جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 23:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كانت والدتي دائما تنصحني و تقول: ابني لا تنسى اهم شيء في الحياة هو الحب (الزوجة) و (المال) الوظيفة و لكن عندما كنت اذهب اليها (الحبيبة) ترتجف دائما اطرافي و عضلات شفتي. الحقيقة كانت نظرة بسيطة منها تكفي لتحولني الى قطعة من القماش الخفيف تهتز في الريح. لقد وجدت اخيرا و بعد فترة بطالة طويلة وظيفة بسيطة في محل لبيع الملابس النسائية براتب قدره 200 يورو بالشهر و اعتقدت بان الاوان قد آن لمصارحتها بحبي و زادت ثقتي بنفسي باني الان قادر ان اتحمل مسؤولية اعالة عائلة بكاملها.
قلت لها و انا ارجف: احبك و لكن و بسبب الرجفة تحولت الكلمة الى: اسبك. اجابت: اذهب الى الجحيم. قلت لها عفوا لم اقصد - انت لم تفهميني و عاودت اعترافي بحبي العميق لها بعد التنفس العميق و محاولة السيطرة على عضلات وجهي و لكن الكلمة استعجلت قبل ان اتمكن لفظها و مضغها بهدوء في الفم و تشوهت هذه المرة كليا الى: اكبك. ابتعدت و هي تؤشر بيدها الى جبينها و كانما تقول: انت مجنون و قليل الادب في نفس الوقت.
ذهبت للبنك و انا اتذكر نصيحة والدتي ان ادخر فلوسي شهريا لاجل الزواج و قلت لمدير البنك: عليّ الان و بعد حصولي على وظيفة محترمة ان ادخر فلوسي لاني انوي الزواج في المستقبل القريب. فرح المدير كثيرا و لكني اعتقد بانه فرح لاعتقاده باني سوف اودع مبلغا كبيرا جدا لذا سحبني الى غرفة جانبية خاصة بالزبائن المهمين و قدم لي قهوة ممتازة و كعك لذيذ و سألني كم تريد ان تودع؟ اردت ان اقول 50 يورو لاني لم املك اكثر من هذا المبلغ و لكن الرجفة امتلكتني فجأة بسبب خوفي من مديرالبنك و قلت 50000 يورو.
عندما اخرجت ظرف مجعد قديم من جيبي و رأي المدير بان المبلغ هو فقط 50 يورو انفجر بالضحك لدقائق و نادى موظف بسيط باعلى صوته لتسمع الناس كلها و قال: افتح لهذا المسكين حساب خاص بمبلغ 50 يورو شهريا ليتزوج في المستقبل القريب. رأيت اندهاش الموظف المسكين و سمعته يهمس و ابتسامة ساخرة على وجهه: ليذهب الى الجحيم.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟