّون بعلم المقام الماماً كافياً يؤهلهم من خوض الحديث فيه. فالثقافة الموسيقية (التطبيقية) لا (النظرية) تلعب دورها البارز والمؤثر في نجاح الفنان. وعلينا أن لا ننسى تلك المعوقات التي كانت تحول دون تطور الفنان ثقافياً وموسيقياً، ويأتي على رأسها الحالة الإجتماعية التي لعبت دورها الكبير في تأخر قرّاء المقام وعازفيه لإنشغال معظمهم بتوفير لقمة العيش، حيث لم تتكفلهم الدولة ولا المؤسسات بهم، وهذا ما أثر على متابعاتهم للتطورات التي كانت تحصل على للساحة الفنية. كان قّرّاء الأمس يمتلكون الأصوات الجيدة والقابلية وحب الفن الأصيل، ولكنهم بالمقابل كانوا يفتقرون الى الدعم المادي والمعنوي واقصد بالمعنوي هنا (وجود التسجيلات والإعلام والمؤسسات الفنية والمعاهد الموسيقية ) وتكنولوجيا الحاضر ولهذا فما وصلنا منهم لم يكن بالجودة التامة ولا بالصورة الصحيحة الخالية من العيوب. أما قرّاء اليوم فللأسف لم يستفيدوا من نعمة العصر ولا من دروس حياة مَن سبقهم، بل لم يحرّكوا ساكناً إن لم اقل تحركوا إنما للوراء!، على الرغم من أن كل الظروف المناخية الممتازة كانت متوفرة لديهم، من دعم معنوي ومادي، فأين الفن؟ وأين الإبداع؟ وأين القدرة في الأصوات الرجالية للوقوف بجدارة وثبات وثقة على ساحة المقام الفنية؟ أليس هناك من قارئ يعتدُّ بنفسه وعلميته الفنية ويقول انا موجود؟؟ نسمع ونقرأ الكثير ولكن اين العمل الجديد؟ وأين التجديد والإبداع؟ واين المقامات التي يصرح فلان من الفنانين بأن عددها(65) عدا الفرعية والآخر يزايد على صاحبه لتصبح بقدرة قادر (95) وثالثهم يضعها في (مفقّسة البيض) ليصبح عدده(550) وكأننا في مزايدة علنية؟؟!! ولو كان احد هؤلاء يفهم ويدرك ان تصريحاته هذه دليل على جهله وتخلفه لألتزم الصمت. للأمانة أقول أن القارئ الفنان الراحل محمد القبانجي قد حفظ اغلب المقامات وسجلها وقد رفد هذا اللون الغنائي بالكثير من المقامات. اما القارئ يوسف عمر والقارئ حامد السعدي فقد حفظا الكثير من المقامات ايضاً، وكذلك قارءة المقام السيدة فريدة محمد علي، وهي فنانة متألقة حفظت عدداً كبيراً من المقامات وأضافت اليها الكثير من الإبداع والجمالية بفضل احساسها المرهف وتمتعها بمساحة صوتية كبيرة وحسن الأداء مع اختيار ما يناسب صوتها من المقامات والأغاني.
* هل لك أن تقول لنا العدد الصحيح للمقامات العراقية إذاً؟ - إن العدد الأصلي للمقامات، بعد قيامي بتوحيدها وحذف مسميات غيرعلمية منها وكذلك حذف مسميات عديدة لمقام واحد، يكون العدد 46 مقاماً لا اكثر، فتصّور الجهل المطبق؟؟ وتصوّر الفترة الذهبية التي عاشها ويعيشها هذا الفن المظلوم، وبرأيي فقد كان زمن الأمس وإن لم يكن ذهبياً بل فضّياً، أفضل وأحسن وأصدق من زمن الحديد الصدأ المتآكل الحالي.
* بعد كل هذا الإستعراض الجميل والمهم، هل يحق للقارئ أن يسألك حول نتاجك الفني وما أعطيته لروح المقام العراقي من إنجازات؟ - بعد كتابي الأول ( أصول غناء المقام البغدادي ) والذي أصبح مرجعاً تدريسياً في المعاهد الموسيقية العراقية، ومصدراً لا يستهان به للباحثين والدارسين في هذا المجال والتخصص، انتهيت وولدي الفنان رامي من تأليف كتاب ( شجرة سلالم الموسيقى العربية )، والكتاب يتناول كل ما يتعلق بسلالم الموسيقى العربية وتوحيدها والوقوف على اخطائها، وأوجدنا قوانين وأنظمة جديدة لها وابتكرنا سلالم موسيقية وأجناس جديدة لم تكن موجودة من قبل. الكتاب قيد الطبع الآن، وهو يمتاز بالجرأة والصراحة وأهمية محتواه الفني. كذلك وعلى ذكر المقام البغدادي فلقد ابتكرت مقامين جديدين، هما مقام " الشرق مؤثَّر " ومقام " الزنكولاه " وقد لحنّت أغنية جديدة لكل منهما. ولي ألحان خاصة بالموشحات وعددها ثمان، ولي في السماعيات 12 سماعي، أحدها مبتكر على سلّم جديد. وستصدر الأعمال على اسطوانات ليزر لاحقاً وهي من توزيع الفنان رامي الرجب، والغرض منها توثيق الأعمال والمؤلفات والألحان لتكون مراجع وأمثلة للطلبة الدارسين في مختلف الإختصاصات الموسيقية. * تطرقتم الى موضوع النقد الموسيقي، فهل تتقبلون النقد فعلاً؟ وما هي برأيكم صفات الناقد الموسيقي؟ - بالتأكيد أتقبل وبرحابة صدر كل نقد بنّاء هدفه التقويم والبناء والتجديد، وأنا على استعداد تام لمناقشة اي سؤال او استفسار او توضيح رأي بالأدلة الدامغة. أما ما يخص الناقد الموسيقي، وهنا أشدد على الكلمة، الناقد الموسيقي، وليس الناقد الفني أو ناقد الظواهر الموسيقية، فأرى أن الصفات التي يجب أن يمتلكها الناقد الموسيقي هي: ان يكون احد خريجي المعاهد الموسيقية، وأن يكون عازفاً على آلة موسيقية على الأقل ليتمكن من توجيه رؤيته بصورة صحيحة. وأن يكون ملمّاً بالعلوم الموسيقية وخصوصاً السلالم الموسيقية وأن تكون له دراية ولو بسيطة بالمؤلفات الموسيقية والألحان الغنائية وبعض الموازين. ومتى ما توفرت هذه الصفات البسيطة والمتعارف عليها في الإختصاص الموسيقي عند ذاك يكون قد استحق فعلاً ان يحمل بين اصابعه قلم النقد. وغير هذا فهو ضحك على الذقون، بل استهزاء بالفن والفنانين. ولابد لكل ناقد ان ينقد ضمن اختصاصه، فلا يجوز لي رغم كوني فنان موسيقي أن انقد رساماً مثلاً مالم تكن خلفيتي في الرسم مقرونة ومستندة على دراسة خصائص هذا الفن، وهذا ينسجب بطبيعة الحال على الشعر ةالمسرح والهندسة المعمارية وجميع المجالات. وقد كان كل من الأستاذ عبد الوهاب الشيخلي والأستاذ منذر جميل حافظ والمرحوم الأستاذ اسعد محمد علي، نقاداً موسيقيون كبار كونهم من ذوي الإختصاص. اما الأسماء التي عشعشت في الوسط الفني منذ مطلع السبعينات وليومنا هذا أمثال يحيى ادريس وعادل الهاشمي وعبد الأمير جعفروثامر عبد الحسن، فقد لعبوا دوراً خطيراً في تشويه الساحة الغنائية والموسيقية عن طريق المحسوبية والوظيفة سواء كانت ادارية أم حزبية، واستغلوا ظروف غير طبيعية سخروها لمصالحهم الشخصية فصاروا تصولون ويجولون في اروقة الفن وكان الأجدر بهم أن يخوضوا في أروقة اختصاصاتهم البعيدة عن الفن، ولكنهم اقتحموا هذا المجال الجميل الهادئ وأفسدوا عليه هدوءه .لقد سكتنا عنهم مرغمين من قبل، ولكن إلى متى تبقى الأفواه مكممة؟؟
* أستاذ باهر، شكراً لك - الشكر لكم للإطلاع على الجزء الأول من الحوار http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=44298
#حسين_السكاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار شامل مع الفنان باهر هاشم الرجب - الجزء الأول
-
مناجاة عازف عود عراقي
-
- الطريق إلى بغداد - ألبوم موسيقي يغازل قامات النخيل
-
أوبرا - سيغفريد - على المسرح الملكي الدنماركي
-
شكوى مدينة تحولت من الثقافة والأدب والفن، إلى مثلث موت
-
صديقي الدانماركي والفن العُماني
-
سرقة سنوات المنفى بقرار وزاري
-
إلى شهيد الديمقراطية، سعدي جبار البياتي
-
ثمن بطاقتي الإنتخابية
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|